كونوا شاكرين

صلاة العابدين




كونوا شاكرين (كو 3: 15)

ربما لا تكون سعيدا. ربما فقدت وظيفتك في الآونة الأخيرة، كما أنك قد تواصل النضال ومواردك المادية في نقصان. أو فقدت عزيزا أو رفيقا. ربما تعاني من مشاكل صحية. يمكن لهذه الظروف أن تجعلك متذمرا. ولكن انظر معي إلي قصة رجل كان له كل الحق في أن يكون متذمرا، ولم يكن كذلك.

كان يسمع الخطى المقبلة في الممر، أنها للحراس الذين سيقودونه إلى الإعدام. كان سريره الوحيد الثابت علي الحجر البارد في الزنزانة الضيقة. لم تمر ساعة خلت قدماه من التهيج المستمر من السلاسل والألم من الأغلال الحديدية التي تقطعها الى معصميه وساقيه.

اتهم من الناس ظلما، أقتيد إلي هذا السجن حيث المعاملة الوحشية . كان له الحق في تقديم شكوى للتظلم ولم يفعل، وكاد يكون منسيا في السجن الروماني القاسي. ولكن بدلا من الشكوى، رنت شفتاه بكلمات الثناء والشكر

كان الرجل هو الرسول بولس الذي عاش الشكر الحقيقي، حتى في خضم المحن. في وقت سابق، وهو سجن روما، كتب يقول

مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.

شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، للهِ وَالآبِ.. ” (أف 5: 19- 20)

لم يكن الشكر لبولس احتفالا مرة واحدة في السنة، ولكن واقعا يوميا غير حياته وجعله الشخص المبتهج في كل حال

نقدم الشكر لله في عيد الشكر على كل نعمه وينبغي أن تكون هذه من العلامات الأكثر تميزا للمؤمن بيسوع المسيح. يجب ألا نسمح لروح الجحود أن تصلًب قلوبنا وتبرد علاقتنا مع الله ومع الآخرين

النكران والجحود

لا يوجد شيء يحولنا إلى المرارة، والأنانية، وعدم الرضي بشكل أسرع من قلب ناكر للجميل

كان الجذام في العالم القديم مرضا فتاكا. يشوه الانسان، مرضا ميؤوسا من شفائه، يجبر المريض على الفرار من المجتمع العادي

اقترب 10 برص من الرب يسوع خارج القرية، يتوسلون بصوت عال طالبين الشفاء من البرص. في لحظة استعاد كل منهم كمال الصحة ولكن جاء واحد فقط وشكر الرب. مضي التسعة دون كلمة شكر، أنكروا الجميل.

نتشر اليوم، روح نكران الجميل والجحود. ينسى الأولاد أن يشكروا أولياء أمورهم على كل ما يقومون به. وقبل كل شيء، لا نستطيع أن نشكر الله على نعمه.

الجحود هو خطيئة، تماما مثل الكذب أو السرقة أو الفجور أو أي خطيئة أخرى يدينها الكتاب المقدس لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ ” (رو 01 :21) القلب الناكر هو القلب البارد تجاه الله وغير مبال برحمة الله ومحبته. هو القلب الذي قد نسي كيف أننا نعتمد على الله في كل شيء.

يتدفق الشكر الطبيعي من القلب الذي يتوافق ويتناغم مع الله. أعلن المرنم، رنموا للرب مع الشكر” (مز147: 7) كتب بولس كونوا شاكرين” (كو 3 :15) روح الشكر هو دائما علامة المسيحي الفرحان. لماذا نكون شاكرين؟ لأن الله قد أنعم علينا، وعلينا أن نكون شاكرين لكل نعمه

Comments are closed.