تاريخ الكنيسة: الكنيسة الساهرة (1701—1900م)

كنيسة القديسين

إذا ما تخلى أصحاب العقيدة السليمة(الأرثوذكسية) عن إيمانهم ماتوا روحيا. حدث هذا فى لوثربة ألمانيا وفى كنائس أخرى. أنقذت الكنائس من هذا الضعف بالحركة التطهيرية (التقوية) بقيادة فيليب سبنير(16351705) لقد عانى المؤمنون كثيرا من كبرياء الكهنوت وفساد الخدام وأعضاء الكنائس ، فجاء الطهوريون يؤكدون التوبة ، اتجاه القلب، دراسة الكتاب المقدس والاشتراك فى العمل الروحى من جميع المؤمنين . أغضب هذا الاتجاه العاملين فى الكنيسة الرسمية واتهموهم “بالكماليين”.

 

 وكان للحركة التطهيرية نفوذ قوي فى القرن الثامن عشر. وامتد نفوذها خارج ألمانيا. كان زنزندورف يجتمع مع جماعته المخلصة فى مكان صغير يسمي “هيرنهت” ومعناه (ساعة الرب) يصلون 24 ساعة اليوم بعد اليوم.واستمرت الصلاة بعدهم نحو 200 سنة .كان تكريس هذه الجماعة للمسيح نموذجيا. وإذ سمعوا عن انتشار وبأ فى الهند، أرسلوا المرسلين للمعونة. وأرسلوا المرسلين الآخرين إلى كل مكان فى العالم . وهكذا بدأت الحركة المرسلية فى العالم. كانت الكرازة المرسلية هى أكبر هدف عند زنزندورف، ثم جاء الواعظ الأمريكي الشهير يوناثان إدواردز (1703 1734 ) ليقود النهضة الكرازية مبتدئا من نورثمبتونماسوشتس 1734م .قاد جون وتشارلس ويسلى مع جورج هوايتفيلد نهضات عظيمة امتدت من انجلترة إلى أمريكا فى القرن 18. حمل الوسليون الإنجيل إلى الخلاء وإلى المناطق الصناعية. ذهب الوعاظ المتجولون إلى كل مكان . نادوا بالعدالة الاجتماعية، فألغى الرق ، أصلحت السجون وقدمت المعونات للفقراء والمتحاجين.

برزت جمعيات الإرساليات المستقلة في العالم الناطق بالإنجليزية لتملأ الاحتياج الذي أغفلته المنظمات الكنسية، كما برزت أسماء مشاهير التاريخ المسيحي الذين ضحوا بأنفسهم بتجديد الوثنيين. ذهب وليم كاري إلى الهند، ادونيرام جادسون إلي بورما، هادسون تايلور إلي الصين وديفيد ليفنجستون إلي أفريقيا. قاموا بأعمال بطولية ومهدوا الطريق للآلاف الذين جاءوا بعد ذلك. زرعت الكنائس في أماكن لم يكن يوجد بها كنائس. كانت هذه الجهود الكرازية مختلفة تماما عن العمل الإلزامى الذي قام به الكهنة الكاثوليك اتباع الجنود الأسبان– بين الهنود في أمريكا الوسطي والجنوبية، المكسيك، وساحل كاليفورنيا. حمل الإنجيليون الإنجيل الصحيح بلا إكراه فتكاثر عدد المؤمنين. 

قامت جمعيات الكتاب المقدس بترجمة الكتاب إلي لغات عديدة. طبعت مئات الملايين من النسخ لتوزيعها بالمجان. فظهرت الكنائس المسيحية في الوجود. صار من أبرز التعاليم انتظار مجىء الرب لاختطاف المؤمنين وملاقاته في الهواء (1تث 4: 17) . كانت الكنيسة الأولي تنتظر هذا المجيء باستمرار، صارت نفس هذه الروح لكنيسة ذلك العصر. كان مؤمنو العصر يعيشون ويعظون عن الفرح.، يجتمعون باسم الرب وحده، يمارسون عشاء الرب بطريقه بسيطة مع بعضهم البعض.

تنتمي هذه الفترة إلي كنيسة فيلادلفيا (رؤ 3: 7-13) فيلادلفيا تعني المحبة الأخوية. لم تسمع هذه الكنيسة تحذيرا من الرب. لها الباب المفتوح باب الكرازة بالإنجيل كان لها إعلان الرب يسوع “ها أنا آت سريعا” وصارت تنتظر الرب طول ذلك العصر.

 

Comments are closed.