قوة الطاعة

صلاة العابدين




ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر. 19وكان كالرمل نسلك وذرية احشائك كأحشائه. لا ينقطع ولا يباد اسمه من امامي“( اش 48 : 18 – 19) .

  • معني الطاعة:

تأتي كلمة الطاعة من الكلمة اليونانية ” هوباكو” وتعني الاستماع بانتباه . لتأكيد امر أو سلطان. لا يوجد أي اختيار في الموضوع. لا بد من التنفيذ سواء إن كنا نقبل الامر أو لا نقبله

  • الرب يسوع المسيح العبد المطيع لله

” لا تنظروا كل واحد إلي ما هو لنفسه بل كل واحد إلي ما هو لآخرين أيضاً. فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلي نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب (في5:2- 8)

1- المسيح الذي هو في الأصل صورة الله وله نفس الطبيعة الإلهية ومعادلاً له تنازل وأخلي نفسه من هذا المجد وأخذ صورة الإنسان العبد المطيع وأطاع حتي الصليب ليفدي البشرية لذلك رفًعه الله وأعطاه اسما هو فوق كل اسم لكي تجثو له كل ركبة في السماء وعلي الأرض وتحت الارض ويعترف الجميع أنه هو رب الجميع.

2- “الذي في أيام جسده… مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به, وإذ كُمّل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي”(عب7″4-10), فالمسيح مع كونه ابن الله الوحيد الوارث للطبيعة الإلهية بعدما تجسد وصار إنساناً أطاع حتي الموت لكي يكون سبب فداء وخلاص للذين يؤمنون به كرب وسيد وفادي لحياتهم . المسيح هو السيد الرب المطاع وهو الإنسان العبد الخاضع المطيع لله الذي له المجد والإكرام والعبادة والسجود إلي الأبد

  • الله يأمرنا بالطاعة

“ولتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصّها على اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك” (تث 6 : 6 – 9)

“طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ”

(1 بط 1: 22)

“أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟” ( رو 6: 16)

“هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، ومستأثرين كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ” (2 كو10: 5)

“كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ” (1 بط 1: 14، 15

  • الله يتوقع منا الطاعة

“فالآن يا اسرائيل اسمع الفرائض والاحكام التي انا اعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الارض التي الرب اله آبائكم يعطيكم”( تث 4 : 1)

“هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش” ( 1صم 15 : 22)

ويتوقع الله منا الطاعة الواعية وليست الطاعة العمياء—ليس السمع والطاعة بدون فهم لأن “الايمان المسيحي ليس قفزة في الظلام. ” يساند الايمان المسيحي علي مواعيد الله العظمي والثمينة “كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة”_(.2 بط 3:1-4)

  • مجازاة غير المطيع

“لان بني اسرائيل ساروا اربعين سنة في القفر حتى فني جميع الشعب رجال الحرب الخارجين من مصر الذين لم يسمعوا لقول الرب الذين حلف الرب لهم انه لا يريهم الارض التي حلف الرب لآبائهم ان يعطينا اياها الارض التي تفيض لبنا وعسلا” يش 5 : 6)

  • بركات المطيع

1-بركة النسل “وقال (الرب لإبراهيم )بذاتي اقسمت يقول الرب. اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك 17اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. ويرث نسلك باب اعدائه. 18ويتبارك في نسلك جميع امم الارض. من اجل انك سمعت لقولي. (تك22 : 17)

2- النجاح الدائم ” طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس ‎لكن في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا‎. ‎فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في اوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح” (مز1: 1-3)

3- غفران الخطية: ا له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا” “( أع10 : 43)

4-ملء الفرح” فانتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكني سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم “(يو 16 : 22)

5-عطية الروح القدس” ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” ( يو 16 : 14)

6-التمتع بالشركة الالهية قال يسوع ” ان احبني احد يحفظ كلامي ويحبه ابي واليه نأتي وعنده نصنع منزلا” ( يو 14 :23)

7-يحمل ثمرا كثيرا “انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت فيّ وانا فيه هذا يأتي بثمر كثير.” (يو 15 :5)

8- يثبت في النور” انا قد جئت نورا الى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة” ( يو 12 : 46)

9- ينال الحكمة “وانما ان كان احد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر فسيعطى له ” (يع 1 :5)

10-يصير بلا لوم ” مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح 4كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة”

( أف 1 :3- 4 )

11- استجابة الصلاة “اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. 8لان كل من يسأل يأخذ. ومن يطلب يجد. ومن يقرع يفتح له”( مت 7 . 7)

  • لماذا الظلم والدموع؟

إذا كان الله محبا، عادلا وقادرا على كل شيء، لماذا نرى الظلم والدموع والشرّ، المعاناة والماَسي والحروب والفوضى؟ لماذا لا يمنع الله ذلك؟. أَلا يدلّ هذا على ان الله غير محب؟. لا نرى الظلم والفوضى والمعاناة إلا عند البشر والناس. الله خلق الانسان حرّ الارادة . له عقل يفكّر باستقلالية وبمسؤولية.

  • من المسئول

لنفرض انك أبقيت أولادك الصغار في البيت وخرجت للعمل وقد أعطيت لهم بعض النصائح والتوجيهات لمنع الفوضى . أن يحافظوا على البيت والزجاج والكراسي وان لا يتخاصموا بل يلعبوا ويستمتعوا بالوقت، ثم غادرت. وعندما رجعت، وجدت الشباك مكسورا وأحد الصغار مجروحا في يده والغرفة ملوّثة ! عدت ومعك ضيف ليمكث معك بعض الوقت.

هل من المنطق ان يقول الضيف مشتكياً “كل الدولة فوضى”؟ حدثت الفوضى في بيت واحد فقط. ولا يعرف الضيف أمراُ عن باقي البيوت وسكانها. وهل من المنطق أن يلومك الضيف بأنك غير حكيم ولا تحب أولادك بل أهملتهم؟

من حقك أن تذهب لعملك وتعمل أمورك الخاصة ولست ملزما أن تبقى مع الاولاد كل الوقت. ما حدث في البيت من خلل هو مسؤولية الاولاد خاصة اكبرهم. الجميع عانوا والبعض ظُلم وبكى لم يبالي الأولاد بكلام الأب ونصائحه.

Comments are closed.