محبة الله
“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ”. (يو3: 16)
وضعت زوجة إعلانًا مثيرًا في جريدة: لا أريد أن يموت زوجي في غرفة الغاز عن جريمة لم يرتكبها. لذلك سأقدم خدماتي لمدة 10 سنوات كمعدة طعام أو خادمة أو مدبرة منزل لأي محامٍ بارز يدافع عنه ويحقق تبرئته شاهد أحد المحامين الإعلان، وشعر بالشفقة، واتصل بالمرأة. تولى القضية وانتهى به الأمر بإطلاق سراح الزوج وتبرئته من جميع التهم. بعد ذلك رفض المحامي عرض السيدة عشر سنوات في الخدمة، مشيرًا إلى اقتناعه بإنقاذ رجل بريء من الموت هو اسمي رسالة يمكن ان يقدمها.
يعد الحب غير الأناني أحد أكثر الأمور المؤثرة. إن قصص البشر المضحين الذين يساعدون الآخرين بدون أي مجازة تقضي على كآبة الأخبار وتعطي الأمل في الخير في العالم. ومع ذلك، فنحن المسيحيين نعرف نوعًا أقوى من الحب البشري، وهو الحب الذي يقدمه الله لنا.
إن أعظم تعبير عن محبة الله يتم إيصاله إلينا في يوحنا 3: 16 “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.” تعلن رسالة رومية 5: 8 عن نفس الرسالة: “لكن الله بين محبته لنا، إذ نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا”. يمكننا أن نرى من هذه الآيات أن رغبة الله العظمى أن ننضم إليه في بيته الأبدي، السماء. لقد جعل الطريق ممكناً بدفع ثمن خطايانا. إنه يحبنا لأنه اختار ذلك كعمل إرادته. الحب يغفر. “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل ويغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1 يوحنا 1: 9).
ما معنى أن الله محبة؟ الحب صفة من صفات الله. الحب هو أحد الجوانب الأساسية في شخصية الله، الحب هو شخصه. إن محبة الله لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع قداسته أو بره أو عدله أو حتى غضبه. جميع صفات الله في وئام تام. كل ما يفعله الله هو محبة، تمامًا كما يفعل كل شيء عادل وصحيح. الله هو المثال المثالي للحب الحقيقي. من المثير للدهشة أن الله قد منح أولئك الذين قبلوا ابنه يسوع كمخلص شخصي لهم القدرة على أن يحبوا كما يفعل، من خلال قوة الروح القدس ” وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ” (يوحنا 1: 12). “اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” (يوحنا الأولى 3: 1).
