ثمر الروح القدس

الروح المعين




ثمر الروح في علاقة المؤمن بالرب :هو محبة ، فرح وسلام،

وفي علاقته بالبشر هو طول أناة ، لطف وصلاح،

وعلاقة المؤمن بنفسه هو إيمان ، وداعة وتعففغل5: 22 ، 23

 

الــمحبة: الله محبة” 1يوحنا 8:4 و16 “كما أَحِببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً” (يوحنا 35:13 الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رو 8:5). علي الإنسان الذي اختبر محبة الله له أن يحب الله، وأن يحب أخاه . لقد أخذ الله زمام المبادرة وأعلن حبه للإنسان، يوم جهَّز لآدم وحواء جنة عدن، ووضع فيها كل ما يُسعد وجودهما في الأرض . ثم لما سقطا، أعلن محبته لهما بطريقة أعمق، فستر عريهما بلباس التقوى والبر، ومنحهما الغفران لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو 16:3 . سأل أحد علماء الشريعة المسيح: “أيَّة وصية هي أول الكل؟فأجابه: “أول كل الوصايا هي.. الرب إلهنا ربٌّ واحدٌ. وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى. والثانيةٌ مثلها: تحب قريبك كنفسك. ليس وصيةٌ أخرى أعظم من هاتينمر 29:12-31). وقال الرسول بولس: “بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً، لأن كل الناموس في كلمة واحدة يُكمل: تحب قريبك كنفسك” (غل 14:5). محبة للرب، ومحبة للآخرين، كنتيجة لمحبة الرب لنا، وملء الروح القدس

الفرح: جاءت المسيحية لتجعل الإنسان فرحاً .قال الرب جئت لتكون لكم حياة وليكون لكم أفضل” (يو10:10) . والفرح الروحي له أسباب كثيرة

أولاً : الفرح في الرب يقول الرسول بولس افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا” (في4:4) ، فحينما يكون الإنسان ملتصقاً بالله وله شركة قوية معه يكون سعيداً ويفرح فرحاً لا ينطق به ومجيد

ثانياً : فرح الخلاص الثمين نفرح بالخلاص كما يفرح المريض بشفائه والمأسور بإطلاقه والسجين بخروجه للحرية ، يقول المرنم رد لي بهجة خلاصك، و يقول يبتهج قلبي بخلاصك . قالت العذراء مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي” (لو26:1)

ثالثاً : فرح بعطايا الرب الثمينة، نفرح عندما ينعم علينا الله بصحة جيدة وحياة مستقرة وأسرة سعيدة

رابعاً : فرح بالعبادة التي يقدمها لله . ويحس بالشركة معه ويقول يعقوب أعلي أحد مشقات فليصل. مسرور أحد فليرتل ” (يع13:5)

خامساً : فرح العطاء، قال الرب يسوع الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ (أع35:20) فالذي يعطي يسعد لأنه أسعد آخرين وأراحهم وساهم في حل مشاكلهم,

سادسا: السلام. وهو عربون الأبدية السعيدة لأن هناك الموضع الذي يهرب منه الحزن والكآبة والتنهد ، السلام شيء ضروري لحياة الناس .السلام مع الله ، السلام مع الناس ، السلام مع النفس

أولاً : سلام مع الله .بالخطية فقد الإنسان سلامه وشركته مع الله لا سلام قال الهي للأشرار. لأن الشرير كالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ بل تقذف مياهه حمأة وطينا” (اش 2:57) بالرجوع إلي الله ، يتمتع الإنسان بسلام الهي عميق إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله” (رو1:5) ، قال أوغسطينوس:”يا الهي ستظل نفوسنا قلقة حتى تجد راحتها فيك

ثانياً: سلام مع الناس محبة وتعاون بين الناس وبعضهم . يفضل الله التصالح والسلام مع الناس علي العبادة وتقديم الذبائح فيقول: “إذا قدمت قربانك إلي المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك” (مت23:5) إن أردت أن تعيش في سلام مع الناس كن واسع الصدر حليماً مثل موسى النبي الذي قيل عنه :”وكان موسى حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض“(عدد3:12)

ثالثاً : سلام مع النفس

السلام مع النفس بالنقاوة وعمل الخير : ، حين يحس الإنسان أنه أرضي الله وأنه قريب منه فيحس بالاطمئنان والسلام الداخلي ويرتل مع داود النبي ان سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي” (مز23) .بالإيمان تري معونة الله قريبة منا فنطمئن ونشعر بالسلام الداخلي، ويدعو لنا بولس الرسول بالسلام الداخلي قائلا: “سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع” – في 7:4

  1. طـــــــــــول الأنــــــاة: ثمر يانع لعمل الروح القدس فينا ، وطول الأناة هي التأني وطول الروح وطول البال وسعة الصدر والحلم والصبر .طويل الأناة يتمثل بالله الذي هو رحيم ورءوف طويل الروح وكثير الرحمة يطيل أناته علينا ويحتمل ضعفاتنا ولا ينتقم سريعاً ، ينصحنا الرب قائلاً بصبركم تقتنون أنفسكم” (مت23:10) .”ومن يصبر الي المنتهي فهذا يخلصلو19:21) ويوصينا بولس الرسولشجعوا صغار النفوس .اسندوا الضعفاء .تأنوا علي الجميع ” (1تس14:5)

  2. اللطف: اللطف ضد العنف، وهو نوع من الرقة والبشاشة والشفقة والترفق بالآخرين والبعد عن الخشونة والقسوة . “كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين” (أف 2:4) والبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رافات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة” (كو12:3) .

الله لطيف حين ظهر لطف الله مخلصنا وإحسانه لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس” (تي 4:3) ، الإنسان اللطيف يتشبه بالله في لطفه ومحبته وشفقته

الإنسان اللطيف يكتشف النقاط البيضاء في الآخرين ويركز عليها ويظهرها ويمتدحها حتى يشجع الناس للسير في طريق الخير . الإنسان اللطيف لا يتذمر من العتاب والمواجهة بل يعطى الآخرين فرصة للتعبير عن رأيهم ، الإنسان اللطيف لا يحتقر الضعفاء والفقراء بل يسندهم ويشفق عليهم . بالعنف يخسر الإنسان أحباءه ، بينما باللطف يكسب أعدائه

  1. الصـــــــــلاح: الصلاح هو الاستقامة .الإنسان الصالح هو الإنسان المستقيم الملتزم والمؤدي لواجباته على ما يرام .الصلاح نوعان : سلبي وإيجابي .الصلاح السلبي هو البعد عن الخطايا والنقائص، أما الإيجابي فهو عمل الخير والبر وممارسة الفضائل بكافة أنواعها . والإنسان الصالح هو الذي يسير علي هذين الخطين المتوازيين . وضع أ الله من أجل محبته للصلاح ورغبته في قيادتنا في طريق الصلاح فينا إمكانيات كثيرة للصلاح

أولاً : خلقنا علي صورته ومثاله في الصلاح والبر والعقل والحكمة ولما فسدت طبيعتنا قام بتجديدها بالفداء

ثانياً : جعلنا هيكل للروح القدس ليعمل فينا ويقودنا في طريق الصلاح أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم” (1كو16:3) وهو يرشدنا إلي جميع الحق ويعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا ، يبكتنا علي كل خطية نرتكبها

ثالثاً : أوجد فينا الضمير الذي هو صوت الله ، يحكم ويشرع ويوبخ ويؤنب ويهذب ، يمنع عن الخطأ ويرشد إلي البر ويشجع علي الصلاح والاستقامة

  1. الإيــــــــــمان: الإيمان هو الأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله ، به نرضي الله لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب6:11). هو ضد الشك والارتياب والتزعزع . هو أحد الفضائل الثلاث الكبرى في المسيحية : الإيمان والرجاء والمحبة (1كو13) . الإيمان هو حياة عملية يحياها المؤمن أما البار فبالإيمان يحيا” (رو27:1) ، أي يحول الإيمان النظري إلي حياة معاشه وسلوك عملي ولا يفصل بين ما يؤمن به وما يعمله، إيمانه يكون هو الإيمان العامل بالمحبة (غل6:5)

  2. الـوداعـة: والوداعة هي السكون والهدوء والبعد عن العنف . طوًب السيد المسيح الوداعة طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض“(مت5:5) ، الودعاء يرثون الأرض ويتلذذون بكثرة السلام” (مز11:37) ثم يرثون السماء في الأبدية كقول المزمور أنا أؤمن أن أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء” (مز13:27). ودعانا الرب أن نتعلمها منه شخصياً فنعيش سعداء ، قال تعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت29:1 الوديع طيب مسالم. 2 – الوديع هادئ بشوش . 3 – الوديع صوته خفيض .4 – الوديع سهل التعامل معه 5 – الوديع لا يتذمر ولا يتضجر .6 – الوديع محتمل .7 – الوديع لا يحتد بل يجاوب الجواب اللين فيصرف الغضب .8 – الوديع يكون كالنسيم الهادئ الذي لا يحدث عاصفة ولا زوبعة ولا توتر ولا صدام ، بل تنساب حياته في سلام مع نفسه ومع الآخرين

  3. الـتعفف: التعفف هو الطهارة والنزاهة والأمانة. يشمل التعفف: عفة اللسان ،عفة الجسد ،عفة الحواس وعفة الفكر عفة اللسان . عفة القلب والفكر عفة الجسد في بعده عن كل شهوة

Comments are closed.