ضبط العواطف

طريق المفديين

عندما تتجدد أذهاننا سنواجه مشكاة عظمي هي العواطف . من السهل أن نصدق الأكاذيب عن الله وعن أنفسنا لسبب ما نشعر به . فمثلا يصعب علينا تصديق أن الله قد غفر لنا وأنه يجبنا بدون شروط لأننا لا نشعر بالغفران أو المحبة غير المشروطة . يضع مجتمعنا قيمة عظمى علي العواطف الإيجابية كالسعادة والسلام ، لكنه يتجاهل ويحتقر المشاعر السلبية ، القنوط ، الغضب و الخوف والكتاب المقدس ممتلئ بأمثلة من الجانبيين السارة وغير السارة ، المقبولة وغير المقبولة.

    الله كائن عاطفي : نحن كائنات عاطفية

يعلن المكتوب أن الله يشعر ويعبر بعواطف إيجابية وسلبية ويعبر عن مشاعر الحزن (تك6: 6) الغضب0مز106: 4) الفرح والدهشة (زك3: 7) المحبة والحنان (اش54: 10) غضب الرب يسوع وطرد الصيارفة من الهيكل وأظهر عطفه وحنانه علي الجموع الذين كانوا يسيرون معه لمدة 3أيام بدون طعام . ولأننا خلقنا علي صورته لدينا القدرة على أن نشعر بسلسة عريضة من المشاعر.

 الخطية أثرت فينا عاطفيا

قبل أن يسقط الإنسان فى الخطية ، عبرت مشاعره عن قلب الخالق. عندما تسلم أدم وصايا من الله ، عكست أفكاره وعواطفه من محبة، فرح، سلام الله . وعندما أنفصل عن الله أظلم عقله و لم تعد أفكاره تعكس الحق الإلهي . لهذا نشأت عواطف ” غير سارة” مثل الخوف، الغضب، الذنب، والحزن . إذ عاش الإنسان مستقلا عن حق الله صار فكره و عاطفته البشرية هما السلطان النهائى لما يعتقد أنه صواب . لأننا تأثرنا بالخطية فإننا نسمح لعواطفنا أن تسيطر علي معتقداتنا وسلوكنا .

 العواطف محايدة أخلاقيا وهي جزء من نفوسنا.

ليست العواطف خاطئة ، لكن استجابتنا للعواطف قد يكون أو لا يكون خاطئا . نحتاج أن نعترف بعواطفنا حتى السلبية منها و كذلك لا نسمح لها أن تتحكم في سلوكنا أو ما نؤمن به .فمثلا يعتبر الكثيرون أن الغضب خطية . لكن الكتاب المقدس يخبرنا أن ” نغضب و لا نخطئ ” (اف4: 26) ليس الغضب خطية لكنه عاطفة و علي العكس – يعتقد كثيرون أن السعادة خطية . لكن ننظر إلي هذا المثال: شعرت بالغضب عندما سلب أحد العاملين معي حقوقي. بعد ذلك سمعت أن هذا الشخص طرد من العمل فشعرت بالرضا و السعادة .كانت نفس يسوع حزينة جدا حتى الموت

 يمكن أن تدفعنا عواطفنا إلي عمل إيجابي .

وعندما نختبر مشاعر سلبية، فإننا في الغالب نبحث عن تغيير إيجابي يحركنا للأمام. فمثلا عندما نغضب من قانون غير عادل نبحث في تغيير القانون . يمكننا أن نسمو بعواطفنا بممارسة الرياضة ، الموسيقي أو العمل. يمكننا أيضا السمو بواسطة عواطفنا . فالعواطف هي نتاج أفكارنا و تؤثر علي قدراتنا بقوة للحركة

وغالبا ما يدفعنا الألم العاطفي أن نبحث عن معونة ونقتفي آثار التغيير .

 الألم العاطفي لنفوسنا مثل الألم البدني لأجسادنا . لا يمكننا أن نحيا فترة طويلة بدون أن يحس جهازنا العصبي بالألم . بنفس الطريقة يحذرنا الألم العاطفي من المشكلة حتى نتحرك إلي الحل . إن تجاهلنا الألم البدني ولم نعالج السبب فنحن نخلق مشاكل بدنية أكبر . فمثلا إذ أهملنا ألم الأسنان يمكن أن تؤدي إلي تسمم مجري الدم . وكذلك إن لم نعالج الألم العاطفي تصير المشاكل إلي أرداء .ونحن نختبر مشاكل عاطفية نحتاج أن نقرر سبب الألم و نخطو لعلاجه .

 عواطفنا تساعدنا لكي نعبر عن طبيعة الله.

تعتبر العواطف السارة وغير السارة جزء من طبيعية الله . أطلق علي الرب يسوع أنه ” رجل أوجاع ومختبر الحزن ” . أختبر الرب يسوع عمق الأسى و الاكتئاب علي الصليب حتى لا نختبرهما نحن. عندما مات ليعاز بكي يسوع بشدة علي أنه أظهر في نفس اللحظة حنانه لمريم ومرثا . ابتهج كثيرا عندما عاد السبعون تلميذ فرحين من المدن والقرى التي كان مزمعا أن يزورها (لو10: 20) لأننا مخلوقين علي صورة الله فنحن نتملك الكثير من شخصه . لنا القدرة علي الحزن ، الأسى و باقي العواطف غير السارة وكذاك علي الشعور بالمحبة ، الحنان، الرحمة ، الفرح و السلام .

عواطفنا تمكننا أن نتمتع بالله .

يحدد التعليم الوستمنستري غايتنا بما يلي ” الغاية العظمى للإنسان هي أن يمجد الله ويتمتع به إلي الأبد ” و يستخدم المكتوب كلمات مثل البهجة، الهتاف، السرور، السلام، والفرح ليعبر عن تجاوبنا العاطفي مع الله . وتتضمن معرفة

و محبة الله الاختبارية كل كياننا شاملة عواطفنا .

         ” جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يمني فلا أتزعزع . لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي . أماك شبع سرور . في يمينك نعم إلي الأبد ” مز16: 8، 9، 11

Comments are closed.