ضبط الانفعالات الغير ملائمة

طريق المفديين

أولا : نحتاج أن نسلم توقعاتنا و حقوقنا لله

يتحول الغضب إلي مشكلة . إذ تعاملنا معه بصورة غير صحيحة . و الطريقة الآمنة ضد الغضب هي أن نخضع كل توقعاتنا لله . ففي التسليم نختار أن يقابل الله حاجاتنا بطرقه .إنه يري أفضل مما نرغب نحن في رؤية أنفسنا . نختار أن نثق

و نتطلع إليه كمصدر الرضا لنا بدلا من التطلع إلي الظروف والناس لننال الفرح . نحتاج أن نعترف بغضبنا إلي أنفسنا و إلي الله .

أحيانا يخفي الغضب عواطف أخري مثل الخوف و الأذى. فمثلا نحن نفضل أن نتجنب أام المشاعر . فتغطية المشاكل الحقيقية بتعبير الغضب أمر غير ملائم . كذلك أن نحاول أن ننسي الحالة : عندما أكون خائفا من شئ أحاول أن أعبر عنه بغضب غير ملائم ، لا أعترف بأنني خائف. من الحيوى أن نعبر عن غضبنا لله و نسمح له أن يرينا سبب الغضب.   أما إذ اخترنا أن نكتم أو نكيت الغضب، فإنه سوف يعلن عن نفسه في سلوكنا و يؤثر في صحتنا العاطفية والجسدية .

 غضب لم يعالج يؤدي إلي مرارة

إذا لم نعالج الغضب بالوجه الصحيح سيتحول إلي مرارة . يتحدث الكتاب المقدس عن هذا كتطوير لأصل المرارة . التعريف الكتابي للمرارة هي ” السخط” أو   الهياج” ويشار إليه في أف 4: 31 ، عب 12: 15. علاج المرارة هو أن نسامح الآخرين علي ما يحدث و نحررهم من التوقعات. عمل الله أن يتعامل مع أعمال الآخرين و ليس عملنا نحن

” ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وصياح و تجديف مع كل خبث” أف4: 31

” ملاحظين لئلا يخيب أحد منكم من نعمة الله لئلا يطلع أصل مرارة و يصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرون ”    عب 12: 15

المرارة هي التمسك بحق لم يعترف به.

إن لم نتدرب علي الغفران الحقيقي سنتمسك باعتبار أن المسىء مسئول عن الخطأ ( مذنب ) و نبدأ عندئذ بتجميع الخطأ في عقولنا نحوه و نخرجه عندما يسمح الموقف. إن لم نسامح، فإننا سرا “نفرح” في رؤية المسيء يعاقب من الله و هذا نوع من الانتقام ( الشماتة )

 المرارة تسبب العبودية العاطفية، البدنية، و الروحية.

عندما نشعر بالمرارة من جهة شخص، ربما نفكر أن نؤذيه لكننا في الحقيقة نؤذي أنفسنا .   وتتسبب المرارة في البعد عن الله و يمكنها أن تسبب لنا القلق، الضغط، و الإحباط العاطفي. وجسديا تسبب صداع، إرهاق، قرحة معدية، انسداد الشرايين. الغضب الذي لم يحل يعطي الشيطان الفرصة أن يلحق الدمار بحياتنا

 ” لا تغرب الشمس علي غيظكم و لا تعطوا إبليس مكانا ” أف 4: 26، 27

لا تؤثر المرارة في أنفسنا فقط بل أيضا تقوض كل علاقاتنا .

 تشبه المرارة مرض السرطان الذي سرعان ما ينتشر في كل الجسد . هكذا تؤثر المرارة في كل علاقاتنا ، سرعان ما تحول المرارة الشخص إلي النقد ، الكراهية و الهياج . يرغب الله المحب أن يحررنا من عواطف الارتداد. وعلاجه هو الغفران . يعلمنا بوضوح أن نحب أعداءنا و نحسن إلي الذين يسيئون إلينا    ( لو6: 27-28 )إنها طبيعتنا كأولاد الله أن نسامح الآخرين مثلما سامحنا الله.

   ” أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور”   أف4: 22

Comments are closed.