هدم الحصون

حياة المنتصرين




إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون , هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله . ومستأثرين كل فكر إلى طاعة المسيح , ومستعدين لأن ننتقم على كل عصيان متى كملت طاعتكم”( 2كو 10 : 4 – 6 ).

  1. خطة الشيطان

هناك تخطيط شيطانى لإهلاك جميع البشر. وذلك بنشر الشر والفساد بين البشر على اختلاف أعمارهم من الأطفال الصغار في المدارس إلى الجميع . وزرع أفكار شيطانية لهدم نظام الله في الأسرة والتي بتدميرها تتدمر المجتمعات في العالم وتهلك البشرية . والمؤمنون الموجودون في العالم هم جنود في جيش الله لمقاومة هذا المخطط الشيطاني ولذلك هم في حرب شعواء لا هوادة فيها مع

إبليس .وشكرا للرب من كل القلب لأنه يسير برفقة شعبه قائدا ومحاربا عنهم رغم أنه قد زودهم بأسلحة روحية شديدة الفاعلية وليست جسدية  أسلحة من صنع الله الكلى القدرة نفسه بقوته غير المحدودة. أسلحة أشد تدميرا وفتكا من أسلحة العالم الذرية والهيدروجينية و النووية المدمرة لأنها مقتدرة ومستمدة

قدرتها من الله نفسه .هذه الأسلحة القادرة بالله على هدم حصون إبليس

  1. استراتيجية إبليس وخططه :

من أهم استراتيجية إبليس وتخطيطه هو أن يقيم لنفسه حصونا سواء في الأفراد أو في الدول والشعوب لكى يتحصن فيها هو وقواته وجنوده . وتتمركز فيها قوات الشر والضلال والقتل والإرهاب التي تعمل علي :

1 – السيطرة الكاملة على الدول وعلى أرواح ونفوس وأجساد البشر

2 – ملء العالم وعقول البشر بالأكاذيب والخرافات والأضاليل, وتكبيلها

بالقيود العقائدية المرعبة.

3 – إعداد قادة مملوئين بالأرواح الشريرة لتهيمن وتسود على تابعيهم

ومحاولة فرض سلطانهم على المخالفين والرافضين لهم بكافة الوسائل والأساليب سواء بالترغيب أو بالترهيب.

وما أكثر الحصون التي أقامها إبليس في هذه الأيام في شتى أنحاء العالم . فلقد استولى وساد على جميع دول العالم وحكامه. ولذا يسميه الكتاب المقدس إله هذا الدهر ( 2كو 4:4 )” و رئيس سلطان الهواء ( اف 2:2 )”

رئيس هذا العالم ( يو31:12 11:16 )” و رئيس سلطان الظلمة ( كو 13:1 )” حصون يبنيها الشيطان في ذهن الانسان

  1. أنواع الحصون

1- حصون السلطة والتسلط.

2- حصون التعصب الكراهية.

3- حصون العنف والقتل .

4- حصون السرقة والنهب وحب المال والتملك .

5- حصون العبادات الزائفة والعقائد التي تبعد الانسان عن الله

6- حصون النجاسة والزنا والشهوة الرديئة.

7- حصون الكذب والخداع

8- حصون الفقر والجوع والتخلف.

ومنها يقود معاركه وحروبه ضد الله وعمله وكلامه الصالح وضد أولاد وبنات الله الموجودين في العالم ويحاول جاهدا أن يقيم لنفسه حصونا في داخل المؤمنين والمؤمنات الذين يخدعون بإغراءاته وأضاليله , فيسقطون في شراكه . يحذرنا الوحى المقدسلا تعطوا إبليس مكانا أف 4 : 27 .

يعتبر العقل عضو التفكير والإحساس ، والقدرة على الانفعال والتفاعل مع المؤثرات الداخلية والخارجية

  1. كيف تبني الحصون؟

  1. تزاحم الأفكار

تتزاحم الأفكار في العقل . هذه فكرة عن موقف سخيف عشته اليوم أو عن أمر تود تدبيره غداً.. وذلك تصوّر عما يمكن أن يفعله معنا رئيسنا غداً.. وتلك فكرة عن موقف مهين أو خبرة سيئة مررت بها منذ فترة طويلة قفزت من الذاكرة إلى خشبة المسرح.. و هكذا تتراقص عشرات الأفكار على المسرح الذهنى كل لحظة .. منها ما هو كريه ومشوه.. وهدام ومنها ما هو منطقي.. سليم .. وبناء وتكرار ظهور الأفكار المشوهة. الهدامة .. والغير منطقية على مسرح الذهن يؤدى إلى الانفعال والتوتر النفسي المستمر .. وما يصاحبه من أعراض نفسية وجسمية (أحلام وكوابيس).

  1. المعتقدات الغير منطقية

الاضطراب النفسي الذي يعانى منه الفرد نتيجة سوء تفسيره

للأمور ، وذلك بناء على الأفكار والمعتقدات الغير منطقية والسلبية الهدامة التي يتبناها .وأن الإنسان قادر على التخلص من مشكلاته الانفعالية واضطراباته النفسية إذا تعلم أن ينمى تفكيره المنطقي إلى أقصى درجة ممكنة .. وأن يخفض من الأفكار الانهزامية ، المشوهة ، والغير منطقية , والمبالغات الانفعالية إلى أدنى درجة ممكنة .ً

  1. عدم ضبط الانفعالات

إن كل إنسان يقول لنفسه طوال الوقت – شعورياً أو لا شعورياً أفكاراًً وجملاً عن كل ما يتذكره وما يواجهه .. أو ما يتصوره من مواقف .. وبناء على ما يقوله لنفسه في حواره الذاتي.. من أن ذلك الشيء كريه وفظيعأو رائع وجميلتتكون انفعالاته وهواجسه بناء على تلك المفاهيم وبما أن التفكير يسبب ويحرّك الانفعال.. وأن مشاعر الإنسان هي نتائج عمليات تعتمد على الحكم

الفكري والتأملي .. وعلى الميل تجاه ما يتم تقديره فكرياً على أنه شيء حسن او ممتع أو مفيد بناء على ذلك .. فإن ضبط التفكير من خلال ضبط الأحاديث الداخلية ، وما يقوله الفرد لنفسه باستمرار، يؤدى إلى ضبط الانفعال والعلاج النفسي يعتمد على تعديل الأفكار والمعتقدات الهدامة والغير منطقية والتي تؤدى إلى التوتر والصراع

  1. اجترار الأفكار الهدًامة

واستمرار الفرد في اجترار مثل تلك الأفكار الهدامة والغير منطقية والخبرات الغير سارة.. وذكريات المواقف السيئة .. وجعلها كالأسطوانة المشروخة (المعلقة) التي تكرر نغمة واحدة تؤدى إلى إثارة مراكز الانفعال بصورة

متواصلة و تراكم مشاعر الضيق والقلق والاكتئاب بحيث يجد الفرد نفسه ، بعد فترة وجيزة مكتئبا قلقا حزينا بائساً .دون أن يدرى لذلك سبباً واضحاً ودون أن يعرف أن أفكاره ومعتقداته عن نفسه وعن الآخرين هي السبب فيما يعانيه .

كما أن الانفعال ليس إلا تفكيراً يحمل في طياته حكماً عقلانياً تجاه موضوع ما بأنه حسن أو سيئ.. كذلك فإن عمليات التفكير المختلفة والتصور الذهني ،

والتوقع والتنبؤ بما ستكون عليه الأشياء هي مصدر إثارة الانفعال .وأن ذلك يتم عن طريق الحوار الداخلي. والتصورات التي تدور في عقل الفرد (ما يقوله الشخص نفسه) في الشعور أو اللا شعور.

  1. الإيحاء السلبي

ويلعب كل من الإيحاء، التخيل، التصور الذهني، والتذكر دوراً هاماً فيما يدور على المسرح الذهني . قام أحد علماء النفس بإعطاء مجموعة من البشر شرابا معينا علي أنه نبيذ. بعد أن تناولوه بدأ الاعتذار عن الخطأ الذي حدث وأنه ، بسبب تشابه الزجاجات قد أخطأ فأعطاهم مستحضراً يسبب القيء وهو ذو طعم مشابه للنبيذ وبالفعل . لم تمض دقائق حتى بدأ الحاضرون في التقيؤ فالاعتقادات والتصورات التي يتبناها الفرد لها تأثير على حالته النفسية وعلى قوته وطاقاته الحيوية وإنجازه للعمل . والأفراد الذين يوحي إليهم بأنهم ضعفاء تقل قدرتهم على رفع الأثقال وأن بث أفكار بالقوة عن طريق الإيحاء أيضاً يؤدى إلى زيادة قدرتهم على رفع أثقال تزيد عن أقصى معدل لهم قبل التجربة

  1. عدم حراسة مدخل العقل

كل شيء يدخل إلينا عن طريق التفكير. ويدرك الشيطان أنه إذا استطاع أن يستأثر بفكر إنسان فأنه يجعله في عبودية سجن – سبي لمده طويلة قد تمتد إلى العمر كله. والعقل بالنسبة للشيطان هو الهدف الأول الذي يصوب نحوه سهامه. وكل إنسان يفكر –ايجابيا أو سلبيا. لا يمكن الشخص أن يفكر إيجابيا وهو يفكر سلبيا . وتأتي المشكلات نتيجة الفكر السلبي فأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء ومع السلاطين مع ولاه العالم علي الظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماوياتأف 6: 12

لأجل هذا يوصي الرسول بولس مؤمني فيلبي كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن أن كانت فضيلة وان كان مدح ففي ذلك افتكروافي 4: 8 .

ليس صراع المؤمن مع عدو مرئي بل مع قوات ظلمة متنوعه في عالم غير مرئي وهو ليس صراعا وقتيا بل هو أبدي وسيظل دائرا نهارا وليلا طول رحله الحياة. صراع مع قوات ذات سيادة متنوعة مع عدو لا يتوقف فلم يتوقف الشيطان في حربه مع المسيح( يو 4: 1-14 ، مت 4: 1- 11)

  1. سلطان المؤمن وقوته:

المؤمن ليس إنسانا عاديا بل هو قوى وجبار بأس ومتمتع بمعية وحماية وحفظ راعى الخراف العظيم الرب يسوع ولا يستطيع إبليس الاقتراب منه خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني . وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد

ولا يخطفها أحد من يدى . أبى الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبى , أنا والآب واحد يو 10 : 27 – 30. خاصة إن كان هذا المؤمن يعرف حقيقة نفسه أنه ابن لله وارث الملكوت وصاحب سلطان ونفوذ ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء لوقا 10 : 19.

  1. مسئولية المؤمن :

يعتبر المؤمنون جنودا في جيش الله , وأنهم في حرب دائمة ومعارك مستمرة مع إبليس وقواته الشريرة . ولذلك فإن هناك مسئولية كبرى هذه الأيام لا تقتصر على اتخاذ موقف الدفاع إزاء هجوم الشيطان. ولكن القيام بشن الهجوم على إبليس داخل حصونه وهدمها لتحرير الأفراد والدول الذين اقتنصهم لإرادته . وكبلهم بقيود الشر و يقودهم إلى الهلاك الأبدي لأن أجرة الخطية موت وأن النفس التي تخطئ موتا تموت

ولقد زود الرب يسوع المؤمن بالأسلحة الروحية القادرة بالله على هدم تلك الحصون , ” أن الحرب ليست لكم بل هى للرب ” . وأنه هو المحارب عنكم وأنتم تصمتون “. ونحن باسمه المبارك، نخرج وننتهر الشياطين فتهرب. وبه نصنع المعجزات . وبدمه الكريم نحتمى من جميع سهام الشرير الملتهبة , وبه نغلب وننتصر على إبليس وملائكته وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت ” (رؤ 12 : 14).

يشتمل سلاح الله الكامل على نوعين من الأسلحة بعضها للوقاية والحماية مثل خوذة الخلاص ودرع البر وترس الإيمان ومنطقة الحق ” , وبعضها للهجوم مثل سيف الروح الذي هو كلمة الله والصلاة أف 6 : 13 – 18.

  1. هدم الظنون وكل علو يرتفع ضد معرفة الله

وهذه الظنون وكل علو يرتفع ضد معرفة الله تمثل جميع الأفكار والتعاليم الغريبة الشيطانية التي شحن بها إبليس عقول عملائه . حتى يقتنعوا ويصدقوا تعاليم وعمل الضلال والأكاذيب والمعتقدات الشيطانية , والتي يطلقون عليها

اسم ديانات وعبادات . ومنها أيضا العادات والأفعال والتعاليم التي غرسها إبليس اليوم في المجتمعات عن حرية الإنسان , في أن يفعل الإنسان وأن يعيش ويحيا كما يشاء فهذه هي حياته لا يصح لأحد آخر أن يتدخل فيها . فله أن يصادق من يريد ويفعل ما يرغب . وأن يطلق العنان لشهواته . مثل المعاشرة الجنسية

بين الشباب بدون زواج . خطايا أباحها المجتمع الشرير وانتشرت كالوباء القتال . بل نجد الكثير من الكنائس تغمض عيونها عنها . رغم أن الله يراها

على حقيقتها أنها شر وبلاء .ولقد جاءت الوصية الصريحة تقول لا تزنى ومن يخالف ذلك كان يرجم بالحجارة حتى الموت .

وقال الرب يسوع من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه مت 5 : 27 قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات إنسانا زرع زرعا جيدا في حقله . وفيما الناس نيام – الكنائس والمؤمنين الذين في العالم – جاء عدوه وزرع زوانا في وسط الحنطة ومضى . فلما طلع النبات وصنع ثمرا ظهر الزوان أيضا . فجاء عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أليس زرعا جيدا زرعت في حقلك , فمن أين له زوان . فقال لهم إنسان عدو فعل هذا . فقال له العبيد أتريد أن نذهب ونجمعه . فقال لهم لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه . دعوهما ينميان كلاهما معا إلى الحصاد – نهاية العالم – وفى وقت الحصاد أقول للحصادين – وهم الملائكة اجمعوا أولا الزوان واحزموه حزما ليحرق , وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني “. (مت 13 : 24 – 30)

Comments are closed.