وبالناس المسرة

الخلاص الثمين

المسرة هي النوايا الحسنة — لجميع الناس.  في نفس اليوم الذي ولد فيه الرب يسوع، غنت: جوقة من الملائكة “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” (لوقا02: 14) هذا هو النشيد الملائكي من الحمد والثناء التقليدي –  في التراتيل وبطاقات عيد الميلاد – “السلام على الأرض، حسن النية للناس.” نشيد يستقر على، فكرة واحدة تأتي بشكل واضح. حيث أعلن الاله قبول البشر وسرً بهم – لديه “حسن النية” تجاه البشرية كلها. قد جاء يسوع ليعيد لها شريان الحياة. وقال انه جاء لأن الله – الآب والابن والروح القدس – يحبنا ويريد لنا الحياة الأفضل، وضع الله كل شيء على الخط ليفدينا ويجعلنا خليقة جديدة.
على الرغم من أن هناك العديد من الآلهة، لا تظهر أيا منها الكثير من النوايا الحسنة تجاه الإنسانية. بدلا من ذلك، يحدث العكس تماما. كانت علاقة الناس مع هذه الآلهة مبنية علي مواقف دفاعية في الخوف. والرعب
لذاتي مع بني آدم
لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ.لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ، لَمَّا

رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ، كُنْتُ عِنْدَهُ، صانعا وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ…. وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ
قال هذه الكلمات ابن الله الذي قيل عنه إنه الكلمة، والحكمة الأزلية. لقد كان الابن منذ الأزل مع الآب وفي حضنه. ساكنًا في محبته. في هذه الشركة المقدسة التي ليس لها نظير، كان ابن محبة الآب لذة دائمة لأبيه، وكان فرحًا دائمًا قدامه. كما أنه منذ الأزل كان أمامه أن يأتي يومًا إلى هذا العالم ليُعلن مجد الآب ويُظهر محبته، لأن لذَّاته مع بني آدم.
إن محبة الابن نحو بني آدم لم تتغير بدخول الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. على العكس، فخطية الإنسان والشقاء الذي جلَبته، أعطيا الفرصة لكي تكشف نعمة الله عن نفسها نحو الإنسان الخاطئ في كل غناها وملئها العجيب «حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» .
عندما كنا عبيدًا أشقياء للخطية، وكنا نرزح تحت سلطان الموت، أخذ الرب يسوع على عاتقه قضيتنا. لم يهتم بحالة الملائكة الذين سقطوا من مقامهم السامي ولكنه صار وسيطنا. وضع نفسه وتسربل بلباس الطبيعة الإنسانية، ولكن بلا خطية حتى يتمكَّن من رفعنا إلى الأمجاد السماوية.
أراد أن يكون إنسانًا مثل أولئك الذين اتجهت إليهم لذَّته، ولكن بلا خطية.. حقًا إن «لذَّاته مع بني آدم».

محبة الله الباذلة لبني آدم هي محبة العطاء بلا حدود ، يعرفها الآباء والأمهات ، كما يعرفها المحبون والفنانون والمواطنون اجمعين، فها نحن نرى الأم تقارب الموت لتلد جنينها بآلام مضنية وما ان تلده حتى  تبتهج به ، وترضعه بحنانها وتصونه لينمو ويكبر ، ونرى الأب وهو يكدح بالمشقات مجتازاً كل الصعاب بإصرار ليؤمن القوت والملبس والمأوى لعائلته، ليجنبها العوز والحرمان، وماذا نقول عن محبة الله انها قوية كالموت ، كيف يتوق المُحِب للقاء حبيبه وكيف تهون كل عقبة تعترض تلك المحبة وتلك العواطف الجيّاشة ، أما عن حب الوطن القتال فهو ينبض في عروق مواطنيه الأوفياء حتى يبذل الجنود الشجعان دمائهم بسخاء دفاعاً عن وطنهم الغالي عليهم ، وهكذا  يضع المحب حياته مضحياً براحته وأفضل أوقاته وطاقاته بلا حساب في سبيل حبه الجميل الفريد المعبر عنه .لقد خلق الله الإنسان على صورته ومحبة الله للإنسان تشمل وتفوق كل أنواع المحبة البشرية هذه مجتمعة معاً.

Comments are closed.