تاريخ الكنيسة- العصر الرسولي ( 33م ــ100م)

دليل المسافرين

” وها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر (مت 28: 20)

خطة الرب يسوع لكنيسته هى أن تستمر تعمل بنجاح عبر التاريخ. سجل الكنيسة ممتلئ بحالات من الارتفاع والهبوط، تتقدم أحيانا وتتراجع أخري. لكن الكنيسة سوف تنتصر في النهاية وإن لم تكن في حالة انتصار على طول الخط عبر التاريخ. ولقد قاومتها قوي الشر الموصوفة بأبواب الجحيم (مت 16: 18) وكانت الكنيسة متغربة وتمكن المؤمنون من الثبات والغلبة في حياتهم واجتماعاتهم

     امتحن الله الكنيسة في أمانتها وثمرها. وكان لابد لها أن تواجه الامتحان وتنجح بقوة الله. لم تكن إرادة الله أن يجعل طرقها سهلة ويسحق المقاومة. لكننا نستفيد من الهزيمة والضعف. عاشت الكنيسة ونشرت سلطانها في العالم رغم كل العقبات.

  لكن الجزء الأصعب في شهادة الكنيسة هو أن الكثيرين ممن يحملون اللقب مسيحي في العالم ليسوا ممثلين حقيقيين للمسيح. وقد تعارضت المسيحية الاسمية مع طبيعة المسيح وكلمته . ولا يستطيع العالم أن يميز بين المؤمن الحقيقي والمسيحي بالاسم، بين الحقيقي والزائف.

 بدأت الكنيسة في عيد الخمسين اليهودي (أع 2) وتكونت من عمل الروح القدس الحقيقي بتعميد المؤمنين في جسد المسيح (1كو 12: 13) اتحد كل من اليهود والأمم للمرة الأولى في جسد واحد (أف 2: 11- 16) صار المسيح هو حجر الزاوية الذي رفضه اليهود. هو راس الكنيسة

( مت21: 42 ، 1بط2: 7-9) كانت الكنيسة سرا غير معروف في العهد القديم (أف 3: 3-6) لكن هذا السر أعلن بعد قيامة المسيح . سجل سفر الأعمال وباقي أسفار العهد الجديد تاريخ الكنيسة الأصلى. لكن الكنيسة تطورت عبر التاريخ. ويمكن توضيح هذا التطور في فترات متميزة تماما.

 – العصر الرسولي ( 33م ــ100م)

بدا تكوين الكنيسة في أورشليم بعد عظة بطرس عندما قبل المسيح نحو3000 شخص يهودي  (أع2) وتابعتهم آلاف أكثر . انتشر الإنجيل بسرعة، تحول التأكيد الكتابي من ناموس موسى إلي الإنجيل- الأخبار السارة عن الرب يسوع، صلبه وقيامته (أع 8:4) أطلق علي المسيحيين “الذين فتنوا المسكونة “( أع 17: 6).شهد الرسل لليهود أولا ثم للأمم (رو1: 16، 2: 9).

 حاول البعض خلط الطقوس اليهودية بالإيمان المسيحي فطلبوا من المؤمنين الختان وممارسات أخري طقسية ( أع 15: 1-29 ، غل2: 11- 3: 12) كانت فكرة التغيير عظيمة في عصر الناموس- بواسطتها صار الأمم متساوين مع اليهود . حتى الرسول بطرس نفسه لم يتقبل هذا الأمر بسهولة إلي أن أعطاه الله إعلانا خاصا (أع 10: 9-16 ، 45-48) زادت مقاومة المجمع اليهودي فتحول بولس الرسول في رسالته التي كانت تتركز علي اليهود أساسا إلي الأمم ( أع 13: 42، 18: 6).

 حمل الرسل الإنجيل إلي أقصي الشرق كما إلي أوربا. يقول التقليد أن توما ذهب إلي الهند. خرج المؤمنون الأوائل يكرزون بالمسيح في كل العالم. .حذر بولس المؤمنين من الذئاب الخاطفة المعلمين الكذبة- الذين سيدخلون إلي الرعية( أع20: 29، يهوذا ) بدأ الانقسام العقائدي في الداخل. استشهد بطرس وبولس في روما بين عامي 60م ،70م. نفي يوحنا إلى جزيرة بطمس. استشهد جميع الرسل ماعدا يوحنا. مع هذا كانت الكنيسة تنمو حتى دخلت بيت قيصر (في4: 22) يتطابق هذا العصر المبكر إلى حد ما مع كنيسة أفسس (رؤ2:1-7).

Comments are closed.