صرخة من أعماق الجحيم

الحق المبين

فَإِنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتِ الْقَبُولِ اسْتَجَبْتُ لَكَ، وَفِي يَوْمِ الْخَلاَصِ أَعَنْتُكَ». وَالآنَ هُوَ وَقْتُ الْقَبُولِ. الْيَوْمُ يَوْمُ الْخَلاَصِ!”

.2 كو 6 : 2

هي صرخة دوّت في أعماق الجحيم تهيب ببني آدم الذين على قيد الحياة الى الانتباه واتخاذ الحيطة ,

يا ساكني الأرض .

من أعماق الجحيم اناديكم . من أعماق الظلمة، من أعماق الشقاء،

من أعماق اليأس أصرخ اليكم منبهاً ومنذراً. المكان مرعب جدا،

مكان لا شبيه له في الدنيا. لقد اكتنفنا ليل ابدي لا يبزغ بعده فجر.

في هذا الظلام الدامس أطبق جفنيَّ لعلي أستمتع بقسط من النوم.

كيف انام على هذا الفراش الملتهب، المستعر؟

كتب على ان اسهد الى الابد .بالهول المصير !

لست أدري كيف جئت الى هذا المكان .

كنت في العالم ألهو، اسرح وامرح.

وكنت أهرب من شبح الجحيم لكي لا أراه.

سرت في طريقي هادئ البال، غير مكترث.

وفي لحظة من الزمن أغمضت عيناي وفتحتها

فاذ بذاك العالم الفاني قد توارى سريعا عن ناظري ـ

فرأيت ارواح الآدميين ورسل الجحيم تتراقص حولي.

لقد وقعت بين مخالب الجحيم الفولاذية ولن استطيع ان أنجو !

لا اقدر ان اصف لكم ما يجول في خاطري وانا أغوص في بحيرة النار

تتضارب في صدري عوامل عدة مزيج من الحزن والألم ، الحسرة والندم

من حولي نار تستعر، وفي صدري براكين تثور، وأنا اقضي هنا الأبد الذي لا ينقضي !

أبدية لا ينتهي .

ألا حد لهذا العذاب ؟ ليست هناك ميتة اخرى تضع حدا للمعاناة

الموت قد فارقنا أين نجده ؟ اللهم رحمتك !! ولكن اين الرحمة ؟

ان هذا ليس مكان الرحمة ها انا أغوص تحت ثقل خطاياي ،

أغوص الى حيث لا أعرف قراراً تحت هذا الحمل الثقيل .

بالأمس كنت منعدم الحس ، اما اليوم فكلي احساس وشعور .

بالأمس كنت أعمى بالأمس كنت اهزأ واليوم ابكي دماً أحمر .

صراخ يصم الأذان :

ويلً! ويل طويلً نم يا ضميري قليلاً لكنه لن ينام بعد .

لقد نام على الأرض طويلاً وها هو قد استيقظ يقظته الأبدية .

وهو يصرخ بأعلى صوته : ” يا لك من شخص تافه أحمق غبي

لقد اخمدت صوتي على الأرض في ملذاتك العابرة وأهواءك الفاسدة

رفضت صوت النصح والارشاد فحق عليك الآن ان تسمع صوت المعاناة ً .تسمع صوتا مجلجلاً في داخلك يطالب بالانتقام والعذاب الذي تستحقه .الويل ثم الويل ثم الويل .

أرى حولي نفوساً من مختلف الطبقات والمراكز والأجناس:

أرى ملوكاً وأمراءَ ، رؤساءَ ، اشرافاً ، قادة وجبابرة بأس

أرى نفوساً من ذوي الجمال والأدب ممن لقيت المديح الملق ،

أري جماعات صارت طعما للنار التي لا تفرق بين بشر وبشر.

أرى اصحاب المذاهب الذين لم يؤمنوا بشهادة يسوع المسيح .

أرى رجال الدين الذين خدعوا البشر بإعطائهم رجاءً مضلا كاذباً

أري الذين ظنوا ان الله يتساهل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم خادعين

أرى مبتدعين بدعاً واضاليل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم مضلِّين

.أرى اغنياء عراة لا يجدون نقطة ماء يبردون بها لهيبهم المستعر.

أرى اصحاب اللهو والطرب يرقصون، رقصة الطير المذبوح

أسمع نفوساً تستنزل اللعنة على غيرها لأنها كانت سبب شقائها

اسمع ابناً يسب اباه، وأخاً يلعن اخاه ، زوجا يضجر من زوجته

أسمع أماً تشتم ولدها. لا نعرف غير لغة اللعنة المرَّة

.والآن ها انا أغوص في أعمق الاعماق فلا ارى شيئاً “.

ما عساك ان تقول عن هذا البلاغ الخطير المؤلم ؟

لو تسنى لنفوس الجحيم الاتصال بنا لاستمعنا الأكثر

. محبة الله غير المحدودة

ولكن محبة الله الشديدة تناديك أن لا تذهب الى الجحيم .

هوذا الله الأبدي يحبك ، ان الله العظيم يحبك أنت بالذات

. تعال إليه

Comments are closed.