فوق كل رياسة

الحصن الحصين




ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيلاش 7 : 14

: «في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة اللهوالكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيدٍ من الآب، مملوءاً نعمة وحقاً ».يو 1 : 1،14 هذه هي رسالة التجسد: الله أتى الى عالمنا في يسوع المسيح وكلم البشر، فصار يسوع كلمة الله وفكر الله مسموعاً عند الناس. اسمه «عمانوئيل» ومعناه: الله معنا.

في شخص يسوع المسيح، نرى صورة الله غير المنظور. وهو يعطي نفسه للأنقياء القلب فيعاينون الله في وجهه.

السرٍّ الإلهي الذي اشتهت الملائكة أن تطلع عليه، بقي مكتوماً خلال أحقاب ما قبل التجسد، إلى أن أعلن في ملء الزمان أن المسيح فينا رجاء المجد.

جاء المسيح ليعلن عن شخصه كحب الله المتجسدأنه ليس لأحدٍ حبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه عن أحبائه“. حين نتأمل في شخص الرب يسوع في الانجيل، نرى انه يعكس كمالات الله في تواضع كامل .قال له المجد: «الكلام الذي أكلمكم به، لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال».

.يخبرنا الكتاب المقدس أن الرب أعلن ذاته لموسى على جبل حوريب وقال له: «قل للشعب أهيه الذي أهيه أرسلني إليكم».

شاء أهيه الذي أهيه نفسه أن يأتي الينا ليكشف لنا سرَّ التقوى بظهوره في الجسد. وكانت اعلاناته لنا:

أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف.

أنا هو خبز الله النازل من السماء، الواهب حياة للعالم.

أنا هو الباب. إن دخل بي أحدٌ فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.

أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.

أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة.

أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا.

أنا هو ابن الله وقد صرت ابن الإنسان، وأتيت الى العالم لكي أخدم ولأبذل نفسي عن كثيرين».

كان رئيس الكهنة في العهد القديم يخلع حُلته الكهنوتية الفاخرة ليخدم في ثوب بسيط، هكذا يسوع فادينا أخلى نفسه وأخذ صورة خادم بسيط. وقدم نفسه ذبيحةً للتكفير عن خطايانا، فكان لنا الكاهن والذبيحة. وبذلك تم القول النبوي: «وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحُبُره شُفينا»

هكذا عومل الرب المتجسد بالمعاملة القاسية التي كنا نستحقها، لنُعامل نحن بالمعاملة السعيدة التي كان هو يستحقها. دِين لأجل خطايانا التي لم يشترك فيها، لنتبرر ببره الذي نشترك فيه. قاسى الآلام المريرة التي كانت مُعدَّة لنا، لننال نحن الحياة التي كانت له في ميراث النور.

ويا لها من نعمة فاقت كل عقل وتجاوزت كل فهم، ان يبذل الله ابنه الوحيد لكي يؤكد لنا عهد سلامه بصورة لا تنقص، ارتبط معنا برباط النسب، الذي صيّرنا أولاد الله واخوة المسيح. هذا الامتياز العجيب الذي أُعطي لإنسان العهد الجديد تصوره زكريا النبي فقال: ما أجوده! ما أجمله! وكذلكم يوحنا الانجيلي، قال: انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله.

جاء رب المجد إلي عالمنا. تنازل واتخذ جسداً بشرياً في بيئة وضيعة جداً. لكنه شاء أن يحجب مجده حتى لا يستدعي جلاله اهتمام الناس، وهكذا يجتذب اليه قلوبهم بجمال الوداعة والتواضع، فيقتادهم الى خلاص الله بالفداء الذي أكمله. وقبل صعوده الى مجده الأسمى وعد بأنه سوف يعود ثانية لفداء أجسادنا. وبانتظار ذلك أمر بالسهر والاستعداد. قال: «لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسُرُجكم موقدة، وأنتم مثل أناسٍ ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس». وقد علّمنا في مثل العذارى ان هناك أموراً لا يمكن الحصول عليها في اللحظة الأخيرة. لأنه كما أن العذارى الجاهلات لم يستطعن اقتراض الزيت من العذارى الحكيمات، هكذا في العلاقة مع الله لا يستطيع أحد أن يستعير هذه العلاقة، بل ينبغي أن يمتلكها الانسان شخصياً.

يا جميع المنتظرين الرب يسوع اذكروا أنكم تنتظرون الله الآن. انظروا أن تعملوا هذا كأناسٍ ينتظرون الرب من السماء. تأكدوا أن الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم في وجه يسوع المسيح من أقوى روابط اتحاد المؤمنين التي أُعطيت في كل أحقاب التاريخ. وتأكدوا أن الرب آتٍ ليتمجد في قديسيه الذين افتداهم، وهو سيأخذهم الى منازل الآب كما سبق ووعد قائلاً: «حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً».

الله وحده قادر أن يهبك الحياة الروحية العميقة التي تليق بمؤمن ينتظر الرب، ويقول مع العروس: «آمين تعال أيها الرب يسوع»

Comments are closed.