“أما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم” (1 يو27:2).
يذكر الكتاب المقدس تسعة رموز أساسية للروح القدس هي: 1-الحمامة2.الختم، 3- الخمر4.الريح
5.الزيت6.العربون7.الماء، 8-المطر 9-النار
ولكل رمز دلالته وعمله الخاص. وسوف نقوم بدراستها بنفس هذا الترتيب ثلاثة رموز في كل رسالة
1.الحمامة
“وشهد يوحنا قائلا إني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فأستقر عليه” (يو 32:1).
هذه الآية تصف أكثر المناسبات وضوحًا التي فيها قد أعطي الروح القدس رمز الحمامة. عندما اعتمد الرب يسوع من يوحنا المعمدان في نهر الأردن وانفتحت السماء ونزل روح الله مثل حمامة واستقر على الرب يسوع. وتتضمن تلك الاستعارة المشار إليها بالحمامة معاني عميقة للغاية.
1. الحمامة هي رمز وشعار للسلام.
بعد أن أستقر الفلك على جبل أراراط بأربعين يومًا، أرسل نوح حمامة من طاقة الفلك ليعرف هل قلت المياه عن وجه الأرض ثم رجعت الحمامة إلى الفلك. “فلبث (نوح) أيضا سبعة أيام أخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك. فأتت إليه الحمامة عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض“(تك 10:8-11).
الحمامة هي أول دليل على أن السلام قد عاد للأرض وأن دينونة وغضب الله قد مضيا. بالمثل لا يمكن لروح الله القدوس أن يستقر في النفوس البشرية التي ما زالت تحت دينونة وغضب الله.
عندما نعترف بخطايانا ونقبل يسوع المسيح مخلصًا لنا، فإن الروح القدس يؤكد لنا أننا لن نأتي إلى دينونة بل قد انتقلنا من الموت إلى الحياة” (يو24:5) وأيضا صار “لنا سلام مع الله” (رو 1:5).
ويستمر الروح القدس في الكرازة للخطأة بإنجيل السلام.
2. الحمامة ترمز أيضا إلى الوداعة التواضع، وهما من صفات الروح القدس المُعطاة لنا من قبله فإن الروح الوديع البسيط هو دليل وجود الروح القدس.
3. الحمامة هي من المخلوقات النقية غير المؤذية. فالحمامة لا تقتل حيوانات أخرى . وبصورة متماثلة الروح القدس هو روح النقاء والقداسة.
من خلال قبولنا للروح القدس نحصل على قوة للنمو في القداسة وتتحول حياتنا إلى ما هو أفضل.
أتي الروح القدس ليخلص ويشفي ويعصب. “روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة” (لو18:4-19).
4.الروح القدس حساس جدًا ويمكن أن يحزن بسهوله ،أعمال الروح القدس تنطفئ أمام خيانة الطبيعة البشرية. وهكذا بالنسبة للحمامة فهي تخاف بسهولة. فهي إذا شعرت بانزعاج متكرر في مكان ما فهي تترك المكان بلا رجعة. ولذلك علينا أن نحرص جيدًا لنقدم للروح القدس كل وقار ولا نحزنه. “لا تحزنوا روح الله القدوس” فاستمرار المعارضة لروح الله قد يجعله يفارقنا تمامًا مثل الحمامة – لقد صلى داود “لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني” (مز 11:51).
…………………………………………………………………………
2. الختم
“الذي فيه أيضا أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس” (أف 13:1).
1. الختم يعني أن نضع طابعًا أو علامة تحفظ المضمون من أن يفتح من شخص غير مصرح له بذلك. إذا ختم شيء ما، لا يقدر أحد أن يلمسه بدون تصريح. وعندما ختم “بيلاطس” الحجر الذي أغلق به قبر يسوع، كان إزالة هذا الحجر بدون إذن بيلاطس يعد جرمًا عقابه الموت. وهكذا إذا ختمنا بدم يسوع فإن الله بقوة الروح القدس يحفظنا من السقوط في الخطية. ولذلك فنحن المؤمنين المختومين بالروح القدس ينبغي أن ننقي أفكارنا وحياتنا لنهزم الخطية والشيطان.
2. الختم يعني أيضا ملكية خاصة – ونحن نختبر هذا في حياتنا اليومية. فعلى سبيل المثال لا يستطيع أحدًا أن يسحب من حسابي الخاص في البنك بدون ختمي أو إمضائي. فإن قمت بختم ممتلكاتي بختمي الخاص سيكون هذا معلومًا أمام الجميع أن تلك الأشياء الثمينة هي ملكي. وإن تجاهل أي شخصً كان هذا الختم وشرع في التطاول للحصول على تلك الأشياء فهو يعرض نفسه قانونيًا لعواقب وخيمة.
هكذا أيضا بختم الله إيانا بختم الروح القدس. فلن يتجرأ أي شخص تعرض لشعب الله وإلا فهو يتعرضً لملكية الله وسيجلب على نفسه غضب الله لأن رب السموات والأرض هو نفسه حاميه وملجأه.
3. الختم يعني السلطان. يجب أن يمتلك كل شخص شهادة إقامة مختومة بختم رسمي وإلا فهي بلا منفعة وبلا قيمة. للمؤمنين سلطان كأولاد للرب. قام التلاميذ بعمل الآيات والعجائب وتصرفوا بقوة وبسلطان طالما كان يسوع معهم. وبعد صعوده إلى السموات غلب عليهم اليأس والهزيمة والعجز إلى أن امتلئوا من الروح القدس، فاكتسبوا في الحال سلطانًا في كلامهم. وتبعت القوة كلامهم وصلاتهم فأعطيتهم شجاعة وإقداما. ونتيجة للسلطان المعطى لهم من قبل الله نما وازدهر إيمانهم في سلطان الله
…………………………………………………………………………
3. الخمر
“ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح” (أف 18:5). “فتحير الجميع وارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى أن يكون هذا وكان آخرون يستهزئون قائلين أنهم قد امتلئوا سلافة (خمر جديد)” (أعمال 12:2-13).
يقارن الكتاب المقدس مشابهًا في بعض الأحيان الملء بالروح القدس كالسكر بالخمر. ومما لا شك فيه أن هؤلاء ممن قد اختبروا هذا النوع من الملء يفهمون جيدًا ما يعنيه ذلك التشبيه
1.إن الملء بالروح القدس هو تمامًا كالخمر الذي يفرح ويبهج القلوب. ولكن النتائج المترتبة على شرب الخمر تؤدي حتمًا إلى ضرر الجسد وتبديده، إلا أن الملء بالروح القدس يعطي الفرح الروحي وفي النهاية الابتهاج السماوي الذي لا ينقطع. إن حياة الملء بالروح يترتب عليها نتائج عجيبة. “مكلمين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح والأب. خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله” أف 19:5-21
2.يجعلنا ملء الروح أقوياء في الإيمان لنخدم الله ليس بانفعالات مؤقتة بل بتمتع دائم.
3.تجعل الخمر صاحبها يبدو فرحًا لأنها تعطيه سلام مؤقت، وتجعله ينسى القلق والحزن طالما هو في حالة السكر تلك وهذا بالطبع أمر غير طبيعي. أما خمر الروح القدس فهو لا يخدر بل يعطي سلامًا فياضًا طبيعيًا مستديمًا يجعلنا نطرح جانبًا هموم العالم ومشاغلة تمامًا كما يريد خالقنا لنا.
4.تعطي الخمر صاحبها جرأة غير معتادة تجعله يتصرف بدون انضباط. وحياة الملء بالروح القدس هي حياة الجرأة. فالروح القدس يبدل ويغير الشخص الخجول الجبان إلى شخص لا يخاف حتى ان ضحي بحياته. إن الشجاعة المعطاة لنا بملء الروح القدس تعطينا أن نحب الحق والعدل، وأن نكون ودعاء ومتضعين، وأن نكرز بالإنجيل بقوة وسلطان. ويعطينا الملء بالروح الجرأة على التغلب على قوة الخطية فنحيا حياة الانتصار.
5.لا يشعر الشخص المخمور بالألم الجسماني لأن حواسه تكون مخدرة بالكامل ليس هكذا الروح القدس فهو لا يخدر الحواس بل قوة محبته وقوة تحمله تعزلنا في مأمن بعيدًا عن كل الضربات والهجمات سواء الشخصية منها أو الروحية . الروح القدس يعطي لنا المقدرة للوقوف والثبات.
6.يشبه المملوئون من الروح القدس السكارى بالخمر، ولكن تسمم الخمر يعد ضررا مفرطا أما الملء بالروح يعدّنا إلى الكمال.
أين المحرك؟
ذكرت وكالة اسوشياتيد برس :
” بعد محاولات– ليزلي باكت– المتكررة في تشغيل السيارة دون فائدة ، رفع غطاء المحرك ، فاكتشف أن شخصا ما سرق المحرك نفسه”
أخي
هل ما زلت تحتفظ بالمحرك الرئيسي في حياتك أم أنه قد سرق منك؟
