قوة النعمة

نعمة الخالدين




كان ضالا فوجد

ثلاثة أمثال

قدم الرب يسوع حديثه في ثلاثة أمثال متجانسة، متنوعة الفكرة موضوعها ضالا فوجد” .ذكر أولا محبة الراعي الذي يتسلق التلال الصخرية من أجل الخروف الضال. وأشار إلي الـ 99 خروف المتروكين. يمكننا أن نتصورّ الراعي وهو يحمل الخروف فرحا .أوضح لهم ن السماء تشبه الرعاة الحاضرين. ثم تحدث عن الدرهم المفقود وفي هذه المرة كانت الباحثة هي ربّة المنزل ، قلبت الأواني لكي تعثر علي الدرهم المفقود، وأخيرا وجدت الدرهم، ومثل الراعي دعت الصديقات والجارات وعملت الوليمة.

قال الرب يسوع : إنه يكون فرح عظيم في السماء – تفرح الملائكة بخاطئ واحد يتوب. ماذا يعمل الكتبة والفريسيون بهذا؟ رعاة أغنام . هذا خروج علي الناموسولابد أنهم تساءلوا إذا ما كان الراعي أو المرأة طاهرين؟

قصة يردد التاريخ صداها

ولم ينهي الرب يسوع حديثه بل أكمله بالقصة التي يردد التاريخ صداها، وخلبت أذان كل السامعين، قصة تخللت كل الحضارات وكل الأجواء دون أن تفقد من قوتها شيئا. أطلق عليها تشارلز ديكنز ا:أعظم قصة قصيرة في كل عصر

دارت القصة حول ابن ضال – ببراعة السيد صوّر الرب يسوع أن إنسانا كان له إبنان، تنكّر أحدهما للأسرة منحدرا إلي هوة سحيقة. وكان لابد أن يتعرض الابطال الثلاثة الآب، الابن الأكبر والابن الضال إلي أزمة غير متوقعة. واذ تنتهي القصة يفكّر كل منهم نعم القصة صادقة إنها حقيقية، إنها قصتي أنا. هذه هي قوة قصة الابن الضال، أن يري كل واحد نفسه فيها.

.”إنسان كان له إبنان قال أصغرهما يأبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسّم لهما معيشته إنه شاب غير مستقر في رغباته، ينقصه النضج لكي يحترم مصدر كل ماله، وكل ما صار إليه

كان موقف الابن الأصغر هو لا استطيع الانتظار يأبي حتي تموت” . وكان يمكن أن يصفع الآب ابنه علي وجهه ويطرده من المنزل. ولن يلومه الناموس اليهودي علي ذلك. لكن الآب ، تقبّل الطلب المهين. أوضح لنا الآب أنه أبو النعمة. استطاع أن يقرأ المستقبل، كان يعلم الوحدة والانكسار الرهيب اللذين ينتظران الابن، وفي انكسار قلبه كأب وقف علي الباب يراقب ابنه يدير له الظهر في برودة وجفاء ويختفي

كان الآب رجلا ثريا، وقد شملت ممتلكاته القطعان والرعاة، والخدم، أوصى الناموس أن أرض الآب لا تباع حتي وفاته، و لكن الابن الذي كان يتوق إلي الحفلات البعيدة تجاهل كل الاعتبارات وعندما تباع أرض الأسرة ، يروي الجيران العار الذي يلحق بالأسرة.

كانت عواطف هذا الآب مليئة بمحبة بلا حدود أو شروط.

الانفصال عن الآب:

َبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابن الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خنازير وكان يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ” ( لو 15: 13- 16)

ثروة في اليد ،

بدأ الابن الضال الرحلة إلي البلاد البعيدة ولم يذكر الرب يسوع اسمها لأنها في كل مكان وليست في مكان واحد وليس من المهم: من أنت أو أين تعيش هناك بلاد بعيدة وليس هناك خريطة ، هناك الطبيعة الخاطئة والنفس الغير مستريحة . كانت الكورة البعيدة للابن الضال هي الشهوة، الفسق، المغامرات الجنسية والأمور الرخيصة التي يقدمها الشيطان كل وأشرب وأمرحالنجاسة لا تري أي شيء بل شهوتها. وجاءت المجاعة أسرع مما يتوقع الابن. نفذ المال منه سريعا دون توقع حدوث هذا. عليه الآن أن يتحول عن الحفلات المستمرة إلي العمل المتواصل. لن يترك الفقر له حرية الاختيار. وجد نفسه يعمل في مزرعة خنازير

الانحدار المتوالي

الخنزير حيوان نجس. لم يكن يسمح لليهود لمس الخنازير. عندما تولى الابن تغذية الخنازير، صار كواحد منهم، يحمل رائحتهم. يشتاق إلي طعامهم لملء بطنه، قد سقط في هوة سحيقة يمكن ان يذهب إليها. ويمثل هذا الابن الشخص الذي يعيش في التمرد على الله. أحيانا علينا أن ننزل إلي الحضيض قبل أن نصل إلى حواسنا والاعتراف بخطايانا.

أيها العزيز

استفق قبل الانزلاق إلي هاوية النار الأبدية. تعال إلي الآب السماوي. إنه في انتظارك. سيقبلك كما أنت وينتشلك من الحضيض ويرتقي بك للمجد.

Comments are closed.