شفاء الذهن المضطرب

الخلاص الثمين




الذهن المضطرب هو الذي يعانى من القلق و الاستياء المستمر. وهو دائما مضغوط و مشتت و في حالة عدم راحة أو هدوء .هذا الذهن يضطرب من جهة المستقبل كما انه مضطرب من جهة الأمور الحالية ويوجد اليوم عدد من الأذهان المضطربة يفوق ما وجد في جميع الأجيال الماضية.

إذا وقفت على أحد أبواب المسارح لتراقب خروج المشاهدين بعد انتهاء العروض المسرحية ، نادرا جدا أن ترى ابتسامه على وجه أحدهم برغم أن هؤلاء المشاهدين قد أنفقوا كثيرا لكي يحصلوا على راحة مؤقتة من أحمالهم لكنهم يخرجون بأحمال اثقل مما جاءوا بها.

و يعانى كثير من المؤمنين من أذهان مضطربة مثل الكثيرين من غير المؤمنين. .العشرات يظلوا مستيقظين طول الليل مضطربين وهم يذهبون للكنيسة و يحصلوا على راحة مؤقتة من أحمالهم وبمجرد مغادرتهم الكنيسة تستمر الاضطرابات الذهنية .

لماذا يعانى الكثيرون من القلق؟

1- القلق بسبب ضغوط الأيام

يقول غير المؤمنين أن النجاح المادي والتعليم العالي والوظيفة الجيدة مع المسكن الجميل وحساب البنك فيها الحل لجميع مشاكل الجنس البشرى .والمفروض أن هذه تجلب للإنسان شرف وكرامة وسلام داخلي وعقلي .وقالوا أيضا لو كل إنسان حصل على تحقيق أحلامه سينخفض معدل الجريمة

يدمن الإنسان الخمر بسبب عدم حصوله علي قيمه لنفسه، لأنه فقير ومحروم من أي فرصة تزوده بالإحساس بالشرف والكرامة. وقالوا أننا لو أعطيناهم وظيفة جيده بمرتب عال وسكن رائع ودخل ثابت لتغيرت حالهم.

لماذا نرى أطباء كثيرين ومحامين ورجال إعمال يدمنون الكحوليات برغم أن عندهم الوظيفة الرائعة والدخل المرتفع والسيارات الغالية الثمن . يتجهون إلى الكحوليات بسبب عدم السلام الداخلي والهدوء العقلي

وإذا ذهبت إلى البورصة في ميعاد غلق البورصة وعند فتح باب الخروج تجد جميع السماسرة يجرون كقطيع مشتت إلى اقرب حانة للخمر ليغرقوا مشاعرهم في الخمر. سماسرة غير سعداء ولا يوجد عندهم سلام أو شبع داخلي برغم انهم يملكون كل شيء من بيوت فاخرة .يدخنون سيجار غال و يشربون الخمر المرتفع الثمن وعندهم السيارات الفارهة وهم يتعثرون طول الوقت كل يوم .أنهم يخافوا من أن يخسروا كل شيء , من تقلبات الاقتصاد الدولي ووقتها سيجدون أنفسهم وكل شيء قد اختفي كالبخار.

  1. القلق بسبب – مشاكل العالم

قال الرب يسوع أنه سيأتي وقت يرتعب فيه العالم كله و يموت الناس من السكتة القلبية .والآن نحن نشاهد هذه التنبؤات وهي تتحقق مثل: تشوش كامل للعالم، ارتباك، وأخبار الارهاب والاقتصاد تكفي لإرباك حتى أقوى العقول. فاليابان وهي ثاني اكبر دولة في العالم اقتصاديا سقطت في الانهيار الاقتصادي وثاني اكبر بنك في اليابان أعلن إفلاسه بسبب ديونه التي وصلت عشرون بليون دولار .وبنوك أخري علي وشك الانهيار .

يقول وزراء الاقتصاد أن البورصة علي وشك الانهيار. يوجد مئات المصانع التي فصلت ألاف العمال بسبب الانهيار الاقتصادي . ستنتهي البلاد إلي الانهيار الاقتصادي. الأخلاق لم تعد لها وزن والأهم هو المال

كل هذه الأشياء تحيًر المؤمنين لكن الرب يسوع أعطانا إشارة لحدوث هذا الشر. أعلن الرب “سوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا لا ترتاعوا لأنه لابد أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد” مت 6 : 24

  1. القلق بسبب السلوك الغير أخلاقي

أصوات كثيرة الآن في العالم تتحدث عن حالة الحيرة والارتباك الموجودين في الإنسان. هذه الأشياء هي أسباب مختلطة غير واضحة. والحقيقة هي أن المؤمن الذي يحب الرب من كل قلبه ومن كل فكره لن تؤثر فيه هذه الأشياء المادية . قال بولس الرسول “لأني لست اعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما ابغضه فإياه أفعل فإن كنت أفعل ما لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن .فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة في . فإني أعلم أنه ليس ساكنا في جسدي شيء صالح لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد” رو 7: 15-19

وكأن الرسول بولس يقول الشيء الذي لا أريد أن أفعله أجدني أفعله والشيء الذي أحب أن أفعله لا أستطيع أن أحققه بقدرتي الشخصية .وبولس هنا يتحدث عن الآلاف من المؤمنين المخلصين القلقين لأنهم لم يستطيعوا أن يحيوا حياة مقدسة صادقة أمام الرب . وهم يكرهون الخطية التي تقودهم إلي التمزق ولكنهم مازالوا يتجهون نحو الخطية . وتنتهي بهم الحالة وهم قلقين وممزقين . وكل مؤمن يقول أنا يائس وحزين فأنا لا أريد أن أفعل هذه الخطية مرة أخري ولكنني لا أستطيع أن أقاوم لأنى ضعيف. والي متي سأظل هكذا أجاهد ضد الخطية؟ هل سأظل عمري كله أصرخ وأذرف الدموع؟ الذي يقلق المؤمن الحقيقي هو سقوطه في الخطية لأن المؤمنين يظنون أنهم يستطيعوا أن يتجنبوا الخطية و مغرياتها و لكن الخطية تأتيهم مرة أخرى بصور جديدة وهم يفكرون دائما هل بسبب ضعفهم أمام الخطية قد احزنوا الرب الإله وهم يريدون أن يرضوا ويفرحوا الرب يسوع.

  1. القلق بسبب الضعف الروحي

إننا نعرف حالتنا الروحية بمدى حزننا على ارتكاب اقل الخطايا أمام الرب إلهنا. فبعض المؤمنين يحزنون فقط من الخطايا الكبيرة كتعاطي المخدرات و شرب الخمر و الشتائم. و لكن المؤمن الروحي يعلم انه لا توجد خطية صغيرة في عيني الله. فهذا المؤمن الروحي يحزن حينما ينغمس في القيل و القال أو يفكر أفكار شريرة لأنه يعلم أن هذه الأشياء تأتى من أعماق القلب. و من الممكن أن نستمر في مخالفة وصايا الرب ملتمسين العذر لكن الحالة الروحية تقاس بمدى عمل أشياء تحزن قلب الله. قال الرسول بولس: “فشكرا لله أنكم كنتم عبيد للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها و إذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيدا للبر … و أما الآن إذ أعتقتم من الخطية و صرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة و النهاية حياة أبدية لأن أجرة الخطية هي موت أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا. ( رو 6 :17 -18 )

إن الكثيرين من الأشخاص الذين يحبون الرب من كل قلوبهم يصفون الصراع الذي يجتازون فيه وكيف أنهم يبكون و يصرخون من قسوة صراعهم الداخلي الرهيب ضد الخطية. لقد أرسل الله روحه القدوس ليعلن الحرب ضد الجسد بشهواته

  1. شفاء للذهن المضطرب

صنع الله لنا انتصارا على كل هذه الأشياء التي تؤرق و تقلق أذهاننا وهذا الانتصار

لقد أعطانا الله مواعيد مجيدة فهو يقول “و أنا أكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا” (عب 8: 10) فهو يقول: لا تخف أي قوة تهاجمك أو تأتى ضدك فأنا أحملك بالإيمان وأنا الله القدير أكون لك إلها. أنا اقهر أعدائك و أطردهم أمام وجهك.

و سوف تنتصر بل و تصير أعظم من منتصر و تعيش أيامك دون خوف.

ووسط هذا يعلن الله عهده لنا: أنا سأكون لكم إلها وأنتم تكونون لي أبناء و بنات إلى الأبد

أرسل الله لنا روحه القدوس ليسكن فينا و يعيننا

إن السلوك بالروح ليس شيئا معقدا فهو يتطلب ببساطة الإيمان بما قاله الكتاب “اسلكوا بالروح فل تكملوا شهوة الجسد” (غل 5 :16). وهذا يعنى أننا نثق و نسير في قوة روح الله التي تستطيع أن تحارب عنا ضد الشهوات.

وتعطينا كلمة الله وعدا صريحا به شفاء أكيدا لكل المتاعب الذهنية يقول الكتاب المقدس :و أرش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاساتكم و من كل أصنامكم أطهركم وأعطيكم قلبا جديدا و أجعل روحا جديدة في داخلكم و أنزع قلب الحجر من لحمكم و أعطيكم قلب لحم و أجعل روحي في داخلكم و أجعلكم تسلكون في فرائضي و تحفظون أحكامي و تعملون بها. (حز36 : 25-27).

…………………………………………………………………………………….

1.لاحظ أفكارك لأنها ستصبح كلماتك

  1. راقب كلماتك. لأنها ستصبح افعالك.
  2. شاهد أفعالك. لأنها ستصبح عاداتك
  3. شاهد عاداتك لأنها ستصبح شخصيتك
  4. لاحظ شخصيتك. لأنها ستصبح مصيرك
  5. اسمح لعقل السيًد أن يكون سيًد عقلك.

Comments are closed.