الكنيسة في العالم العبري

ضياء الفاهمين

الكنيسة في العالم العبري

“فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ.” (أع 8: 4)

عندما صلب الرب يسوع، اشترط الحاكم الروماني، بيلاطس البنطي، أن تكتب عبارة “هذا يسوع، ملك اليهود”، على صليبه بثلاث لغات: العبرية واليونانية واللاتينية. مثلت هذه اللغات الثلاث العوالم الثلاثة التي حمل فيها المسيحيون الأوائل رسالتهم عن المخلص المصلوب والمرتفع.

كان يسوع يهوديا، كما كان أعظم مترجم له، الرسول بولس. كتب بولس إلي تلميذه الشاب، تيموثاوس كيف أنه، منذ طفوليته  كان يعرف الكتب المقدسة التي تعلم من خلالها طريق الخلاص، كان يشير، بالطبع، إلى الكتب المقدسة العبرية، التي اعتبرها المسيحيون كلمة الله الملهمة التي تحققت في يسوع المسيح. كان الإبقاء على العهد القديم ككناية مسيحية أحد أهم القرارات التي اتخذتها الكنيسة في وقت مبكر. قبل كل شيء، كان هذا يعني أن إله الخليقة، إله العهد، إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، لم يكن سوى إله وآب المسيح، يسوع.

بدأت الكنيسة من الإرسالية الكبرى التي أعلنت بقيامة المسيح عام 33م وانتهت مع موت أخر الرسل وهو الرسول يوحنا عام  100م. انطلق الرسل من أورشليم وأخذوا يؤسسون كنائس في مناطق حوض البحر المتوسط. واهمية هذه الفترة أن كل شخصياتها هم رسل عايشوا المسيح بشكل مباشر. ونقرأ عن أحداث العصر الرسولي في سفر الأعمال. يعتقد معظم المؤرخون أن أتباع المسيح الأولين كانوا يهودا يؤمنون بقرب نهاية العالم عاشوا خلال فترة الهيكل الثانية المتأخرة. وكان المؤمنون الأوائل من اليهود. أما الرسول بولس فكان رسول الامم الغير يهود. لهذا، عمل بولس على إقناع قادة الكنيسة في أورشليم على السماح للأمم بعدم تطبيق الشعائر اليهودية التي تخالف قيم مجتمعهم، مثل الختان، وذلك في مجمع أورشليم الذي انعقد عام 50م.

وتخلى القادة المسيحيون عن أورشليم كمركز للديانة عقب تدمير الهيكل عام 70م خلال الحرب اليهودية الرومانية وانتقلوا إلى قيصرية التي أصبحت مركزا للبطاركة. وفي القرن الثاني، أصبحت المسيحية دينا للأمم وانتشرت في مناطق الإمبراطورية الرومانية وما بعدها.

 

 

Comments are closed.