” غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وبالأكثر على قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ” (عب 10: 25)
تاريخ الرسالة:
كتبت بين عامي 64-69 م. فالرسالة لا تشير إلى تدمير الهيكل في أورشليم عام 70 م، ولكنها تشير إلى عادات عبرية في العهد القديم (عب 10: 1–2، 11). قد أرسلت إلى مؤمنين يهود في روما.
كهنوت السيد المسيح:
توضح الرسالة الخدمة الكهنوتية للمسيح. الرب يسوع هو ابن الله – إنسان كاملا، ” فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ”. (عبرانيين 4: 14-16). يتفوق كهنوت الرب يسوع على كهنوت هارون في العهد القديم، لأننا من خلال الرب يسوع فقط ننال الخلاص (5: 1-9). علاوة على ذلك، أصبح يسوع رئيس كهنة دائم وكامل، متجاوزًا جميع الكهنة الآخرين بتقديم نفسه كذبيحة بلا خطيئة من أجل الخطايا (٧: ٢٤-٢٦؛ ٩: ٢٨).
الأفضل في العبرانيين:
تظهر الرسالة أن شخصًا واحدًا فقط يستحق أن يحتل المرتبة الأولى في حياتنا فالرب يسوع هو
- الاسم الأفضل: “صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ. ” (عب 1: 4)
- الحياة الأفضل: ” أُمُورًا أَفْضَلَ، وَمُخْتَصَّةً بِالْخَلاَصِ.” (عب 6: 9)
- الرجاء الأفضل ” إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.” (عب 7: 19)
- الذبيحة الأفضل: ” فَكَانَ يَلْزَمُ أَنَّ أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهذِهِ، وَأَمَّا السَّمَاوِيَّاتُ عَيْنُهَا، فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هذِهِ. لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ، هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.” (عب 9: 23 -28)
- الميراث الأفضل في السماء لمن يؤمنون به: ” عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا.” (عبرانيين 10: 34). حقا الرب يسوع هو الأفضل.
الطريق الأفضل:
أظهر كاتب الرسالة إلى المؤمنين اليهود أنهم على الرغم من أنهم واجهوا المعاناة، بشكل خاص تحت اضطهاد نيرون وكانوا يفكرون في العودة إلى ناموس موسى. إلا أنهم في الحقيقة يتبعون طريقًا أفضل. . . وعليهم المثابرة.. وحفظ الإيمان لأنه بدون الإيمان لا يمكنهم رؤية الله والراحة إلي عمله المنتهي. ويكشف لنا الاصحاح 11 أنه تم الاعتراف فقط بإيمان قديسي العهد القديم لأنه فقط بالإيمان يقبلون المواعيد.
