“رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ.” (أم 22: 6).
“إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن أولا في جدتك لوئيس وامك افنيكي ولكني موقن انه فيك أيضا.” (2 تي 1: 5)
قيل عن الأم
- معظم الأمهات فلاسفة بالغريزة.
- أقوي كلمة في أي لغة هي كلمة ”الأم”
- أعظم شيء تستمع به المرأة، أن تكون أما
- يستمر حضن الأم طويلا حتى بعد رحيلـــها.
- يحب الرجل زوجته كثيرا، لكنه يحب أمه طويلا.
- حب الأم هو وقود الإنسان العادي لعمل المستحيل.
- قرار إنجاب الطفل قرار وقتي، قرار تنشئته هو أبدى.
- كل ما أصبحت فيه، يعود إلى أمي الملاك- أبراهم لنكولن.
- أتذكر الصلاة التي كانت ترفعها أمي والتي تبعتني طول حياتي.
- أن الأم التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها- نابليون بونابرت.
- لو كان العالم في كفه وأمي في كفه لاخترت كفه أمي – جان جاك روسو.
- اسمع يا بنى تأديب أبيك ولا ترفض شريعة أمك لأنهما إكليل نعمة لراسك وقلائد لعنقك – سليمان.
- الأم هي كل شيء في حياتي: هي التعزية في الحزن، الرجاء في اليأس والقوة في الضعف – جبران خليل.
المعني الإيجابي للأمومة
منذ اللحظة التي تحمل فيها الأم بالطفل، ثم الولادة، وأثناء فترة التربية، يكون الطفل موضوع مشغوليتها.
لا يوجد شيء يفوق دور الأم السامي. يشمل إنجاب الأطفال، التربية والتنشئة، فالأم تشكل حياة الطفل، في كل شيء للام تأثير عظيم علي مزاج الطفل، تصرفاته من المهد، ولا يمكن أنكار هذا التأثير مهما اختلفت الحضــارات. وفي بحث اجري على المراهقين، ذكرت نسبة عالية منهم أن أعظم تأثير شكًل حياتـــــهم هو تأثــــــير الأم. نري رسالة الأم واضحة ومباشرة على الأطفال حتى في صمتها، أثناء مشغوليتها، أو أحساسها بالإجهاد.
هناك فرق بين الاهتمام بمنزل وبين إدارة بيت فيه تخلق الأسرة التي يتطلع إليها كل الأفراد. أما المنزل فهو مكان مشيد بحوائط وسقف وحجرات، مؤسس من الخشب، والأسمنت والحديد، والأسلاك وتوصيلات المياه والأرضيات. البيـــــــت هو شيء اخر، هو مكان الراحة والقبول وهو مكان تجتمع فيه أفراد الأسرة ليقابلوا التحديات التي تواجههم، حيث يجدوا الدفء، المحبة، الغفران والنعمة. في البيت تصاغ قصص الحياة، في سطور وفصول تضاف إلى تاريخ الأسرة، البيت هو مكان تطوير النفس وتشكيل الروح وتنمية العقل. البيت هو مكان الهدوء والتأمل، الخلود إلى الراحة والابتعاد عن الضغوط. لذا تخلق الأم ليس المنزل، بل البيت الذي تسوده البهجة، السعادة وبركة الأجيال المقبلـة.
هنا يصبح من حق الأم أن تفخر بأمومتها، وتعيش دعوتها في تواضع وانكسار بنعمة وحكمة الله وإرشاده. هذا هو المعني الإيجابي للأمومة.
ما تحققه الأم الصالحة:
يذكرنا عيد الأم بضرورة تقديم التقدير للأمهات. نحن ننسي أحيانا دور الأمهات ولا نقدم لهن الشكر الواجب على المجهود الشاق الذي يبذلنه. معظم الأمهات صالحات، يحتاج البعض إلى النصيحة.
- الأم الصالحة هي الأم التي تضع ثقتها في الرب.
كانت حنًة أم صموئيل نموذجا رائعا للام الصالحة (1صم 1: 1-7) كان زوجها “القانا” يظهر لها المشاعر الطيبة، لكنها كانت مكتئبة، وسكبت نفسها أمام الرب طالبة منه أنه إذا أعطاها ابنا، سوف تهبه له كل حياته. وضعت ثقتها في الرب واستجاب لها الرب. انجبت ابنا وأسمته اسم صموئيل الذي معناه الرب سمع لي. بعد فطامه، أخذته للكاهن ووهبته للرب. (اصم 1: 24)، أنجزت الوعد الذي قطعته أمام الكاهن. حنًة أم أمينة، ثم باركها الله بأبناء كثيرين. (اصم 2: 20)
- الأم الصالحة هي أم حنون يشعر كل من يدنو منها بالراحة.
نزلت ابنة فرعون إلي النهر (خر 2: 3) وكانت تعلم بمرسوم أبيها في قتل الأطفال، سمعت رضيع يبكي وأدركت أنه من أبناء العبرانيين، ذاب قلبها وتعاطفت مع هذا الرضيع، وأخرجت موسي من السفط وطلبت مرضعة وكانت المرضعة هي امه – يوكابد. يقدم سفر اشعياء تكريما كبيرا للأمهات العطوفات ويقارن الله نفسه بعطفهن. “لأنه هكذا قال الرب. هأنذا أدير عليها سلاما كنهر ومجد الأمم كسيل جارف فترضعون وعلى الأيدي تحملون وعلى الركبتين تدللون. كانسان تعزيه امه هكذا أعزيكم أنا وفي أورشليم تعزون” ( اش 66: 12 )
- الأم الصالحة هي معلم صالح ومرشد روحي لأطفالها:
وهب الرب الأم سلطانا ونفوذا على الأبناء. يري الأطفال المثل في الوالدين. وغالبا، ما يتعلق الأطفال بالأم أكثر من الأب. الأم الصالحة تبذل جهدها لتغرس المسيح في أطفالها. هكذا كانت يوكابد أم موسي التي علمت ابنها من هو الله، ومن هم شعبه (اع 7: 25) تعلًم موسي عن الله وشعبه من امه، منذ الطفولية، وتعمقت هذه الدروس.
نري مثلا أخرا في أم تيموثاوس وجدته وتأثيرهما على تيموثاوس. جاءت نشأته الروحية امتدادا مباشرا لأمه وجدته. (2 تي1: 5) كانت جدته لوئيس وأمه أفنيكي خادمتين مخلصتين لله. وتشرب تيموثاوس منهما الأمانة والإخلاص منذ طفولته (2 تي3: 14)
هكذا قدمت يوكابد، أفنيكي، ولوئيس دروسا عظيمة لأطفالهن. ما نغرسه في الطفل اليوم، سيثبت فيه كل أيام حياته. وعلينا أن ندرك أن أولادنا وأحفادنا يتطلعون إلينا كنماذج حيًة أمامهم ولهذا يلزمنا أن نعيش بالتقوي.
إذا رغبنا ألا يستخدم أولادنا عبارات غير ملائمة، فعلينا نحن أن نستخدم اللغة المناسبة. إذا كنا نعلمهم أن لا يشربوا المسكر، فلا نحتفظ بالكحوليات في الثلاجة. يجب أن نعيش ما نقول، لا نريد أن ينشأ أولادنا في حياة ازدواجية، لان الطفل يسأل نفسه “إذا كان أبي وأمي يفعلان هذا الأمر، فلماذا لا افعله أنا.
- الأم الصالحة لا تخشي من طلب المعونة إذ كانت تحتاج إليها:
بعض الناس متكبرون لا يرغبون في طلب الإرشاد من الآخرين. إذ كانت الأم تحب الأولاد، فسوف تسعي لتأمينهم (2مل 4: 1) يذكر الكتاب المقدس قصة أرملة، ترك لها زوجها دينا، جاء المرابي ليأخذ ابنياها عبدين له، لا ترغب أي أم أن يكون أولادها عبيدا. ابتلعت هذه الأرملة كبريائها وصرخت إلى رجل الله إليشع، طالبة المعونة. استطاع رجل الله أن يقدم لها المعونة المطلوبة.
- الأم الصالحة تنشد أفضل شيء لأولادها.
تقدم الأمهات تضحيات كبيرة، ليصير أولادهن ناجحين في الحياة وفي كلمة الله، وكثير من الأمهات لا يطلبن ما لهن حتى يستطيع الأولاد أن يتمتعوا بفرص النمو والشركة التي تخصب حياتهم، هذا أمر طبيعي عند معظم الوالدين. جاءت أم ابني زبدي إلى المسيح تطلب منه أن يجعل ابنيها يجلسان بجواره في ملكوت السموات وأرادت لابنيها الأفضل أجاب الرب بلطف وقال أن هذا الأمر يقرره الأب السماوي.
- الأم الصالحة هي مرشد ومشير يقدم للأطفال النصائح الصائبة:
قصة نعمة وراعوث. تعلقت راعوث بحماتها، كانت نعمي لها زوج وابنان، في ارض موآب مات الزوج والابنان. قررت نعمي أن تعود إلى ارض يهوذا وتعلقت الفتاتان بحماتهما، لكن عرفة اقتنعت أن تبقي في موآب. وعادت راعوث مع نعمي إلي يهوذا، يعطينا هذا دليلا كم كانت راعوث تحب حماتها وتحترمها. في تصريحها” لا تلحّي عليّ أن أتركك وارجع عنك لأنه حيثما ذهبت اذهب وحيثما بتّ أبيت. أنما الموت يفصل بيني وبينك”. (را1: 16 –17)
هذا كان قرار راعوث، عندما وصلا إلي بيت لحم، ذهبت راعوث لتلتقط سنابل القمح في حقل بوعز قريب نعمي، هناك عطف عليها بوعز وقال لها ألا تذهب إلى أي حقل اخر، وأمر الغلمان أن ينسلوا لها من شمائل القمح. ولما عادت راعوث، أخبرت نعمي بما فعله معها بوعز. وأعطتها نعمي النصيحة السديدة. بعد ذلك تزوج بوعز من راعوث وأنجب ابنا أطلق عليه “عوبيد “وهو جد داود الملك. واحتضنت نعمي الطفل وتذكرت حسانات الله لها وربت عوبيد في مخافة الله وتعلمت راعوث الكثير من نعمي كأم صالحة
الأم الصالحة تبذل كل جهدها لتنشئ أولادها التنشئة المسيحية.