رموز الروح القدس – جزء ثالث

الروح المعين

الماء:

وقف يسوع ونادى قائلا إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي” (يو37:7-38).

الماء والحياة البشرية

1.الماء أساسي لاستمرار الحياة ولا يمكن الاستغناء عنه. إذ يتكون جسد الإنسان بنسبة ستين بالمائة منه ماء و إذا تعرض الجسم للقيء أو الإسهال المتكرر يكون هناك خطر يهدد حياته. وهكذا إذ لا يمكن الاستغناء عن الروح القدس لاستمرار الحياة الروحية. فلقد ولدنا ثانية من الروح القدس (يو5:3) وباستمرارية الامتلاء من الروح القدس يمكننا أن نحفظ حياتنا الروحية. فمن خلال الروح القدس نمتلئ بالحيوية ونتمتع بحياة الشبع والارتواء التي فيها لا يمكن أن نعطش (يو13:4-14).

2.والماء أساسي لنظافة أجسادنا. فإذا انقطع الماء لفترة من الوقت نصاب بالأمراض والأوبئة . نغسل كل يوم أجسادنا وملابسنا وأدوات الطعام، كذلك ينبغي أن تُغسل حياتنا الروحية يوميًا بالروح القدس الذي يغسلنا ويجدد نشاطنا وقلوبنا حتى يمكننا أن نحيا حياة القداسة (تي 5:3).

3. الروح القدس هو منبع الحياة لأبناء الطاعة، ولكنه أيضا روح القضاء، والفيضان المدمر لأبناء المعصية. في أيام نوح أدان الله العالم بالفيضان بسبب خطايا ومعاصي الناس (تك7). كما أدان فرعون مصر وجنوده وأغرقهم في بحر سوف (خر 28:14). وأدان الروح القدس كل من حنانيا وسفيرة وأماتهما لأنهما كذبا عليه( أع 5). و صار عليم الساحر أعمى بسبب قضاء الروح القدس عندما قاوم كرازة بولس ( اع 13 : 10 ).

…………………………………………………………………….

8. .المطر

ينزل المطر على الجزاز ومثل الغيوث الجارفة على الأرض” (مز6:72).

لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر. يأتي إلينا كالمطار. كمطر متأخر يسقي الأرض” (هو3:6).

تشبيه الروح القدس بالمطر.

1.لا تثمر الأرض ولا تحتفظ بأي نوع من الحياة ما لم يأتِ عليها مطر. في أيام إيليا، أصاب الجفاف كل الأعشاب والأشجار، وماتت النباتات، صلى إيليا بلجاجة أن تمطر فأمطرت السماء وأعطت الأرض ثمرًا. تعطي الأرض ثمرًا وتحتفظ بالحياة عندما يأتيها المطرُ كذلك أيضا الحياة الروحية للشخص يمكن أن تنتعش ويأتي إليها إحياء جديد فتأتي بثمر روحي، وتتمتع بقوة روحية دائمة عندما تستقبل مياه الروح القدس.

2.وفي فلسطين ينتظر المزارع المطر عامة مرتين في كل موسم

المطر الأول يسقط في آخر الخريف وهو يسمى المطر المبكر“. وخلال موسم المطر المبكر يسرع المزارعون ببذر حبوب القمح التي تشرب بدورها مياه تلك الأمطار وتنبت وتكبر. ولكن عندما يأتي البرد فهي بالكاد تبقى حية. ولكن عندما يعود الربيع تأتي الرياح الدافئة من الجنوب الشرقي ويسقط المطر ثانية معطيًا حياة جديدة. ويسمي مطر الربيع المطر المتأخر

الذي بسببه تنمو وتكبر المحاصيل بسرعة فائقة إلى وقت الحصاد.

ويذكر يعقوب لدورة الطبيعية للمطر والحصاد فيما يخص الروح القدس في إذ يقول فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنيًا عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر يع 7:5.

عندما أتى الرب يسوع إلى الأرض قام بزرع بذرة الإنجيل. ثم بعد صعوده بعشرة أيام أي يوم الخمسين كان هناك مائة وعشرون ممن آمنوا به وقبلوا تلك البذرة، كانوا مجتمعين في أورشليم. وبينما هم يصلون صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس. بدأت كنيسة الرب يسوع تظهر للوجود. هذا المطر المبكرللروح القدس قد انسكب بعد ذلك على السامرة ثم في بيت كرنيليوس وأيضا على المؤمنين في أفسس.

وهكذا بقوة الروح القدس بدأت كنائس الرب يسوع المسيح تؤسس الواحدة بعد الأخرى في أماكن متعددة، وكانت كلمة الحياة يكرز بها بقوة.

إن عمل الروح القدس هذا – “المطر المبكر” – كان ينسكب بغزارة حتى عام 300 بعد الميلاد. ثم بدأ في الاضمحلال، وفي حوالي عام 600 دخلت البشرية إلى عصورها المظلمة.

وخلال نهضة الإصلاح في القرن السادس عشر، بقيادة رجال الإيمان رجع عمل الروح القدس حيّا. وبعد ذلك ومن خلال الخدام الأمناء للرب أمثال جون ويسلي” “جورج هوايتفيلد” “تشارلس فينيودوايت مودي. رجع العمل العظيم للروح القدس في الظهور ثانية، حتى أنه حوالي عام 1900 بدأ العالم أجمع يقبل الروح القدس مرة أخرى.

ومع قبول الكنيسة الآن للروح القدس بغزارة المطر المتأخر، نحن نشهد لقوة عمل الروح القدس كما كان في الكنيسة الأولى. وعلى الرغم من عدم معرفة بعض الناس لعمل الرب في الوقت الحالي ومعارضتهم لحركة الروح القدس، إلا أنهم لا يستطيعون أن يعارضوا عمل ومشيئة الله، لأن عمل الله سيتم لا محالة. ونحن نشكر الرب ونعطيه المجد والإكرام لأنه أعاد لنا قوة الكنيسة الأولى عن طريق سقوط المطر المتأخرالغزير للروح القدس. في المؤتمر العالمي الثامن للكنائس الخمسينية في ريو دي جانيرو بالبرازيل نال ثلاثة ملايين شخص عطية الروح القدس

والآن قبل المجيء الثاني للرب يسوع، يقوم الروح القدس بإيقاظ الكنيسة مرة أخرى في العالم أجمع ويسكب نعمته، لتحرير النفوس عن طريق الإيمان بالرب يسوع المسيح. قد حان الوقت لقبول مطر الروح المتأخر

…………………………………………………………………

9.النار

هو (الرب يسوع) سيعمدكم بالروح القدس ونار” (مت 11:3).

كانت النار تستخدم كرمز للروح القدس خلال العهد القديم لأن حضور الله كان يشار إليه بالنار.

1.عندما كان موسى يرعى غنم حميه في جبل حوريب، تقابل معه الرب من خلال العليقة المشتعلة (خر1:3-5). تحدى إيليا أنبياء البعل الأربع مئة والخمسين في جبل الكرمل. وأعلن بإصرار أن الإله الذي يجيب بنار أمام جميع الشعب هو الله، وعندما أجابه الله بنار ذبح أنبياء البعل.( 1مل 18)

2.بعد صعود الرب يسوع، اجتمع المائة والعشرون تلميذًا في العلية في أورشليم. وفي وسط جو من اليأس كانوا يشجعون بعضهم البعض ومنتظرين موعد الرب الروح القدس. وبعد ذلك في يوم الخمسين صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم” (أع 2:2-3). هنا نرى أن الروح القدس الذي أرسله الرب يسوع قد ظهر في وسط النار. وهكذا يعمل الله في وسط نار الروح القدس.

3. تحرق النار كل ما هو غير مرغوب فيه. فهي أعظم وسيلة تطهير عرفها الإنسان، فالنار تلتهم كل ما هو غير مرغوب فيه. هكذا تمامًا بالنسبة للروح القدس الساكن فينا فهو يحرق الخطية التي فينا (عب 29:12؛ إر29:23). وبدون عمل روح الإحراق داخل قلوبنا، القداسة غير ممكنة

4 تعطي النار نورًا يوسع مجال وساعات نشاطنا، ولقد سميت الحضارة الإنسانية بحضارة النور. لا يمكن استمرار الحياة بدون نور الشمس. يجتهد الناس باحثين عن النار التي تضئ لهم العالم المادي، بينما لا يكترثون بنار الروح القدس التي تضئ النفس الخالدة. إن الروح القدس عندما يأتي إلى قلوبنا فإنه يطرد ظلمة الخطية والموت، وعندما يسطع بنوره الإلهي ،ندرك الحياة الأبدية ونفهم أسرار السماء.

5.يرمز للروح القدس بالنار لأنه يعطينا غيرة فوق الطبيعية. فعندما يمتلك الروح القدس قلوبنا، تشتعل أرواحنا بنيران محبة الرب للعمل بالإنجيل.

6. النار هي رمز القوة. إن القوة الآلية التي تقود حضارتنا يأتي منبعها أساسًا من عامل الاحتراق. مثال ذلك الطائرات الأسرع من الصوت والشاحنات الضخمة والقطارات وغيرها من وسائل رفاهية الإنسان كلها أتت من قوة الحرارة النار. وبالتالي فإن الروح القدس يمدنا بقوة السماء التي نحن في أشد الحاجة إليها من أجل حياتنا الشخصية في الإيمان والكرازة بالإنجيل. إنه من غير المجدي أن نبدأ عمل الإنجيل بدون الحصول على القوة الإلهية المعطاة لنا عن طريق نار الروح القدس.

Comments are closed.