قوة ضبط العواطف- 2

قوة المؤمنين




    • عواطفنا رسل تكشف ضعفاتنا

 

التعليم الخاطئ أو المثل الفقير عن عواطفنا. لقد أثرت حضارتنا علي قدرتنا في التعامل الصحيح مع عواطفنا . نخبر الأطفال ألا يصيحوا أو يغضبوا وتقول للرجال لا تخافوا ولا تكونوا عاطفيين. كثير من الأشخاص الذين يناضلون مع الخوف يخجلون من ذكر هذا للآخرين أو الاعتراف بمشاعر الغضب لأنفسهم و لله يبكون وهم يعلنون ضعفهم. يمكن لصحتنا البدنية و احتياجاتنا أن تؤثر علينا عاطفيا .

التغييرات الهرمونية ، الضغط ، التعب ، سوء التغذية أو عادات النوم الخاطئة و نقص ممارسة الرياضة تؤثر علينا عاطفيا و عندما كان إيليا منهكا بدنيا كان تفسيره لظروف الحياة خاطئا بالتمام .(1مل19 )

ثالثا: عندما نخضع للأفكار الخاطئة عواطفنا تضللنا

يجب أن نعترف بكل ما نشعر به – سواء السار أو غير السار- لله. يوصينا الكتاب أن نصلي ونشكر الله من أجل كل شيء و نحن غالبا ما نشعر بالراحة عندما نذهب إلي الله بعواطفنا السارة فقط. علي أننا نري في المزامير العديد من المشاعر غير السارة تدفع القلب الممتلئ بالمشاعر إلي العبادة و الثقة في ذاك الذي فيه وحده كل إشباع مشاعرنا العميقة

يمكن أن تكون عواطفنا مضللة بينما تبدو أنها أصدق من كلمة الله

يمكن أن تفسد هذه العواطف حياتنا عندما نسمح لها أن تسيطر علي سلوكنا فمثلا: إذ كنت غاضبا مع زميل العمل و أريد أن أغتابه أو أنتقم منه، أكون تحت سيطرة عاطفة مضللة

إذا عملنا أمرا وكان رد الفعل بحسب ما نشعر به و ما يحث في حياتنا ، تصير لعواطفنا التأثير الأساسي في حياتنا ، متغافلين عن كلمة الله . فمثلا : فكر كثير من المسيحيين ” أنه طالما لا أشعر بقرب الله فلا بد أنه غاضب مني بسبب وجود خطية في حياتي ” ومن جهة أخري قد يبرر المؤمن الخطية بأن يقول “أنا لا أشعر بالذنب لذلك لا يوجد خطأ هذا الأمر” . في كلتي الحالتين تملى المشاعر – وليس كلمة الله – علي الشخص التفكير و الاعتقاد عن الله والخطية .

وغالبا ما نشعر بالضيق، وهذا الشعور يشعل الأفكار السلبية التي ينتج عنها أحاسيس أعمق بالضيق و أحيانا لا يفهم الشباب حاجتهم غير المشيعة لعاطفة الأب/ الابن. قد يصير الشعور ملتويا و يؤثر في اختباراتهم الجنسية ويقودهم إلي الشذوذ الجنسي. الشابات اللاتي تمارسن الاختلاط الجنسي غير المشروع هن أصلا يحاولن تغيير مشاعرهن في عدم الاستحقاق ويشبعن حاجاتهن في البحث عن علاقة عاطفية وثيقة وفي كل حاجة يكون العنصر المقرر هو الرغبة في إشباع العاطفة ( أو تجنب الألم ) أكثر من مواجهه رسالة العاطفة والتعامل مع المشكلة الكامنة .يمكن أن تكون عواطفنا مضللة

كبرياؤنا تجعل التعامل مع العواطف صعبا.

الاعتراف بمشاعر الحقد، الخوف، الكراهية و الغضب أمر صعب.

الأفكار مثل ” الست أفضل من ذلك الشخص ؟”” لماذا سمحت لهذا الإنسان أن يضايقني ؟ ” تمنعنا مثل هذه الأفكار من التعامل مع السبب الحقيقي لمشاعرنا. تجرح الكبرياء و الاعتراف بمثل هذه المشاعر الغير روحية.

نحتاج أن نحمل مشاعرنا الفاسدة إلي الله.

لا تحتاج أن تكون مستعبد لدكتاتورية المشاعر. يريد الله أن يساعدنا علي التعامل مع هذه العواطف. تبرهن المزامير أن داود و الآخرين شعروا بالحرية في الاقتراب إلي الله بعواطفهم – مزامير 13، 55 ، 73 ونماذج جيدة في كيفية عمل هذا

رابعا: العواطف يمكن السيطرة عليها

نحتاج أن نتعرف علي العواطف و لا نهملها. نحتاج إلي أن نعبر عما نشعر به. يمكن أن يساعدنا صديق أو مرشد في إعطائنا الآراء المفيدة عن العواطف التي نختبرها و التي لا يمكن أن نتعرف عليها

حدد العواطف التي تختبرها و عبًر عنها لله.

يخشى الناس أن يسيئوا إلي الله إذا أخبروه بما يشعرون بالأخص إذا كانت المشاعر عنه هو . لكنه يعلم مشاعرنا و لا يستاء منها . ولن تغير مشاعرنا طبيعة الله . نقرأ في المزامير أنه سمع إلي كل شيء في كل المرات الكثيرة السابقة.

يجب أن نتجنب أفكار أو كبت مشاعرنا. إذا كنا نحاول كبت مشاعرنا في داخلنا فنحن نكذب علي أنفسنا، الله و الآخرين. وقد ينتج عن هذا الكبت أمراض جسدية مثل ارتفاع الضغط والانفجار العاطفي، الكلمات أو العبارات غير اللائقة أو السلوك الهدام. بالإضافة أنه لا يمكننا كبت المشاعر إلي الأبد فسيأتي وقت وتبرز ويصعب التعامل معها.

من جانب أخر التعبير عن المشاعر للآخرين قد يتسبب في جرح مشاعرهم و يفسد العلاقة الصحيحة معهم. وإن كان يرفع حمل هذه المشاعر عن صدورنا ونشعر براحة مؤقتة، لكننا لم نعالج العواطف التي خلفها. الله يعتني بمشاعرنا ويهتم بشعورنا . فعندما نعبر عن عواطفنا لله و نكون أمناء مع أنفسنا ومعه يمكن لروحه أن يقود تفكيرنا، معتقداتنا، سلوكنا ثم مشاعرنا.

نحتاج إلي التأمل في كيفية ارتباط عواطفنا وسلوكنا و تفكيرنا معا و كما سأل داود نفسه ” لماذا أنت منحية يا نفسي ” مز42: 5 نحتاج أن نسأل الله أن يكشف لنا عن المعتقدات و الأفكار التي تغذي عواطفنا

في نور الحق الإلهي

نقرر أن نستبدل التفكير و السلوك بالحق الإلهي. يجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكن لتفكيري و سلوكي أن يقارن بكلمة الله؟ وما هو التغيير الذي نحتاجه؟ لنتذكر أن لنا طبيعة و مصير جديد و لا نحتاج أن نعلق علي أنفسنا في النماذج القديمة للحياة. يجب علينا أن نختار أن نعمل ويكون رد فعل تفكيرنا بحسب المفهوم الكتابي الجديد و ضبط الأفكار والمعتقدات في نور الحق الإلهي . من المهم أن نتذكر أننا مؤمنون و نحن في علاقة محبة مع الله لحظة بلحظة. يشمل تجديد ” الحياة المسيحية ” مجموعة من المبادئ التي تعمل بثقة مطلقة فى الاتكال الكلي علي الله .

يهتم الله بعواطفنا، حياتنا الشخصية أكثر من أقرب الأصدقاء لنا. لأنه ليس فقط يعطف علينا، يريحنا، ينصحنا و لكن أيضا يغيرنا بروحه:

البشر حولنا يصرخون بحثا عن المشاعر الطيبة بينما عواطفهم منغمسة في اللذة و مع ذلك لا يشبع الإنسان و لن يشبعهم ويطلبون المزيد دائما. يجب علينا أن نحيا نحن بالإيمان و ليس بالمشاعر متذكرين كلمات الرب يسوع :” طوبى للجياع والعطاش إلي البر لأنهم يشبعون “( مت 5: 6)

  • ضبط العواطف

1 – لن يديننا الله كمؤمنين إطلاقا و لا يقلل من شأننا بسبب صراع عواطفنا. فكل العواطف السارة والغير سارة هي جزء عادي في حياة المؤمن.” اذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح” ( رو 8 : 1)

-2 العواطف بمثابة رسل لمعتقداتنا الداخلية عن الله، النفس و الآخرين

– 3 تكون العواطف مضللة عندما نصير لها السلطة النهائية في حياتنا لتقود معتقداتنا و سلوكنا

4 -يمكن السيطرة علي العواطف عندما نعبر عنها لله ونسمح له أن يجدد ذهننا.

Comments are closed.