حكم إبيمالك

طول السنين




من ثمارهم تعرفونهم :أيجتني من الشوك عنبا أو من الحسك( العوسج) تينا) مت 16:7)

تَحْتَ عِبْءِ ثَلاَثَةٍ تَقْشَعِرُّ الأَرْضُ، وَتَحْتَ أَرْبَعَةٍ تَنُوءُ.  تَحْتَ عَبْدٍ إِذَا صَارَ مَلِكاً، وَأَحْمَقَ إِذَا شَبِعَ،

وَامْرَأَةٍ كَرِيهَةٍ إِذَا تَزَوَّجَتْ، وَأَمَةٍ إِذَا وَرِثَتْ مَوْلاَتَهَا. ( أم 30 : 21 – 23 )

ذُكر الأصحاح الخامس من سفر القضاة العوسج في معرض حكاية رمزية قصًها يوثام عن اختيار الأشجار العوسج ملكا لهم، وقصد بها الإشارة إلى الأصل الوضيع لابيمالك الذي كان فاختير ملكا (قاضيا) وهو ابن جارية جدعون

قض 9: 14-15 .

نبات العوسج

العوسج  شجيرة شوكية معمُرة يصل ارتفاعها إلى حوالي مترين.  شجرة العوسج خشبية متفرعة بفروع متعرجة ومتداخلة. ذات لون أخضر يميل إلى الصفرة، بها أشواك حادة سامة  تخرج في الجانب المقابل لمجموعة الأوراق وهي جرسية الشكل .وعرف العوسج بعنب الذيب، (قض 9 :7 –  21  )

مثل حكم الأشجار

ذكر يوثام  بن جدعون مثل الاشجار لأهل شكيم ليوصل لهم المعلومة ويقرًبها لقلوبهم

قال قررت الاشجار ان تقيم عليها ملكا فعرضوا الملك علي شجرة الزيتون فرفضت شجرة الزيتون الملك قائلة انها لن تضحي بدهنها الطيب ذي المنافع العديدة من اضاءة السرج وصنع دهن المسحة واضافتة لأطعمة شهية ,فهي لن تترك كل هذا لكي تستعيض عنه بعظمة زائلة

قصة رمزية:توجهت الاشجار الي   شجرة الزيتون فرفضت لأن حبها للخدمة  أهم من حبها للرئاسة الذي وراءه الكبرياء والتسلط كما فعل أبيمالك

:توجهت الاشجار الي شجرة اخري نافعة هي شجرة التين وعرضت عليها ان تملك علي بقية الاشجار فرفضت ايضا لأنها ليست علي استعداد لتترك خدمتها للناس بمنحهم الثمر الطيب اللذيذ الطعم لكي تتباهي بعظمة الملك الزائفة

  1. نفس العرض تقدمت به الاشجار للكرمة واجابت بنفس الرد المشابه للأشجار النافعة الأخرى وهو انها لن تترك عصير العنب الذي يفرح قلوب الناس ويسكب علي الذبائح فيسر به الله ويرضي علي مقدميها

عندما لم تجد الاشجار استجابة من الاشجار النافعة اضطرت لعرض الملك علي شجرة لا تعطي ثمرا ولا ظلالا وكلها شوك وهي شجرة العوسج التي كانوا يستخدموا شوكها في الوقود لأنه سريع الاشتعال
كان العوسج يعلم برفض الاشجار الأخرى للملك ويعلم ان اللجوء اليه لم يكن لجدارته لذلك تحدي الاشجار الأخرى بانهم لو كانوا فعلا يريدونه ملكا عليهم فليأتوا ويحتموا بظله. قال هذا وهو يعلم انه ليس له ظل لتتظلل به الاشجار, واضاف انهم لن يقدروا ان يحتموا بظله   لعدم نفع العوسج لها ستنقلب عليه وهو سيقابل انقلابها بالعنف اذ ستخرج النار منه لتحرقها

  1. أشار يوثام بهذا المثل  بأن الاشجار النافعة هم اولاد جدعون الذين اغتالهم ابيمالك
  2. وأشار بالعوسج الي ابيمالك الشرير مبينا حماقة اهل شكيم في الالتفاف حوله وتنصيبه ملكا عليهم   .  ابيمالك ابن الجارية هو العوسج العاجز عن خدمة غيره لان ليس له ظل بل علي العكس يؤذي من حوله بأشواكه ويحترق بسهولة ,فيحرق من حوله الذين هم أهل شكيم المؤيدين له .6. يؤذي الاختيار السيء للقائد الشعب والقائد معا. ارتكب اهل الشكيم خطأين كبيرين :الاول تمليكهم ابيمالك والثاني عدم الوفاء وحفظ الجميل لجدعون وأبنائه فوبخهم يوثام في صيغة تساؤل واجاب عليه في نهاية خطابه
  3. سأل يوثام هل كان تمليك ابيمالك عادلا وتم بناء علي كفاءة وجدوها فيه

وسألهم ان كانوا بتصرفهم هذا قد حفظوا الجميل الذي فعله لهم جدعون؟

وذكرهم بما فعله جدعون بغرض انقاذهم  من بطش أعدائهم المديانيين,

  1. لم يعترض أهل شكيم علي أفعال أبيمالك بقتله إخوته السبعين ابناء جدعون ولم يوبخوه علي عمله الشرير بل جاملوه وبايعوه ملكا وهو ليس ابنا من زوجة حرة ولكنه ابن الجارية وبذلك لا يكون له الحق في ان يرث ابيه لا في المال ولا في السلطة.
  2. أظهر يوثام تحقيره الشديد لفعل أهل الشكيم مع جدعون وأهل بيته بأسلوب فيه استخفاف بتصرفهم ,اذ يقول لهم ان ما قاموا به من عمل نحو بيت جدعون ان كان عملا عادلا فهنيئا لهم ابيمالك ملكا.وان لم يكن عملا عادلا بل عملا ظالما كما هو الحال فعلا فسينقلب عملهم عليهم وستشعل نار النزاع والحروب بينهم وبين أبيمالك فسيموت منهم الكثيرون ويموت ابيمالك ايضا..

10.”فَأَلْقَتِ امْرَأَةٌ حَجَرَ رَحَى عَلَى رَأْسِهِ ( أبيمالك)فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَه. 54 فَاسْتَدْعَى عَلَى التَّوِّ حَامِلَ سِلاَحِهِ وَقَالَ لَهُ: «اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي لِئَلاَّ يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ». فَطَعَنَهُ بِالسَّيْفِ فَمَاتَ.55 فَلَمَّا رَأَى رِجَالُ أَبِيمَالِكَ أَنَّ قَائِدَهُمْ قَدْ مَاتَ انْصَرَفَ كُلٌّ مِنْهُمْ إِلَى مَكَانِهِ.56 وَهَكَذَا عَاقَبَ اللهُ أَبِيمَالِكَ عَلَى جَرِيمَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا بِحَقِّ أَبِيهِ حِينَ قَتَلَ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ.57 وَكَذِلكَ رَدَّ اللهُ شَرَّ أَهْلِ شَكِيمَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَبِذَلِكَ تَحَقَّقَتْ لَعْنَةُ يُوثَامَ بْنِ يَرُبَّعَلَ.” (قض 9 : 55 -56)  وقد تحقق بالفعل ما قاله يوثام

القائد والدكتاتور

  1. يسعي الدكتاتور بكل وسيلة لكي يبقي في السلطة مدي الحياة
  2. يسعي القائد بكل وسيلة إلي العمل الدؤوب لأجل إسعاد الشعب
  3. القيادة هي دعوة نبيلة والدكتاتورية هي إرهاب وطغيان
  4. يميًز الشعب وحده بين القائد و الدكتاتور، بين المعاملة الادمية والإرهاب الوحشي
  5. بينما يكون اهتمام القائد تحقيق مطالب الشعب يسعي الدكتاتور إلي تحقيق مطالبه الخاصة
  6. يحارب القائد الظلم بينما ينشر الدكتاتور شتي أنواع المظالم
  7. يحمي القائد الشخص الضعيف، والعاجز بينما يزيدهما الدكتاتور ظلما
  8. يوحًد القائد الشعب بينما يخلق الدكتاتور الانقسامات الرهيبة
  9. يطوًر القائد الشعب بينما يمزقهم الدكتاتور
  10. يطمئن القائد الشعب بينما يرعبهم الدكتاتور
  11. يثق الشعب في القائد بينما ينتزع الدكتاتور الثقة منهم
  12. يتعلم القائد من الاخرين بينما يحطم الدكتاتور كل من هم ليسوا أتباعه
  13. يذكر التاريخ القادة العادلين بمنجزاتهم ويذكر الطغاة بالمآسي
  14. القائد أدمي عاقل والدكتاتور وحش مفترس
  15. كل ديكتاتور عدو للحرية وخصم للقانون
  16. يتمسك كل دكتاتور بكرسي الحكم إلي العشر الدقائق الأخيرة
  17. يرتقي كل دكتاتور سلم الحرية إلي الحكم وسرعان ما يقمع الحريات

لا يستطيع أي دكتاتور أن يقمع الشعب السلمي بالقوة أو بالسلاح إلي الأبد

.  لا توجد قوة في الكون أعظم من قوة شعب يسعي إلي الحرية

  1. لا تستطيع الحكومات، الطغاة أو الجيوش الوقوف أمام قوة شعب يسعي إلي الحرية

Comments are closed.