قوة الروح القدس – جزء ثاني

الروح المعين

أولا: الروح القدس يعمل أكبر نهضة في التاريخ المعاصر

يتحول أكثر من 30 الف صيني إلي المسيحية يوميا في حركة روحية قوية لم يحدث نظيرها في العالم،

رغم الاضطهاد الشيوعي. تعقد اجتماعات في المنازل رغم هجوم الشرطة علي المصلين داخل البيوت

هكذا نشطت كنيسة الصين في العقود الاخيرة. كانت السيدة صن، احدي اللاتي قاسيين من اضطهاد السلطات. سجنت 6 اعوام عقوبة علي اعتنقاها المسيحية . كما سجن فيدي صن بسبب كنائس البيوت. لكن اسرة صن مازالوا ينشطون روحيا وينشرون الكتاب المقدس رغم المقاومة وتهديد السلطات.

قال فيدي صن الصين تقاسي الكثير، ويقدر عدد 150 مليون مسيحي بروتستانتي وكاثوليكي ، بالمقارنة مع 60 مليون من الحزب الشيوعي، ويتحول إلي المسيح نحو 30 ألف يوميا، بما يتضمن أعضاء من الحزب الشيوعي ، أنها اعظم نهضة في التاريخ. ومع كل اختبار يتحرك الروح القدس بطريقة غير مسبوقة في اكثر دول العالم تكدسا بالسكان. ويقرر المرسلون الغربيون الذين قضوا حقب من السنين أن الحكومة الصينية ، تتحرك بطريقة ملحوظة نحو حرية العقيدة بسبب النهضة العظيمة.”

اعظم نهضةتغييرات مدهشة:

يقرر المرسل دينيس باركلوم من أمريكا بعد أن تحرك إلي هو نكوك في أواخر الستينات. أن المسيحيين في الصين يعانون اضطهادا لا يمكن ان يوصف، ويقرر أن الإلاف يجتمعون أسبوعيا في أماكن عديدة. وقال في وصف احدي الكنائس أنها تحتوي علي قاعة صلاة يحضره 400 متعبد وبه فصول درس الكتاب المقدس التي يحضرها اكثر من 500 طالب.

كان بعد أن صدر حكم بمنع باركلوم من زيارة الصين لمدة سبعة سنوات، لأنه رفض دفع رشوة ، أنه وزار عددا كبيرا من الاجتماعات فرأي انفتاحا عظيما من جانب الحكومة في أجزاء كثيرة بسبب اداركها أن المسيحين الصينيين هم سبب التقدم الاقتصادي الأخير في دولة الصين. مع هذا التحول، ظهرت كنائس

البيوت في مناطق عديدة في الصين.

و يعلن باركلوم أن النهضة انتشرت إلي الحكومة نفسها وأصدرت الموافقة علي كنائس الحركة الوطنية. وازدادت كنائس لبيوت جدا بعد معاناة الاعوام السابقة.

قال باركلوم هذه الحركة في الصين لا يوجد نظريها في أمريكا، لقد رأيت النفوس العطشى يرتوون، المرضي يشفون، ما أراه في الحقيقة يشبه سفر أعمال الرسل.

شهد جميس كاربنتر المرسل الأمريكي الذي يقوم بالإشراف علي كنائس البيوت في شنغهاي، عندما كنت أعيش في أمريكا كانت توبة شخص واحد امريكي في العام تعتبر عملا كبيرا. لكني هنا أقود شخص ما إلي المسيح أسبوعيا لان النفوس عطشي إلي الحق. ويستطرد هناك تحول ديني واجتماعي ملحوظ عبر الصين التي تتحول إلي المسيح بطريقة واضحة. ويضيف كار بنتر أن عدد مؤمني كنيسة واحدة من كنائس البيوت يقارب 100 شخص وأن هذه الاجتماعات لا تمثل عبئا علي الحكومة، لكن المتاعب تأتي من الجيران عندما تكون العبادة بصوت مرتفع. ورغم وجود خلافات في الرأي فان أماكن العبادة تضم مؤمنين، بنحو 80 مليون إلي 110 مليون. ثمر واضح للغاية.

ولاحظ كار بنتر أن الكنائس تنموا بزيادة وأوصي أن العابدين يحتاجون إلي الرسوخ إلي التعاليم الكتابية ويضيف : اعظ عن الروح القدس وأنا أتحدث عنه أيام متتالية ، يقبل بالروح عدد كبير قد يصل إلي 150 شخص في المرة الواحدة.

و بالإضافة إلي كنائس البيوت ، يستأجر العابدون قاعات الفنادق وصالات الأندية والمطاعم ويقوم عدد ببناء كنائس يصل مرتادوها إلي 1000 شخص. هذه هي اعظم حركة كرازة تجذب الكثير من الناس.

تقول دوروثي صن أنها أعظم نهضة عرفها التاريخ ، في عام 1949 قبض الشيوعيون علي اكثر من 40 مليون مسيحي ، حيث قاسوا كل أنواع التعذيب وتزايد العدد إلي 80 مليون وهكذا تحقق قول الرب يسوع : إن لم تقع حبة الحنطة وتمت فهي تبقي وحدها، لكنها إن ماتت تأتي بثمر كثير…. “

هذا زمن الحصاد في الصين وتقول دوروثي ان هذه النهضة يمكن أن تصل إلي أي مكان في العالم

وأكد الكاتب تايلور كينيدي في موضوع قضايا كنسية: علي نفس الأمر 2 ديسمبر 2011 بالقول

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية حديثا أن هناك نمو هائل وتأثير كرازي غير مسبوق يجريان في كنيسة الصينليس الأمر غريبا، خاصة للذين يتابعون الأحداث عن كثب. إن حقيقة الأمر الذي يتصدر عناوين الأخبار عبر العالم، هي أداة تذكير لكنيسة المسيح بأن الحاجة الماسة هي إلي الكرازة. يبلغ عدد المسيحيين في الصين( كاثوليك وبروتستانت) نحو 100 مليون شخص بالمقارنة مع عددهم عام 1920 2,3 مليون. لقد عمل الرب عملا معجزيا . يبلغ عدد البروتستانت نحو 80% من 100 مليون مسيحي. المسجلين في الحكومة وغير المسجلين، غالبا الذين يعبدون في كنائس بيوت تحت الأرض.

الكنائس المسجلة حكوميا

وهي تشير إلي الكنائس، التي بعد تكوين جمهورية الصين الشعبية“1949 استقلت عن كل نفوذ أجنبي. وصار يمكن تقديم الإنجيل كاملا فيها أية قيود في أنحاء الصين اليوم. تجدر ملاحظة أن أكبر كنيسة مسجلة في الصين، استضافت القس لويس بالاو منذ فترة وجيزة الذي قرر لا توجد عليً أي قيود تخص رسالتي……. للوعظ بيسوع المسيح، صلبه وقيامته“. في عام2008 وفي العام التالي تحدث في نفس الكنيسة فرانكلين جراهام وفي كل مرة قدًم رسالة الإنجيل بكل وضوح .ويبلغ حجم هذه الكنيسة23 مليون بحسب تحديث شهر يونيه.

حركة كنيسة البيوت

يصل العدد إلي نحو60 مليون. بدأت كنيسة البيوت في مطلع 1950 من مسيحيين لم يرغبوا للخضوع لإشراف الحكومة. يجتمعون سرا في البيوت. بدأت الحركة في النمو خاصة في الريف. تتخذ هذه الجماعة شعارا لها

اصنع الخير للجميع لا سيًما الكنيسة“. وهكذا أخذ جسد المسيح ،سواء رسميا أو غير رسمي، يكبر ويكبر مقدما الالتزام اصنع الخير للجميع ولا سيًما أهل الإيمان“( غل 6 : 10)

ثانيا: كيف نتمتع بقوة الأعالي

1. التغذية علي كلمة الله

يزودنا الله بالقوة لنستطيع أن نعلن كلمته بنجاح. من المهم أن يتشرب الخادم هذه الكلمة التي هي حياة في ذاتها. قال الرب يسوع الروح هو الذي يحي، الجسد لا يفيد شيئا ، الكلام الذي يكلمكم به هو روح وحياة” (يو 6: 63) الكتاب المقدس هو كلمة الله ، وعندما نقرأها ، نقرأ قوة الروح الواهبة الحياة. بتشرب كلمة الله نشًغل ايماننا وهذا يساعدنا في السلوك بقوة الروح القدس.

2. طلب وجه الله:

نحتاج أن نطلب وجه الله باجتهاد ونقتفي حضوره بلا توقف. كلما انتظرنا الله، كلما جددنا القوة لنسلك في هذه الحياة بالروح القدس. “كان التلاميذ يجتمعون بنفس واحدة للصلاة” (اع 1: 13) فعندما كرس التلاميذ انفسهم للصلاة في أورشليم، الأيام العشرة منتظرين قوة الروح القدس في العلية، نزل عليهم الروح بصورة ملحوظة. نحتاج أن نخصص ساعات قليلة كل يوم، دقائق من كل ساعة، ثواني من كل دقيقة. نعتزل فيها عن العالم من حولنا ونطلب وجه الرب. يقول الكتاب المقدس أن الرب يسوع جاء بقوة الروح بعدما صام أربعين يوما. الصوم الممتد والصلاة المكرسة هما مفتاح قبول فوة الله. يجب أن تكون لنا أوقات نطلب وجه الله في تسليم كامل ونحن نخضع لمشيئة ومقاصد الروح القدس.

3. الثقة في وعد الله:

يقول بولس أن الذي يزودنا بالروح ويجري أيات بيننا ، بسماع كلمة الإيمان (غلا 3: 5). “بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه” (عب 11: 6). لا نستطيع أن نسير بقوة الروح القدس، أن لم نسلك بالإيمان. نحتاج إلي إيمان الأطفال لنسير بقوة الله. إن كنتم وانتم أشرار تعرفون ان تعطوا أولادكم عطايا جيدة، كم بالحري يهب الأب السماوي الروح القدس للذين يسألونه” (لو 11: 13).

ابدأ بالطلب اليوم، واطلب من الله إن يزيد إيمانك. هو يريد أن يملاك بالقوة.

4. الثبات في الله:

ليس كافيا أن نقبل قوة الله مرة واحدة. نحتاج أن نستمر بالسكني فيه. نحتاج إلي وقت ندرس فيه الكلمة ونثبت فيه. يوصينا المسيح في (يوحنا 14) علي أن نأخذ وقتا كافيا في التأمل والصلاة والإيمان. طاعة الله وحفظ وصاياه، ضروريان لحياة ممتلئة بقوة الله. هذه الحياة تقربنا من قوة الله (انظر يوحنا 14: 12-23) يقول يسوع اثبتوا في وأنا فيكم، كما ان الغصن لا يستطيع أن يثمر من ذاته ، ما لم يثبت في الكرمة ، هكذا انتم ما لم تثبوا في. أنا الكرمة وانتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه يأتي بثمر كثير لآنكم بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئا.” (يوحنا 15: 4-5)

5. محبة الله والآخرين

أعطانا الرب يسوع وصية قائلا هذه وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا، كما أحببتكم انا (يو15: 14) ثم يستطرد يسوع بالحديث عن حمل الثمار (عد 16) ويعود في الوصية أن نحب بعضنا بعضا (عد17) وفي نهاية خدمته كان يحدثهم كثيرا عن أن يحبوا بعضهم بعضا وقائم بغسل ارجلهم.

بكلام اخر لا يطلب الرب منا أن نسلك ببساطة بقوته، بل أيضا ان نسلك في محبته. الحق هو ان نسلك في محبته وبهذا نسلك في قوته. إذا كان الله يستخدمنا بقوة ونحن لا نحب بعضنا بعضا، تكون ثمارنا مرة

ثالثا: نداء عاجل

لهذا أيها الأحباء ، دعونا نغمس انفسنا في الكلمة ونتخلى عن عدم الثقة ونسلم انفسنا في الصوم والصلاة ولقوته أن تستعلن في حياتنا. نستمر في اتباع الرب كل يوم من أيام حياتنا. ونحن نعلن اسمه بحياتنا.

أمثلة عن ملئ الروح:

1- حياة الملء: السلوك في الروح هو ضرورة للسلوك وفق الكلمة التي أوحي بها الروح. بمقارنة (اف 5: 18-21 )مع (كو 3: 15-17 )يتضح المغزى ونفس النتائج التي تفيض من ملئ الروح القدس هي النتائج التي تفيض من الامتلاء بالكلمة. لكي نظل ممتلئين بالروح ونستمتع باستمرار عملية التقديس علينا ان نستمر بالامتلاء بالكلمة و العلاقة واضحة.

2. أشواق أندرو موري: “ليتني لا اقض لحظة واحدة من حياتي خارج النور الإلهي ، المحبة و فرح الحضور الإلهي . لا امض لحظة واحدة بدون التسليم الكامل لنفسي كإناء يملئه الله بالروح القدس والمحبة. (اندرو موري)

3. كتب تشارلز فني: كيف سلًم نفسه لملء الروح القدس سار في داخلي الروح متخللا جسدي ونفسي وفي الحال شعرت بقوة الأعالي تزودني، لدرجة ان كلمات قليلة تتساقط مني هنا وهناك تقود الأفراد إلي الولادة الجديدة الفورية. كانت تخرج مني الكلمات مثل سهام مسننه تخترق النفوس وتقطعهم سيف وتحطم قلوبهم كمطرقة شديدة . تشهد جموع كثير علي ما أقول ….. كنت في بعض الأحيان اجد نفسي فارغا من هذه القوة لدرجة كبيرة أقوم بزيارة غير مثمرة، اعظ واصلي بدون نتائج ، عندئذ اعتزل لفترة ما في صلاة وصوم ، بعد أن اخضع نفسي وأنا اصرخ إلي الله في طلب المعونة ، تعود نفس القوة بكل عذوبتها. هذا هو اختبار حياتي.”

4. مودي وعمل القدس: كان مودي يعقد اجتماعات في انجلترا، وكان هناك خادما مسنا يحتج قائلا لماذا نحتاج إلي هذا المودي؟ انه غير متعلم ، عديم الخبرة. من يظن انه هو؟ هل هو الوحيد الذي يحتكر الروح القدس؟ رد عليه خادم شاب بالقول بالعكس الروح القدس هو الذي يحتكر مودي.” وكان د. ل. مودي يتحدث لجمع غفير وامسك كوب وسألهم كيف استطيع أن نفرغ هذا الكوب من الهواء؟صاح احد الحاضرين، اشفط الهواء بمضخة فأجاب مودي هذا يخلق فراغا ويحطم الكوب. بعد إجابات عديدة ابتسم مودي وامسك إبريق من الماء وملأ الكوب وقال لقد خرج الهواء كاملا، بدأ يوضح ان النصرة في الحياة المسيحية لا تأتي عن طريق سحب الخطية هنا أو هناك. بل تأتي بملء الروح القدس. ثم قال د. ل. مودي اثق دائما ان اللحظة التي نفرخ قلوبنا من الكبرياء والأنانية والطمع سيأتي الروح القدس ويملا كل جزء من قلوبنا. لكن إذ كنا ممتلئين من الكبرياء والغرور ، فلن يوجد مكان لروح الله.

Comments are closed.