باسيليوس الكبير

ضياء الفاهمين

باسيليوس الكبير (329 – 379)

من أهم علماء اللاهوت

كان باسيليوس الكبير أسقف يوناني في آسيا الصغرى (تركيا حاليًا). يعتبر من أهم علماء اللاهوت، وكان يدعم العقيدة النيقية وعارض كل الهرطقات التي ظهرت في ذلك الوقت، حيث حارب الآريوسية، وأتباع أبوليناريوس. إن قدرة باسيليوس على تحقيق التوازن بين معتقداته الدينية وعلاقاته السياسية جعلت منه مناصرًا قويًا للعقيدية النيقية.

ولد في قيصرية، في اسرة ثرية ومتدينة. لقد تسمى باسم ابيه باسيليوس. وكان اخوته غريغوريوس أسقف نيصص، وبطرس أسقف سبسطية والقديسة مكرينا. ففي هذه البيئة اعد الله باسيليوس ليكون منارة. وبعثه أبوه الى القسطنطينية فدرس الخطابة والفلسفة، ثم الى آثينا حيث انكب على الدرس وامتاز بين اقرانه. وهناك التقى بالقديس غريغوريوس النزينزي.

 

اشتهر باسيليوس باهتمامه بالفقراء والمحرومين. وضع باسيليوس أساس حياة الرهبنة، التي تقوم على خدمة المجتمع، والصلاة، والعمل اليدوي. وبالإضافة إلى ذلك، اشترك باسيليوس مع باخوميوس في أنه يعتبر أبو الرهبنة في المسيحية الشرقية. كما يعتبر باسيليوس قديسًا حسب الكنيسة الشرقية والغربية.

وجد باسيليوس في الكتاب المقدس نوراً مميزا، وقرر أن يحتذيِ بالنساك المعروفين، فزار مصر وسوريا وأنطاكية وبلاد ما بين النهرين وعاد إلى قيصرية وشارك في مجمع القسطنطينية. لكنه لم يبقَ في قيصرية طويلة بسبب مضايقات أسقفها الأريوسي، ثم باع املاكه ووزعها على الفقراء وسلك حياة النسك. واستمر باسيليوس عائشاً كما كان في منسكه، مصلياً مبشراً بالإنجيل. وفوق ذلك كان يدير شؤون الابرشية.

ولحسن الحظ فإن كتاباته ظلت باقية على مدى القرون الطويلة، أسمه لم يطويه النسيان وقد حفظ الكثيرون عظاته ورسائله المرسلة منه إليهم.

  • كتاباته العقيدية: مقالات عقيدية ردا على الأريوسية .
  • : ثلاثة كتب ضد أونوميوس.
  • في الروح القدس: أقنوم الروح القدس ومساواته مع الابن والآب.
  • مقالات نسكية: نسکیات – هو عنوان مجموعة من ثلاثة عشر مقالة.
  • عظات ومحاضرات: ومنها تسع عظات في ستة أيام الخليقة وكذلك عظات على سفر المزامير وسفر إشعياء وعظات أخرى
  • الرسائل: وتشمل رسائل إلى أصدقائه ورسائل مصالحة ورسائل مشورة ورسائل قانونية وأخلاقية وعقائدية
  • الليتورجيا: يحتل باسيليوس مكانة بالغة الأهمية في تاريخ الليتورجيا. لا شك في أن القديس باسيليوس قام بتأليف ليتورجيا، أو بالأحرى الليتورجيا كانت قائمة، لكنه قام ببعض الإضافات.

ولازم المرض باسيلوس منذ طفولته، وكان يشتد عليه من حين إلي أخر.  في سن الخامسة والأربعين دعي نفسه “عجوزًا”، و خلع كل أسنانه، وبعد سنتين في 1 يناير ۳۷۹م قبل انعقاد المجمع المسكونی الثانی بخمسة سنوات في القسطنطينية . سُمع يخاطب الله، قائلًا: “بين يديك أستودع روحي” وفي الحال أسلم الروح، وقد اشترك الكلّ مسيحيون ووثنيون في جنازته .

Comments are closed.