الإلحاد وكيف بدأ؟

الخلاص الثمين




“قال الجاهل في قلبه ليس اله. فسدوا ورجسوا رجاسة. ليس من يعمل صلاحا.” مز 53 : 1

ما هو الالحاد؟

الإلحاد وصف أي موقف فكري لا يؤمن بوجود إله واعِ ، ولا بوجود قدرته الفائقة، والإلحاد بالمعنى الواسع هو الشك في وجود الله الخالق. لا توجد مدرسة واحدة تجمع كل الملحدين، فمن الملحدين من يتبع المدرسة المادية أو الطبيعية والكثير من الملحدين يميلون باتجاه العلم والتشكيك في عالم ما وراء الطبيعة. وهناك اتفاق بين الإلحاد والبوذية لأن البوذيين لا يعتقدون بوجود إله.

يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: “لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد”. وترفض اللادينية جميع الأديان. فالملحد هو لاديني ولكن ليس العكس صحيحا.

أنواع الالحاد

ينقسم اللادينيون من حيث نظرتهم إلى الآلهة إلي ثلاثة فروع :

  1. الملحدون: وهم الذين يرفضون فكرة وجود قوى فوق طبيعية كالآلهة رفضاً صريحاً.
  2. اللاأدريون: وهم الذين لا يتخذون موقفاً معيناً من قضية الآلهة باعتبارها مسئلة علمية ولا تحمل أهمية جوهرية بالنسبة للإنسان فهم لا يرفضون ولا يعتقدون بوجود الآلهة.
  3. الربوبيون: وهم الذين يعتقدون بوجود قوة مسيرة للكون قد لا تكون بمفهوم الإله الشخصي أو الخالق، في الوقت الذي ينضمرون فيه ضمن إطار اللادينية.

توجد تيارات عديدة تحمل فكرة الإلحاد، كلمة الإلحاد هي ترجمة لكلمة إغريقية وهي atheos وكانت هذه الكلمة مستعملة من قبل اليونانيين القدماء بمعنى ضيق وهو “عدم الإيمان بإله” وفي القرن الخامس قبل الميلاد تم إضافة معنى آخر لكلمة إلحاد وهو “إنكار فكرة الإله الخالق الأعظم

توجد تعريفات متعددة للإلحاد منها الإلحاد النظري والعملي، والإلحاد السلبي والإلحاد الإيجابي، الإلحاد الضمني والصريح، الإلحاد الخفيف والمتطرف

ومن أبرز اصناف الالحاد:

إلحاد قوي أو إلحاد موجب وهو نفي وجود إله

إلحاد ضعيف أو إلحاد سالب وهو عدم الاعتقاد بوجود إله

الفرق بين الملحد الموجب و الملحد السالب هو أن الملحد الموجب ينفي وجود الله وقد يستعين بنظريات علمية وفلسفية لإثبات ذلك، بينما الملحد السالب

يكتفي بعدم الاعتقاد بالله نظراً لعدم قناعته بالأدلة التي يقدمها المؤمنون

هذان التعريفان كانا نتاج سنين طويلة من الجدل بين الملحدين أنفسهم، ففي عام 1965 كتب الفيلسوف الأمريكي أرنست نيجل (1901 – 1985) ” إن عدم الإيمان ليس إلحادا فالطفل الحديث الولادة لا يؤمن لأنه ليس قادراً على الإدراك وعليه يجب توفر شرط عدم الاعتقاد بوجود فكرة الإله “.

في عام 1979 قام الكاتب جورج سميث بإضافة شرط آخر إلى الملحد القوي وهو الإلحاد نتيجة التحليل والبحث الموضوعي واعتبر سميث أن الملحد القوي هو شخص يعتبر فكرة الإله فكرة غير منطقية وغير موضوعية وهو مستعد للحوار وقد وصل إلى قناعة في اختياره، يقول موريس بلوندل: “ليس هناك ملحدون بمعنى الكلمة”.

وأوضح سميث إن هناك فرقاً بين رجل الشارع البسيط الذي ينكر فكرة الإله لأسباب شخصية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية والملحد الحقيقي الذي يجب أن يكون غرضه الرئيسي هو الموضوعية والبحث العلمي. وبالرغم من هذا، بقيت مسألة التطبيق العملي لم تحسم على أرض الواقع والحياة العملية لفكرة الإلحاد، فالأديان تشجع الإنسان على اتباعها لما يجده الإنسان فيها من التزام أخلاقي مريح، و تقدم له حلولاً عقلية مريحة أيضاً للقضايا الفلسفية الكبرى حول الوجود والغاية من الحياة، فالأخلاق الحميدة والاعمال الصالحة موجودة في قلب اي إنسان ولكنها تقترب من الكمال عند الالتزام بمنهج معين او دين يؤمن بالله، لان مكارم الاخلاق هي من الفطرة

كيف بدأ الالحاد؟

بدأ في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن التاسع عشر التطور العلمي والتكنولوجي الذي شهده الغرب، وبدأت بوادر تيارات أعلنت استقلالها عن فكرة وجود الخالق الأعظم. هذا العصر كان عصر كارل ماركس وتشارلز داروين وفريدريك نيتشه وسيجموند فرويد الذين بدأوا بتحليل الظواهر العلمية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية بطريقة لم يكن لفكرة الخالق الأعظم أي دور فيها. وقد ساهم في هذه الحركة الموقف الهش للمسيحية في القرون الوسطى وما تلاها نتيجة للحروب والجرائم والانتهاكات للإنسانية التي تمت في أوروبا باسم الدين نتيجة تعامل الكنيسة بما اعتبرته هرطقة أو خروجاً عن مبادئ الكنيسة، حيث قامت الكنيسة بتشكيل لجنة خاصة لمحاربة الهرطقة في عام 1184 م وكانت هذه اللجنة نشيطة في العديد من الدول الأوروبية ، وقامت هذه اللجنة بشن الحرب على أتباع المعتقد الوثني في غرب أوروبا. استمرت هذه الحملة من 1209 إلى 1229 وشملت أساليبهم حرق المهرطقين وهم أحياء وكانت الأساليب الأخرى المستعملة متطرفة وشديدة . وكانت بناءً على مرسوم من البابا قيصر هيسترباخ الذي قال «اذبحوهم كلهم» واستمرت هذه الحملة لسنوات وشملت أكثر من 10 مدن في فرنسا. وتلت هذه الحادثة خسائر بشرية كبيرة والتي وقعت أثناء الحملات الصليبية. ولم يقف الأمر عند العلماء بل شمل الأدباء، ومن أبرز الشعراء في هذه الفترة هو وليم بليك (1757 – 1827) حيث قال في قصائده أن الدين أبعد الإنسان عن إنسانيته بفرضه قوانين تعارض طبيعة البشر من ناحية الحرية ، وأن الدين جعل الإنسان يفقد حريته واعتماده على نفسه في تغير واقعه . وبدأت تدريجياً على يد الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور (1788 – 1860) بروز فكرة أنه ” من المستحيل أن تكون كل هذه الديانات من مصدر واحد فالإله الذي أنزل 12 مصيبة على المصريين القدماء وقتل كل مولود أول ليخرج اليهود من أرض مصر هو ليس نفس الإله الذي ينصحك بأن تعطي خدك الآخر ليتعرض للصفع دون أن تعمل شيئاً”. وتزامنت هذه الأفكار مع أبحاث تشارلز داروين الذي كان مناقضا تماما لنظرية نشوء الكون في الكتاب المقدس وأعلن فريدريك نيتشه أن الدين فكرة عبثية وجريمة ضد الحياة إذ أنه لم يفهم فكرة التكليف التي يقول بها الدين وهي أن يعطيك الخالق مجموعة من الغرائز والتطلعات وفي نفس الوقت يصدر تعاليم بحرمانك منها في الحياة. وهكذا أخذت أفكار الملحدين في هذه المرحلة منحنى النفور من الدين بسبب تصرفات الكنيسة.

اعتبر كارل ماركس أن الدين يجعل الشعب كسولا وغير مؤمناً بقدراته في تغيير الواقع وأن الدين تم استغلاله من قبل الطبقة البورجوازية لسحق طبقة البسطاء، أما سيجموند فرويد فقد قال أن الدين هو وهم كانت البشرية بحاجة إليه في بداياتها وأن فكرة وجود الإله هو محاولة من اللاوعي للوصول إلى الكمال في شخص مثل أعلى بديل لشخصية الأب، إذ أن الأنسان في طفولته حسب اعتقاد فرويد ينظر إلى والده كشخص متكامل وخارق ولكن بعد فترة يدرك أنه لا وجود للكمال فيحاول اللاوعي إيجاد حل لهذه الأزمة بخلق صورة وهمية لشيء اسمه الكمال.

كل هذه الأفكار وبصورة تدريجية ومع التغيرات السياسية التي شهدتها فرنسا بعد الثورة الفرنسية وبريطانيا بعد عزل الملك جيمس الثاني من إنكلترا عام 1688 وتنصيب الملك وليام الثالث من إنجلترا والملكة ماري الثانية من إنجلترا على العرش كان الاتجاه السائد في أوروبا هو نحو فصل السياسة عن الدين وإلغاء العديد من القيود على التعامل والتعبير التي كانت مفروضة من السلطات السابقة التي كانت تأخذ شرعيتها من رجال الكنيسة.

……………………………………………………………….

احصائية بعدد سكان الأديان والملحدين وغير المؤمنين

  1. المسيحية: 2000000000 2. الإسلام:
  2. 13000000003الهندوسية: 900000000 4. العلمانية / غير دينية / ملحد /: 850000000
  3. البوذية: 3600000006. 6-الدين الصيني التقليدي: 225 مليون.
  4. البدائية الأصلية: 150000000. 8الأفريقية التقليدية والشتات: 95000000
  5. السيخية: 23000000 10. الجوتشية: 19000000
  6. الروحانية: 14000000
  7. اليهودية: 14000000
  8. البهائية: 6000000
  9. اليانية: 4000000
  10. الشنتوية: 4000000
  11. الكاو داي: 3000000
  12. ديانة تينريكيو: 2400000
  13. النيو- وثنية: 1000000
  14. الموحدين-الكونيين: 800000
  15. الراستافارية: 700000
  16. السيانتولوجية: 600000

22 الزرواستية-. – 150000

Comments are closed.