الناموس والنعمة

طريق المفديين

   لكن الناموس ليس من الإيمان ( ليس له علاقة بالإيمان ) بل الإنسان الذي يفعلها( الأشياء الموصوفة بالناموس سيحيا بها غلاطية 3: 12

 خلال فترة الصيف بعد انتهاء السنة الثالثة من دراستي الجامعية، كنت جالسة في فصل دراسة الكتاب المقدس، حين عرض القائد فيلما يحتوي على مشهد لامرأة داخل مصحة عقلية. قال الراعي لعضو أخر في الكنيسة ” سوف نفقد هذه السيدة لقد كانت تعمل كل شئ في الكنيسة

كنت أشعر في داخلي أننى مثل تلك السيدة. كنت مريضة جسديا، جافة عاطفيا وروحيا لأن حياتي كانت تنوء بالأعباء. أدركت أنه لا يمكنني أن أحيا نفس الحياة التي كنت أحياها في المدرسة الثانوية. كنت أ فكر أنه لكي أكون محبوبة ومقبولة يجب أن أكون ناجحة أولا. لقد أثر هذا المعتقد الجديد على نظرتي للحياة في المستقبل.

شعرت أنني لست في المستوي المطلوب على الإطلاق.   بذلت الجهد الكبير لكنني كنت أشعر دائما بالحاجة إلى بذل المزيد لكي أنال الرضى. كنت أريد أن يقبلني الناس ويرضوا عنى كما كنت أشعر بحاجتى إلي قبول الله ورضاه، لم أعرف كيف أحصل علي ذلك.

اعتقدت أنني خيبت أمال الله ولن يرضى عني مطلقا. وصرت أحمل عبء الذنب والهم. كنت أظن أن الله والناس سيحبونني ويقبلونني بسبب ما أعمله. في الفترة الجامعية انشغلت في قيادة منظمة من الطلاب المسيحيين بالإضافة إلي انتظامي في الجامعة في منحة دراسية. كنت أسعى إلى التخرج من الجامعة بالحصول علي الدرجات النهائية بمرتبة الشرف. كنت أشعر أنني قد أصاب بالجنون في أي لحظة.                                      

في الصيف السابق للعام النهائي في دراستي الجامعية، بدأت مع جماعة صغيرة لدراسة الكتاب المقدس. تعرفت علي كياني الجديد في المسيح وتعلمت أن أري نفسي بطريقة جديدة. أدركت أن الله لا ينظر إلى ما أعمل لكنه يهتم بمن أكون. اكتشفت أنني كنت مخطئة في اعتقادي فيمن هو الله وعندما تحدثنا عن الطقوس والفرائض تغيرت الأمور في حياتي تغيرا حقيقيا.

كنت فيما مضي أعتقد أنه يمكنني أن أكون صالحة بإتمام الفروض المطلوبة، لكن الله أوضح لي أن الأعمال ليست بديلا عن اٍلإيمان. كنت أستخدم معايير كثيرة لكي أعرف الله ومدي قبولي منه. في هذه اللحظة رأيت نفسي مثل الشجرة التي تستخدم لتوضيح طبيعة الإنسان الثلاثية. كانت ثماري في الماضي كأنها مثبتة في الشجرة بالصمغ وليست نامية النمو الطبيعي مثل الأغصان. أوضح الله لي حاجتي أن أتخلي عن الثمار الزائفة في حياتي وأن أركز على الأمور الروحية- جذور الحياة.

تحققت من حاجتي إلى التغيير الكبير: الإيمان أن الله يقبلني ويقودني إلي إتباعه بهذا الإيمان. عندما عدت إلي دارستي تغافلت عن بعض الالتزامات التي لم أقبلها من الله بل هي من محاولاتي الخاصة لكي يقبلني الله.

عندئذ سكب الله على نعمته عن طريق خطيبي الذي أكد لي بأن الله يتعامل معي. أكد أيضا أن إغفالي لتلك الالتزامات هو اختيار صحيح. كما أوضح لى أن الله يحبني وأنه يهتم بحياتي. كان خطيبي الشخص الذي يعرفني جيدا والذي رأي أن الله يعمل فيً بهذه الصورة. أدهشتني الحرية التي شعرت بها في المسيح. فجأة وجدت أن اتباع الله أفضل من محاولاتي السابقة التي كانت بدون فائدة. أدركت طول، عرض ارتفاع محبة المسيح. صارت خلوتي واجبا يوميا أقضيها في فرح دون نظر إلى الوقت. لمست حقيقة وجود الله وتوقفت عن النضال في محاولة الدخول إلى محضره. وصارت لي الحرية في الدخول إليه.

 صارت لي الحرية المطلقة في التعرف علي الله الخالق. لقد خلقني فريدة في الشركة معه بطريقة مختلفة عن الذين حولي، الذين لم يدركوا نعمة الله. لأنني أحب الكتب أوضح الله لي لمحات عن شخصه فيما كنت اقرأ لم يحدث هذا التغيير بأسلوب فوري. حتى الآن اسمع بعض الأصوات الداخلية تأتني وتقول إننى ما زلت مذنبة احتاج إلى المعايير. لكنني أستطيع أن أرد على هذه الأصوات. الله يعمل في داخلي بكل تأكيد. إنني استمع إلى الروح القدس الذي يقودني إلي الأماكن و المواقف التي أعدها لي. ولم أعد أحتاج إلى البحث المستمر عن المعايير التي أقيس بها استحقاقي. لقد أراحني الله من هذا العبء الضخم واستبدله بالفرح الإلهي المجيد.” جوليانا – مدًرسة

Comments are closed.