يوم الحب- يوم فالنتين

سيمفونية العازفين

يوم الحب- يوم فالنتين

يحتفل الناس في كل أنحاء العالم بيوم الحب في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام. ويعتبر هذا هو اليوم الذي يُعبِّر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم.

وڤالنتين هو اسم أحد الشهداء في بداية ظهور المسيحية، بعد ذلك، أصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب.. ويرتبط هذا اليوم أشد الارتباط بتبادل رسائل الحب الموجزة التي تأخذ شكل «بطاقات عيد الحب». وتتضمن رموز الاحتفال بعيد الحب في العصر الحديث رسومات على شكل قلب وطيور الحمام وكيوبيد ملاك الحب ذي الجناحين.

محبة الله «اللهَ بَين مَحَبَّتَهُ لَنَا» (رو 8: 5).

صور المحبة البشرية كثيرة ومنها محبة الأم لأولادها، والجندي لوطنه، والممرضة لمرضاها. لكن هذه المحبة رغم ما فيها من روعة وجمال وعاطفة وتضحية لا تضاهي محبة الله للبشر ولا تقاس أو تقارن بها، لأن الفرق بينها وبين المحبة الإلهية هو كالفرق بين الدلو والمحيط وكالفرق بين الشمعة والشمس، وكالفرق بين الإنسان والله، لذلك دعونا نعود إلى مصدر الحب الحقيقي “وَلكِنَّ اللهَ بَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المسيحُ لأَجْلِنَا ” (رو 8: 5).

صفات محبة الله

1 – محبة ظاهرة.

“اللهَ بَيًن مَحَبَّتَهُ لَنَا”. لم تبق تلك المحبة مستورة بل بيّنها لنا في ملء الزمان. في مجيء المسيح كإنسان. ويتضح هذا من أقوال السيد المسيح وأمثاله وأفعاله.

في حديثه مع نيقوديموس قال يسوع لهذا المعلم: “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ”.

وفي موعظته على الجبل قال عن الآب أنه «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّا لحيِنَ، ويمطر على الأَبْرَارِ وَالظَّالمين.»

محبة ظاهرة: في أمثال يسوع. حين حدثنا عن الخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال.

2 محبة طاهرة.

«لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المسيح لأَجْلِنَا». محبة الله للإنسان في حالته الردية هي خير دليل على سمو وطهارة حبه. إن محبة الإنسان مشوبة بالنقص والضعف والتقلب والغايات والمصالح الشخصية والميول الجسدية. أما محبة الله فهي لخير المحبوب ليس إلا. قال يوحنا الرسول «اللهَ مَحَبَّةٌ.»

3- محبة قاهرة.

لم تستطع عروس النشيد أن تعبِّر عن قوة هذه المحبة القاهرة فصاحت: “اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ المحبة قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ. مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ المحبة ” (نش 6: 7-8)

4- محبة باهرة.

“مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا”. تقول الأساطير إن البطل «أطلس» حُكم عليه بأن يحمل السماء على كتفيه.

أما المسيح فقد حمل ما هو أثقل من ذلك بكثير. حمل خطايا العالم أجمع، مع العلم أنه لم يقترف إثمًا ولا ذنبًا. إنه ابن الله الذي به كان كل شيء وبه يقوم الكل وله الكل وهو الذي تنبأ عنه الأنبياء وشهد له الأتقياء وبشر بتجسده الملاك ورنمت عند ولادته جند السماء. يسوع هذا هو الذي مات من أجلنا. “لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ”. لم يرسل الله ملاكًا كميخائيل أو جبرائيل بل أرسل عمانوئيل. فكانت كلفة المحبة غالية وعالية. محبة الله باهرة لا في كلفتها فحسب بل أيضًا في كفايتها. وعليه فإن عمل المسيح على الصليب لا يحتاج إلى تكميل أو تعديل أو تبديل. إنه عمل كل شيء وكان البادئ في المحبة ولم يطلب منا سوى أن نبادله حبًا بحب. وتتم المبادلة بتسليم القلب له. فنقول “نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً” (1يو4: 17).

5- محبة ساهرة. “عَيْنَا الرَّبِّ إِلهِكَ عَلَيْهَا دَائِمًا مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ إِلَى آخِرِهَا ” (تث 12: 11). الرب ساهر ومعتنٍ بنا عينه علينا.

 

Comments are closed.