قوة ضبط العواطف – 1

قوة المؤمنين




  • ضبط العواطف

يصعب علينا أن نصدق أن الله يغفر لنا خطايانا ويحبنا بدون شروط لأننا لا نشعر بالغفران أو المحبة غير المشروطة. يضع المجتمع قيمة عظمى علي العواطف الإيجابية كالسعادة والسلام، ويتجاهل المشاعر السلبية، القنوط، الغضب والخوف.

الكتاب المقدس ممتلئ بأمثلة من الجانبيين العواطف السارة وغير السارة، المقبولة وغير المقبولة.

  • الله عاطفي ونحن كائنات عاطفية :

يعلن الكتاب المقدس أن الله عاطفي، يشعر ويعًبر بعواطف إيجابية وسلبية، وقد عبًر عن:

  1. مشاعر الحزن “فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض. وتأسف في قلبه.” (تك6: 6)
  2. مشاعر الفرح “لأرى خير مختاريك. لأفرح بفرح أمتك الفرح والدهشة (زك3: 7)
  3. مشاعر الحنان “فان الجبال تزول والآكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب “(اش54: 10)
  4. غضب الرب يسوع وطرد الصيارفة من الهيكل “ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام” ( مت 21 ” 12 )
  5. وأظهر عطفه وحنانه علي الجموع الذين كانوا يسيرون معه بدون طعام. “فلما خرج يسوع رأى جمعاً كثيراً، فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها” (مر6: 34).

قد خلقنا الله علي صورته ومنحنا القدرة على أن نشعر بكل المشاعر.

  • تأثير العواطف
  1. علي المعتقدات والسلوك

كان أدم قبل السقوط يتمتع بمحبة، وسلام الله. وعندما سقط أظلم عقله و لم تعد أفكاره تعكس الحق الإلهي. ونشأت لديه عواطف ” غير سارة” مثل الخوف، الغضب، الذنب، والحزن. عاش منفصلا عن الله صار فكره وعاطفته البشرية هما السلطان النهائي لما يعتقد أنه صواب. تأثرنا بالخطية فصرنا نسمح لعواطفنا أن تسيطر علي معتقداتنا وسلوكنا.

  1. علي تحركاتنا

يمكن أن تدفعنا عواطفنا إلي عمل إيجابي وعندما نختبر مشاعر سلبية، فإننا في الغالب نبحث عن تغيير إيجابي يحركنا للأمام. فمثلا عندما نغضب من قانون صارم نبحث في تغيير القانون . يمكننا أن نسمو بعواطفنا بممارسة الرياضة، الموسيقي أو العمل. يمكننا أيضا السمو بواسطة عواطفنا. فالعواطف هي نتاج أفكارنا و تؤثر علي قدراتنا بقوة للحركة . وغالبا ما يدفعنا الألم العاطفي أن نبحث عن معونة ونقتفي آثار التغيير. الألم العاطفي لنفوسنا مثل الألم البدني لأجسادنا . لا يمكننا أن نحيا فترة طويلة بدون أن يحس جهازنا العصبي بالألم. بنفس الطريقة يحذرنا الألم العاطفي من المشكلة حتى نتحرك إلي الحل. إن تجاهلنا الألم البدني ولم نعالج السبب فنحن نخلق مشاكل بدنية أكبر. إذا أهملنا ألم الأسنان يمكن أن يؤدي هذا إلي تسمم مجري الدم . وكذلك إن لم نعالج الألم العاطفي تصير المشاكل إلي أردأ. ونحن نختبر مشاكل عاطفية نحتاج أن نقرر سبب الألم و نخطو لعلاجه.

  1. تعبًر عن طبيعة الله.

تعتبر العواطف السارة وغير السارة جزء من طبيعية الله. أطلق علي الرب يسوع أنه ” رجل أوجاع ومختبر الحزن ” اختبر عمق الأسى و الاكتئاب علي الصليب حتى لا نختبرهما نحن. عندما مات لعازر بكي يسوع علي أنه أظهر في نفس اللحظة حنانه لمريم ومرثا . ابتهج كثيرا عندما عاد السبعون تلميذ فرحين من المدن والقرى التي كان مزمعا أن يزورها (لو10: 20) لأننا مخلوقين علي صورة الله فنحن نملك الكثير من شخصه. لنا القدرة علي الحزن، الأسى، علي الشعور بالمحبة، الحنان، الرحمة، الفرح. تعبًر عن علاقتنا بالله.

الغاية العظمى للإنسان هي أن يمجد الله ويتمتع به إلي الأبد. و يستخدم المكتوب كلمات مثل البهجة، الهتاف، السرور، السلام، والفرح ليعبر عن تجاوبنا العاطفي مع الله. وتتضمن معرفة و محبة الله الاختبارية كل كياننا شاملة عواطفنا” جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يمني فلا أتزعزع لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي . أماك شبع سرور. في يمينك نعم إلي الأبد ” مز16: 8، 9، 11

  • صفات العواطف.
  1. العواطف محايدة
  2. العواطف رسل
  3. يمكن للعواطف أن تضلل
  4. يمكن السيطرة علي العواطف

اولا: العواطف محايدة .

ليست العواطف خاطئة ، لكن استجابتنا للعواطف قد يكون أو لا يكون خاطئا . نحتاج أن نعترف بعواطفنا حتى السلبية منها و كذلك لا نسمح لها أن تتحكم في سلوكنا أو ما نؤمن به

يعتبر الكثيرون أن الغضب خطية. لكن الكتاب المقدس يخبرنا أن ” نغضب و لا نخطئ ” (اف4: 26) ليس الغضب خطية لكنه عاطفة

ثانيا: العواطف رسل

عواطفنا تخبرنا بما يحدث في نفوسنا. تخيًل أنك تقود السيارة في طريق عام و فجأة ظهر علي لوحة القيادة الأمامية النور التحذيري الأحمر” للزيت” ماذا ستفعل؟ هل تتجاهل وتستمر في القيادة عدة أيام ؟ هل تفصل هذا النور التحذيري بالمفك حتى لا تراه مرة أخري؟ هل تتجه إلي محطة خدمة وتطلب تصليح اللمبة التحذيرية بالزيت؟ كلا ليست المشكلة في النور . فالنور هو مجرد رسول يخبرك عن مشكلة أعمق في السيارة. هذا النور يخبرك أن الماكينة في حاجة إلي عناية. وهذا هو غرض النور .

يوضح لنا هذا المثال أن عواطفنا هي رسل – يقوم النور الأحمر بالدور الذي تلعبه عواطفنا في حياتنا. يطلب الكثيرون المشورة لأنهم غير سعداء وفي قلق. تخبرهم عواطفهم أنه يوجد خطأ ما وعلينا نحن التعرف علي هذا الخطأ و علاجه ـ لذلك تحذرنا عواطفنا ” أنظر أسفل الغطاء ” لتجد الأفكار والمعتقدات والمفاهيم التي تقوض العواطف، عندئذ نستطيع أن نبحث علي الطرق الجديدة في التفكير و الإيمان في الحياة. ـ يجب أن تكون هذه الطرق مؤسسة علي الحق الإلهي

عواطفنا رسل تذكرنا أن نتصل بالله

تذكرنا عواطفنا – كرسل – بالأخص المؤلمة منها أن نتصل بالله في كل ما يخصنا. الله يهتم ليس فقط كيف نشعر لكنه يهتم كيف نفكر و بماذا نؤمن وكيف نفسر ظروف الحياة وهذا أكثر أهمية .

“ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم ” 1بط1: 5

“الق علي الرب همك فهو يعولك لا يدع الصديق يتزعزع إلي الأبد” ( ينزلق أو يسقط ) مز55: 22

الله يريدنا أن ننتمي إليه ككائنات عاطفية وأن نأتي إليه بأمانة بما يحدث في نفوسنا. نحتاج أن ننتمي إلي الله لنحصل علي وجهة نظره وننال الراحة والسلام.

يذكرنا الله اننا بحاجة أن نعترف وندرك حضوره وأنه هو الذي وعد في محبته الكاملة ” لا أهملك لا أتركك ” الخوف هو تصديق الكذب وليس الحق ويكون تركيزنا علي شيء أو شخص ما وليس علي الله

كياننا وجدارتنا لا يتقرران بواسطة أعمالنا وما يظنه الآخرون فينا لكن في محبة الله فى التضحية المعلنة من الأب خالقنا . فعندما نتعرف علي وجهة نظر الله يمكننا أن نحدد بدقة من نحن و كم نساوي . ونحن بعيدون عن سكني الله فينا لا نقدر أن نعمل شيئا .

ويذكرنا الله أننا خلقنا لعلاقة مستندين فيها علي الله كأولاده وأننا في حاجة إلي أن نستند علي حكمة أبينا السماوي وقوته الغير محدودة

يذكرنا إلي حاجاتنا الكثيرة إلي علاقة حيوية وثيقة مع الله أبينا. إنها نداء النفس إلي الاتصال بأب رحيم وإله كل تعزية. انه يشتاق أن يظهر ذاته للشخص الذي يعيش وحيدا.

الغضب رسول يذكرنا أننا نعيش في عالم ساقط وأن الحياة ليست عادلة.

يذكرنا بحاجاتنا أن نعلن رحمة الله وغفرانه للآخرين ونسلم كل حقوقنا إلي الله ونسلم توقعاتنا للذي يحول كل شيء لخيرنا

Comments are closed.