المسيح القائد

كنيسة القديسين

كان الله في العهد القديم يسكن في وسط شعبه في خيمة الاجتماع. تنازل الله إلي شعبه المفدى وكان حضوره مرموزا له في عامود السحاب نهارا وعامود النار ليلا (خر13: 21-22).

 وفي العهد الجديد وضع الرب يسوع نظاما جديدا للاجتماع بشعبه” لأنه حيثما أجتمع اثنان أ وُ ثلاثة بأسمى فهناك أكون في الوسط” (مت18: 20). شخص الرب هو المركز الرئيسي والهيكل المقدس. بعد القيامة وقف الرب يسوع في الوسط ( يو20: 19، 26) وفوق الصليب كان في الوسط . نراه في سفر الرؤيا واقفا في وسط السبع منايرالذهبية التي تعبر عن الكنائس المحلية (رؤ1: 13، 20). سلطان الرب هو سلطان مباشر علي كنيسته المحلية الكواكب السبعة التى في يمينه(رؤ1: 20). ينطبق هذا علي كل كنيسة محلية مسئولة أمام المسيح رأسها وليس أمام أي وسيط بشري.

يمثل اجتماع شعب الله من حوله رغبتهم الشديدة في الاقتراب منه. ويذكرنا هذا بقوله “اصنعوا هذا لذكري” أسس الرب العشاء الرباني. وضع الخبز وعصير الكرمة أمام تلاميذه وطلب منهم أن يتذكروا ذبيحته العظيمة التى فتحت الباب للشركة مع الله.( مت18: 20). يذكر هنا ثلاثة أمور : اجتماع القديسين معا. اجتماع باسم الرب. وعده بالحضور في الوسط . وتوضح هذه الأمور انه لا توجد شركة عشوائية بين مجموعة من بشر متدينين . اجتماع المؤمنين هو بيت الله ( 1تي 3: 15)، الرب حاضر فيه . الشعب حوله نظير اجتماع بني إسرائيل حول الرب في خيمة الاجتماع في البرية. تعني كلمة كنيسة ” اكليسيا” ” شركة المدعوين” كنيسة المسيح.

حيث أن الرب يسوع هو رب الكنيسة، رأس الكنيسة، أساس الكنيسة ومركز اجتماعها، يجب أن نعرفه بهذه الصورة في كل اجتماع للمؤمنين. لا يستطيع العالم الذي يعيش خارج المسيح، أن يري بسهولة أن هؤلاء المؤمنين هم شعب الله. أحد الأسباب هو تعدد الأسماء والألقاب التي تطلق علي جماعة الله. بدلا من أن نكون مؤمنين (أع5: 14) تلاميذ( أع 20: 1) قديسين( 1كو1: 2) أو مسيحيين ( أع11: 26)، صار يطلق عليهم طوائف أو مذاهب. وبدلا من أن نجتمع حول شخص المسيح الوسيط أمام الله، صار للناس تقاليد كنسية يضعون عليها التركيز.

ينبغي أن تكون رغبة كل كنيسة محلية أن تعمل كشعب رأسه المسيح. يجب أن تري الكنيسة شخصه غير المنظور، وبالإيمان توجه له الصلاة والتضرعات من أجل الإرشاد الكنسي والإرشاد الفردي . يجب أن يعمل القادة تحت قيادة القائد الحقيقي الوحيد رئيس رعاة نفوسنا.

يجب أن نكون محاسبة الكنيسة من المسيح مباشرة وليس من أى مجلس كنسي مركزى أو من أى هيئة حاكمة. .يمكن أن تعمل الكنيسة المحلية مع الكنائس الأخرى، ـلكنها تكون مسئولة أمام الرب مباشرة فى حياتها وممارستها.

يستخدم الكتاب المقدس تشبيهات مختلفة توضح أن المسيح هو رأس الحسد، رأس الأحجار الحية والعريس للعروس . لهذا فإن العلاقة مع المسيح هي أساس شركة الكنيسة . ” شركتنا هى مع الأب ومع ابنه يسوع المسيح ” ( 1يو1 : 5 ) . كما يوضح الكتاب أن كل كنيسة محلية هى عبارة عن مملكة سماوية يحكمها الرب. و كما حكم قيصر أو أي ملك أخر العالم القديم يحكم المسيح ولاياته فى الحياة الروحية . وتتكون المملكة من “جنس مختار ، كهنوت ملوكي، أمة مقدسة شعب اقتناء” (1بط 2 : 9 ) وليس هذا هو نفس الحال مع الفروع المحلية فى بعض المنظمات الكنسية الأرضية.

هذا، ويقدم لنا فهمنا لرئاسة المسيح فى كل نواحى الحياة الروحية، الفكرة بأننا أكثر من مجرد أعضاء تعمل معا فى نفس الجماعة الدينية . نحن شركاء الميراث ، لنا العضوية والعمل مع الرب نفسه بعد أن صرنا أحياء وصار المسيح نفسه حياتنا. ومن المؤكد أنه يربد أن يكون هو الحاكم الحى فى وسطنا. وطالما نحن نريد منه أن بعمل ذلك ، نصبح مملكة عاملة وليس مجرد ديموقراطية ظاهرية. يريد الرب أن يكون هو القائد والمشير العامل فى وسطنا وليس مجرد رأس شرف بالاسم فقط.

Comments are closed.