تاريخ الكنيسة – الكنيسة المتساهلة 313 –600م

دليل المسافرين

كانت بداية هذا العصر مثيرة. علي حافة موقعة عظيمة بالقرب من روما، رأى قسطنطين الصليب في السماء ومعه هذه الكلمات ” بهذه العلامة تنتصر” وضع جيش قسطنطين علي دروعهم علامة المسيح وهزموا عدوا قويا. اقتنع الإمبراطور أن إله المسيحيين أعطاه نصرا وايده كإمبراطور في روما. توقفت الدولة عن الاضطهاد وبدأت تحمي الكنيسة. اعتنق كل الأباطرة اللاحقين المسيحية الاسمية فيما عدا واحد. دخل حشد من الوثنين والهياكل الوثنية إلى داخل الكنائس المسيحية. تعمد الجنود جماعات. وبقوة تزوجت الكنيسة الدولة ثم العالم.

 ترمز كنيسة برغامس وتعني”المتزوجة كثيرا إلى هذه الفترة”(رؤ2: 12-17). كان لهذه الكنيسة كل تعاليم النيقولاويين ” قاهر الشعب ، العلمانية” . ونفوذ بلعام ” النبي الأجير (يه11، عد22، 23، 24، 31: 8)وصار نفوذ النيقولاويين شاملا. ( الذين كانوا ينتمون إلي رجل اسمه نيقولا يمارس الدعارة)

      أصبحت هذه الكنيسة المساومة متصلة بالدولة. ترأس الإمبراطور أول مجمع كبير في نيقية عام 325 م. وأصبح لأسقف روما مكانة تسمو كراسي الإسكندرية، أورشليم وإنطاكية. نمت فكرة سيادة أسقف روما علي باقي الأساقفة وظهر التعليم بان بطرس هو أول الباباوات وأنه تسلم سلطة القائد الأعلى وسلمها بدوره للأساقفة اللاحقين في روما، وانه ينبغي أن تظل روما سائدة إلى الأبد . تم فصل الاكليروس عن العلمانيين. وصار رجال الدين كهنوتا خاصا. تبع ذلك تغيرات أخري في الكنيسة مثل: عبادة القديسين الموتي 394م عبادة العذراء مريم 431م اختلاف ملابس الكهنة عن ملابس العلمانيين 500م عقيدة المطهر 593م تلاوة القداس باللاتينية في الدول الغربية 600م رفع صلوات للعذراء مريم 600م وصار لكل هذه مراسيم كنسية تدعمها سلطة الدولة. نتيجة لهذا انحدرت الكنيسة عن النموذج الكتابي.

 كانت النتيجة الرئيسية لمجمع نيقية هي الوقوف في وجه عقيدة أريوس الذي نادي بأن ابن الله مخلوق وليس الإله السرمدي المساوي للأب في الجوهر. عقدت مجامع لاحقة في القسطنطينية (عاصمة الإمبراطورية الشرقية والكنيسة الشرقية فيما بعد) في أفسس وخلقيدونية. صدرت فيها مراسيم تدين الضلالات التي كانت تهاجم التثليث، طبيعة المسيح، اللاهوت والناسوت. كان أوغسطينوس أكبر قائد لها ولا تزال كتاباته تؤثر في الكنيسة في الوقت الحاضر. خرج المرسلون إلى روسيا والصين وأماكن أخرى بعيدة، يحملون رسالة الإيمان. علي أن هذه الأحداث المشرقة اكتسحها تحول مأساوى في الاتجاه المضاد. صارت الكنيسة أقل روحانية واقل صدق لله عن الكنيسة المضطهدة.

Comments are closed.