داود ومخاوفه

نجدة الخائفين

داود ومخاوفه

“اكتنفتني حبال الموت، وسيول الهلاك أفزعتني، حبال الهاوية حاقت بي. أشراك الموت انتشبت بي، في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي، وصراخي قدامه دخل أذنيه” مز18: 4-6

 

لا يمكننا أبدا أن نكون شاكرين لله إذا نسينا المشاكل التي عانينا منها، وضائقة أرواحنا عندما كانوا يضغطون علينا. تحدث بولس عن الخلاص العظيم الذي منح له في آسيا، يقول “فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا.” (2 كو 1: 8).

 

أولا- الضيقات والمخاطر الكبرى

  كان داود يتمتع بالسعادة والهدوء قبل أن يمسحه صموئيل ليكون ملكا على إسرائيل. من ذلك الوقت، بدأت متاعبه. لم تنتهي معاناته المؤلمة حتى بعد ان تولي العرش. ولكن أكبر المخاطر تعرض لها من قبل ابنه أبشالوم.

 

ثانيا – النظر في حالة عقله خلال مشاكله.

 اكتنفه حزن حتى الموت. وبما أن داود كان من نوع بارز، فإن أحزانه يمكن اعتبارها لا مثيل لها والتي قاساها فادينا عندما حمل خطايانا. إن الفقر والنفي والتوبيخ ومخاطر الحياة هي شرور تترك انطباعا عميقا من الحزن على عقولنا، وخاصة عندما يجتمعون معا؛ وداود، على الرغم من أنه رجل حسب قلب الله، لم يكن معفيا من مشاعر الطبيعة البشرية. ولكنه اضطر في كثير من الأحيان إلى مجابهة اتهامات ومضايقات أعداءه دون سبب (مزمور 56). وأصدقاؤه كانوا خائفين. ولكن الأكثر حزنا هو هروبه من بلاده “وَيْلِي لِغُرْبَتِي فِي مَاشِكَ، لِسَكَنِي فِي خِيَامِ قِيدَارَ!” (مز 120: 5).  كان قلبه مكسورا عندما سمع افتراءات الكثيرين. المخاطر المحدقة لنفسه التي لم تفشل في ملء عقله بعدم الارتياح. لقد كان لديه بالفعل وعودا ثمينة، ولكن إيمانه بهذه الوعود قد اهتز في بعض الأحيان. كان مثقلا بالحزن على الشر الذي كثر في كل مكان.

 

ثالثا- الخوف الكبير

 سيول الاعداء جعلته خائفا. لكن ممن كان خائفا؟ هل كان يعتقد أن الرب قد نسي أن يكون رحيما، بالتأكيد كان مؤمنا بقوة برحمة الله وإخلاصه. ومع ذلك كان إيمانه معركة كبيرة للتحمل. كان الله وفيا بكلمته، إخلاصه لم يفني بني اسرائيل في الصحراء، على الرغم من عدم أيمانهم. قد يكون قد تملك عقل داود في بعض الأوقات الشعور العميق بالذنب، والرعب والاستياء. على الرغم من أيام المحنة انشد بتمجيد الله بثقة لا تتزعزع. “الرب نوري وخلاصي ممن أخاف؟” ولكن في أوقات أخرى صرخ، ” فَإِنِّي فَقِيرٌ وَمِسْكِينٌ أَنَا، وَقَلْبِي مَجْرُوحٌ فِي دَاخِلِي كَظِلّ عِنْدَ مَيْلِهِ ذَهَبْتُ. انْتَفَضْتُ كَجَرَادَةٍ.” (مز 109: 23).

 

رابعا: لماذا سمح الله للرجل البار بمثل هذه المواقف؟

 نحن نثق في أن الله يحفظ اولاده من تلك الأحزان والمخاوف.  يرفعهم بقوته عاليا فوق كل المضايقات، ويملأ أفواههم ضحكا إلى الأفضل.

 

  • وافق الله علي تجربة إيمانه. تأديب الرب يَرد المؤمن إليه “اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،” (يع 1: 2).. لقد تشدد داود بالرب إلهه. ثابت قلبي يا الله. أغني وأرنم. كذلك مجدي
  • قد تعلم من المحنه المؤلمة قيمة كلمة الله، قيمة وعودها، وتعاليمها وتحذيرها.
  • وقد تضاعفت النعم بسبب آلامه، لقد ازداد تواضعه، وإنسانيته، وحنان قلبه للفقراء والمبتلين. كان داود   نموذجا ممتازا للملوك. التجربة علمته الشفقة والعون للبؤساء.
  • وقد مهدت آلامه العظيمة الطريق لتلك المحبة الرائعة التي ألهمته بالفرح والثناء ليترنم في مناسبات عديدة عن مراحم الله خلاصه.
  • كان من النوع البارز الذي مثل ربنا يسوع المسيح في معاناته وفي تمجيده. تتحدث العديد من مزاميره عن معاناة ومجد المسيح.
  • استفادت الكنيسة في كل عصور من تسابيح داود.
  • هل انت تقاسي العديد من المتاعب والمضايقات؟ هل الآلام مساوية في العدد أو الشده التي كانت لداود؟
  • “وَلكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هذَا الْخَتْمُ: «يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ». وليتجنب الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي اسْمَ الْمَسِيحِ.” (2 تي 2: 19)
  • كن مستعدا للقاء كل حدث في حياتك. أنت لا تعرف ما الذي سيكون في الغد. لكنك تعلم إله الغد.
  • انشد داود بمراحم الرب ” باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسناته الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك الذي يفدي من الحفرة حياتك. الذي يكللك بالرحمة والرأفة الذي يشبع بالخير عمرك، فيتجدد مثل النسر شبابك الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين.

 

 

Comments are closed.