ازدواجية

طول السنين




” كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، تَبْدُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً، وَلَكِنَّكُمْ مِنَ الدَّاخِلِ مُمْتَلِئُونَ بِالرِّيَاءِ وَالْفِسْقِ!”مت 23: 28

تناقض السلوك

هناك اشخاص يعيشون في ازدواجية ويخيل إلينا أن الشخص الواحد له شخصيتان أو أكثر ، نطلق عليه شخص ذي وجهين أو شخص له وجه زائف بسبب ما يفعله الشخص من كذب ونفاق ورياء وتظاهر “وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا”( أف4 : 20)

توفيق أم تلفيق؟

هل نحاول أن نتوافق مع وضعنا الخاص كمؤمنين في المجتمع أم نحاول مسك العصا من النصف والفبركة ؟

يتصف المسيحي بالبساطة، الشفافية ، حب الخير والسلوك بمقتضي مثل عليا، تنبع من الداخل إلي الخارج . بالإيثار ليس الإثرة، التضحية وليست الأنانية . أما الحقد، الكراهية فهما من سمات الشخصية متعددة الزوايا.

ازدواجية خطيرة

كان د. جيكل شخصا مرموقا في الخمسين من العمر مبتسم دائما يصنع الخير للجميع. لكنه من الحين إلي الأخر كان يشعر أنه يجتاز معركة داخلية بين الخير والشر. ابتكر عقارا طبيا ليساعده علي السيطرة علي الصراع الداخلي. بعد أن قضي وقتا طويلا في قمع الرغبات الشريرة التي لا تتلاءم مع قامته العملاقة و بعد عدة محاولات في قمع رغباته الشريرة تحول جيكل إلي شخص قاس شرير أطلق علي نفسه مستر إدوارد هايد. بهذا القناع صار هناك شخصان، دكتور جيكل الشخص المحبوب ،ذا الصيت الحسن و مستر هايد الشخص البغيض الغامض. بمرور الوقت تزايدت شخصية هايد داخله و قويت شخصية هايد علي شخصية جيكل . صار هايد يقترف أفعالا لا تتناسب مع جيكل. يتناول العقار ليلا ويخرج إلي بيوت الدعارة والموبقات حتي تحول إلي قاتل واقترف جريمة قتل مستر دانفر بدون أسباب واضحة. وأشتهر في المدينة أنه يوجد شخص خارج علي القانون يدعي هايد. تم التعرف عليه من قبل السلطات واكتشفت الشرطة أن جيكل وهايد هما وجهان لشخص واحد.

انحصار أم جريمة؟

قضي دواغ الأدومي أحد عبيد شاول الملك وقتا طويلا محصورا أمام الرب (اصم 21: 7) كشخص روحي .

في الإصحاح التالي “قال الملك لدواغ دور أنت وقع بالكهنة ودار دواغ الأدومي ووقع هو بالكهنة وقتل في ذلك اليوم 85 من لابسي أفود كتان” (1صم 22: 18

كيف يتفق النص الأول “محصورا في الرب” مع ما ورد في النص الثاني ” قتل كهنة الرب” إنها ازدواجية

تجديد الذهن

“لاَ تَتَكَيَّفُوا مَعَ هَذَا الْعَالَمِ، بَلْ تَغَيَّرُوا بِتَجْدِيدِ الذِّهْنِ، لِتُمَيِّزُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَقْبُولَةُ الْكَامِلَةُ.”

رو 12 : 2

الذهن هو جزء في الكيان الإنساني مسئول عن التفكير والفهم والإدراك والتذكُّر والخيال. وهو يقوم بهذه الوظائف طبقًا لِما اختزنه في داخله من مبادئ أو أفكار.

الذهن مثل الكمبيوتر، إذا أدخلنا إليه بيانات صحيحة، سنحصل منه على معلومات صحيحة تساعد في القرارات والاختيارات

لقد طلب الرسول من المؤمنين “ولا يُشاكلوا هذا الدهر” أي لا يتأثّروا بمبادئ العالم ولا يُجاروه. وأخيرًا أن يتغيروا عن شكلهم بتجديد أذهانهم. والتغيير يبدأ من الداخل، وينعكس على الخارج . فأنا كإنسان طبيعي، لا أستطيع أن أختبر ما هي إرادة الله. لهذا، أحتاج كمؤمن أن أخلع الإنسان العتيق الفاسد، وألبس الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق. هذا الجديد يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه ( كو 3 10 )

أنواع الذهن؟

  1. .قبل الإيمان كان الذهن تحت سيطرة الشيطان ويحوي مبادئ وتعاليم فاسدة، “الذهن الفاسد (1تي6: 5 )
  2. . وبسبب غباء الطبيعة في قبول الحق، يُسمَّى “الذهن الغليظ (2كو3: 14).
  3. وبفعل إله هذا الدهر، يصبح الذهن أعمى (2كور4: 4).
  4. ولأنه يحوي مبادئ جسدية، يُسمَّى “ذهن جسدي (كو2: 18).
  5. وبسبب تفاهة وبُطلان الأفكار العالمية التي تشغله، يُسمَّـى “ذهـن باطـل (فارغ)” (أف4: 17).
  6. وعندما يستسلم الإنسان لغرائزه ويسلك طريق العصيان، فإن الله يسلمه إلى “ذهن مرفوض” رو1: 28
  7. تُعيد تشكيل هذا الذهن، ويصبح ذهنًا جديدً. وهذا الذهن الجديد يحتاج أن ينمو إلى الكمال (1كو14: 20)،
  8. وأن يتجدد (رو12: 2)،
  9. وأن يُنهَـض بالتذكـرة (2بط3: 1)،
  10. وأن يُمنّطَــق بالحــق (1بط1: 13 )

إن تجديد الذهن هو عملية إسقاط لكل الأفكار والمبادئ القديمة الشيطانية والعالمية والجسدية التي يحتويها الذهن. وبذلك يصبح الذهن نقيً. ثم تدخل إليه أفكار ومبادئ إلهية جديدة من كلمة الله، يبدأ على أساسها الذهن في ممارسة وظائفه في الاختيارات والقرارات. وهذه العملية تتم ونحن في محضر الرب وأمام كلمته، حيث يزرع أفكاره فينا ويكتب نواميسه في أذهاننا. .

تختلف نظرتنا للأمور، سنتعلم عن صفات الله وعن أنفسنا. سنعرف ما هو وقتي، وما هو أبدي. ستتغير نظرتنا للحياة، وللنجاح، ولإخوتنا، وللاجتماعات… إلخ. وحتى نظرتنا للألم والحرمان، وردود أفعالنا ستختلف. وكل ذلك طبقًا لِما تعلّمناه من كلمة الله، وما اختزنه الذهن من أفكار إلهية جديدة. وهذا سيجعلنا أكثر قدرة على اختبار

إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.

لكي نحقق قصد الله علينا أن نخلع أسلوب التفكير العالمي المخادع الباطل و أفعاله الزائفة. ونسمح للحق الإلهي أن ينير عقولنا، وقلوبنا حتي تتشكل نفوسنا و تكون مطابقة مع الحق. أن نسمح لحق الله أن يتخلل كل مجال في حياتنا ، نصير بصدق تلاميذ المسيح. المسيحية هي دين القلب والعقل (اف4: 17: 24 ) ، (رومية 12: 2-3) في أفسس يضع بولس مقارنة بين الإنسان القديم والإنسان الجديد. في رومية يطلب منا تجديد الذهن، ليس أخلاقيا فقط لكن في أسلوب التفكير ذاته ولا نكون كالأمم الذين أظلم فكرهم وأصبحوا جهلاء. سطع الحق الإلهي في قلوب البعض نظير إسحاق نيوتن، بسكال، موري، فصاروا من أرباب التفكير المستنير أنار الحق قلوب رجال الساسة فوضعوا أسس الحقوق البشرية في كل مجالات الحياة . قال فرانسيس شوفير أن حضارتنا قسمت العالم إلي قسمية :الحق العلمي والحق الكتابي . ، مما يؤسف له أن انخرط كثير من المسيحين في الحق العلمي ، التاريخ والرياضيات والعلوم . لكننا نري أن المؤمنين الذين حصلوا علي درجات علمية مرموقة دفعهم إلي ذلك حق المسيح داخلهم. يبدأ الحق وينتهي بالله الخالق. الحق بالكامل هو حق الله سواء في الرياضة، العلوم ، التاريخ والفلسفة. يقول الحكيم رأس الحكمة مخافة الله. كان يطلق علي المعلمين من الكتبة الحكماء و نحن نعتبر أن المهندسين ورجال العمارة والفنون من الحكماء

وَلْيَتَقَدَّمْ كُلُّ صَانِعٍ مَاهِرٍ بَيْنَكُمْ لِتَنْفِيذِ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ:(خروج 35: 10) المقصود هو تجديد اسلوب الحياة من خلال كلمة الله . لقد أعطانا الله إ الطريق الصحيح. الكتاب المقدس هو المجهر الذي نري به ونفسر سلوك العالم. ويشمل تجديد الذهن تجديد العقل والقلب

Comments are closed.