الجسر

نور الفاهمين




“ “إذا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ”2كو5: 18

.

كان الاخوان متحابين، يعيشان في توافق تام بمزرعتهما، يزرعان معا ويحصدان معا. كل شيء مشترك بينهما،

جاء يوم اندلع الخلاف بينهما. بدأ بسوء تفاهم بسيط، لكن  رويدا، رويدا اتسعت الهوة واحتد النقاش. تبعه صمت استمر عدة اسابيع.

ذات يوم طرق شخص ما  باب الاخ الاكبر، كان عاملا ماهرا يبحث عن عمل. نعم اجابه الاخ الاكبر “لدي عمل لك” هل تري الجانب الاخر من الترعة،  حيث يقطن اخي، لقد اساء إلي وسبب لي الالام وانقطع الحوار بيننا.

اريد ان اثبت له أنني قادر علي الانتقام منه.

هل تري قطع الحجارة التي بجوار المنزل. اريدك ان تبني سورا مرتفعا

لآني لا اريد أن اراه ثانيا.

اجابه العامل  قد فهمت الامر. اعطي الاخ الاكبر العامل الادوات اللازمة للعمل. ثم سافر تاركا إياه لمدة اسبوع كامل.

عند عودته من المدينة وجد ان العامل بدلا من ان يبني سورا بني جسرا .

في تلك اللحظة خرج الاخ الاصغر من منزله وجري صوب اخيه قائلا

“يا لك من اخ رائع تبني جسرا بيننا رغم كل ما بدا . انني فخور بك .”

بينما كان الاخوان يحتفلان بالصلح، اخذ العامل يجمع الادوات استعدادا للرحيل، قال له الاخوان في صوت واحد “لا تذهب انتظر يوجد هنا لك

عمل لكنه اجابهما “كنت اريد البقاء معكما لكنني ذاهب لبناء جسور اخري”.

فلنكن ينائين جسورا  بين الناس ولا نبني اسوار تفرق بينهم

فلنكن الرجال والنساء الذين يعملون للسلام والوحدة بين الناس.

ليبارككم الله علي كل الجسور التي تشيدونها

Comments are closed.