مواهب الروح القدس

الروح المعين




وَقَدْ أعطَى هَذِهِ المَواهِبَ لِكَي يُعِدَّ المُؤمِنِينَ لِعَمَلِ الخِدمَةِ مِنْ أجلِ بِناءِ جَسَدِ المَسِيحِ(أف 4: 12).

يمنح الروح القدس المؤمنين مواهب طبيعية ومواهب فوق الطبيعية، كما يشاء هو، لأجل تكميل القديسين، وعمل الخدمة

وقد وردت أربع قوائم في العهد الجديد تحوي عشرين موهبة،

1. رو 12: 6-10،

2. 1كو 12: 4-10، 28،

3. أف 4: 11، 12، 1

4. بط 4: 10، 11.

فإنه لواحد يعطي الروح القدس كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة (1كو10:8:12)

ويورد القائمة الأخرى من مواهب وأعمال الروح القدس في الكنيسة ً وضع الله أناساً في الكنيسة أولاً رسلاً ثانياً أنبياء ثالثاً معلمين ثم قوات ثم مواهب شفاء ، أعواناً ، تدابير وأنواع ألسنة ، ثم يختم هذه المجموعة من المواهب قائلاً جدوا للمواهب الحسنى (1كو31:12) وهذه المواهب هي:

أولاً : كلام حكمة:

يجب أن يتحلى الإنسان بالحكمة ويطلبها من الله من تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له” (يع5:1)

ينال الإنسان الحكمة من الله بالصلاة وهي حكمة طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وأثمارا صالحة عديمة الريب والرياء” (يع17:3) وتظهر الحكمة الحقيقية في أعمال الإنسان وتصرفاته من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة” (يع13:3) أي يتحلى في سلوكه بالتصرف الجيد الممتزج بالحكمة الوديعة والوداعة الحكيمة .

ثانياً : كلام علم: قال الرب يسوع أما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يو26:14) .

فالروح القدس يعلم ويرشد ويفتح الذهن والقلب لكافة العلوم النافعة للإنسان نفسه وللآخرين. يجرى العالم وراء العلم والتكنولوجيا الحديثة لتقدم وتطور الإنسان. والعلم الصحيح لا يتعارض مع الدين الصحيح.

يتجه العالم الآن ناحية التخصصات الدقيقة في الطب والهندسة وغيرهما من العلوم النافعة جرياً وراء معرفة أعمق وأفيد لكل الناس ، يكشف له الروح القدس أعماقاً أبعد وأفيد من أجل خير ومنفعة الإنسانية جمعاء .

ثالثاً: إيمان: الإيمان هو الأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله وبه نكسب رضى الله وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه” (عب6:11) وهو أحد الفضائل الكبرى في المسيحية أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة” (1كو13) والإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري، هو حياة

عملية يحياها الإنسان أما البار فبالإيمان يحيا” (رو17:1)

يهب الروح القدس الإنسان إيماناً عالي المستوى. الإيمان العامل بالمحبة (غل6:5) الذي يشمل الحياة كلها ويتغلب علي التحديات التي يواجهها

رابعاً : مواهب شفاء: كان الرب يسوع يطوف في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب (مت23:4) .

وقال لتلاميذه اشفوا مرضى طهروا برص أقيموا موتى اخرجوا شياطين مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا” (مت8:10) ، يعطى الروح القدس لبعض المؤمنين مواهب شفاء هذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين ويتكلمون بألسنة جديدة. ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون مر18:17:16

خامساً : عمل قوات: من أمثلة عمل القوات التي عملها الرب يسوع إقامة الموتى ، فقد أقام الموتى وأخرج شياطين معاندة ، ومن أمثلة هذه القوات والآيات أن بطرس الرسول أمات حنانيا وسفيرة زوجته عندما كذبا علي الروح القدس (أع5) وضرب بولس الرسول عليم الساحر بالعمى (أع13)

كان الله يصنع علي يدي بولس قوات غير المعتادة حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل ومآزر إلى المرضي فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة (أع12:11:19)

سادساً : نبوة: تعني النبوة التنبؤ بما في المستقبل كما فعل النبي أغابوس حينما تنبأ بالروح القدس أن جوعاً عظيماً كان عتيداً أن يصير علي جميع المسكونة وقد تحققت نبوته وحدث هذا الجوع في عهد كلوديوس قيصر (أع28:11) .ونفس هذا النبي تنبأ عن بعض الاضطهادات التي كان سيلاقيها بولس الرسول فأخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال : هذا يقوله الروح القدس أن الرجل الذي له هذه المنطقة سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه الي أيدي الأمم (أع11:21) وقد تحققت هذه النبوة بعد ذلك (أع36:27:21) . و كان يوجد أنبياء كثيرون في عصر الرسل كذلك كان لفيلبسأربع بنات عذارى كن يتنبأن ” (أع9:21) ، كما تدل كلمة النبوة في العهد الجديد إلي قوة إعلان الحق الإلهي أثناء الوعظ والإرشاد وتفسير الكتاب بفهم وعمق واستخراج المعاني والتأملات العميقة النافعة منه ، حيث تعطي المعونة الإلهية المتكلم أو الواعظ القوة لتي تقود السامعين إلي الإيمان والتوبة والسلوك الروحي الصحيح في كافة نواحي الحياة

سابعاً : تمييز الأرواح : أعطي الروح القدس بعض المؤمنين موهبة تمييز الأرواح أي فهم ومعرفة من يتكلم بإلهام الروح القدس ومن يتكلم من نفسه أو بإيحاء من الأرواح الشريرة مدعياً النبوة كذباً ، أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم ” (1يو1:4) ، لذلك لزم أن يهب الروح القدس لبعض المؤمنين قوة لتمييز الملهمين بالحق من المدعين الإلهام ، يوصينا بولس الرسول امتحنوا كل الأشياء وتمسكوا بالحسن” (1تس21:5).

ثامناً : التكلم بالألسنة . موهبة التكلم بألسنة هي قوة يعطيها الروح القدس لإنسان بها يقدر أن يتكلم بلغة لم يتعلمها قبلاً ، كما حدث مع الرسل في يوم الخمسين حيث امتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخري كما أعطاهم الروح أن ينطقوا (أع3:2) ، مما جعل السامعين يتحيرون قائلين ما عسي أن يكون هذا ..كيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها. إننا نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله (أع12:8:2

تاسعاً : ترجمة ألسنة كما أعطي الروح البعض الآخر موهبة ترجمة الألسنة، فيترجمون للسامعين ما يقوله أصحاب الألسنة حتى يفهم السامعون ويستفيدون حتى تنال الكنيسة بنياناً (1كو5:14) .موهبة ترجمة الألسنة هي التي تحكم موهبة الألسنة وتجعلها تبنى السامعين ، ويقول الرسول وإن لم يوجد مترجم فليصمت في الكنيسة” (1كو28:14) لذلك يحض الرسول أنه في حالة استعمال الألسنة يجب أن يكون هناك مترجم حتى ينفع بها الآخرين .

Comments are closed.