الحرية البشرية والشر

إله المبدعين

هل سيلغى الله الحرية البشرية لكى يزيل الشر؟

يعلِّمنا الكتاب أنّ الله خلق الإنسان مُتميِّزاً عن سائر المخلوقات بالإرادة الحرّة والقدرة على التّفكير والإبداع، وأنّه لا يفرض إرادته على خليقته بل يترك لنا حريّة التّفكير واتّخاذ القرارات سواء كانت صحيحة أم خاطئة “هَا أَنَا وَاقِفٌ خَارِجَ الْبَابِ أَقْرَعُهُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ فَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.” (رّؤ3: 20). ومن يرفض فهو الذي سيخسر

يمكن أن يزيل الله الشر من العالم، لكن هذا الكون لن يحقق في الدرجة الأولي القصد الرئيسي الذي خلق من أجله وهو” تمتع البشرية بالإرادة الحرة”. علي أي حال ، قد وضع الله قوانين الكون بحيث لا يستطيع البشر تجاوز حدودها. ولا يمكن أن يوجد الكون الذي يلغي فيه الشر تماما حيث أن الشر يبدأ في عقول البشر. أن يتحكم الله في عقول البشر معناه أن يتحول الإنسان البشري إلي إنسان آلي”robot” .

ومع أن هذا الفكر قد يبدو جميلة عند البعض، إلا أنه يصبح عائقا لنا في التعبير عن حبنا الحقيقي نحو بعضنا البعض وتجاه الله خالقنا.

  لماذا يسمح الله المحب بوقوع الشر؟

يسمح الله بوقوع الشر جزئيا لأسباب نعلمها أو نجهلها . وأحيانا يستخدمه الله كعصا لتأديب الإنسان

“يا ابني، لا تحتقر تأديب الرب ولا تكره توبيخه” (أم 3: 11)

 أو لتعليمه ” من يرفض التأديب يرذل نفسه و من يسمع للتوبيخ يقتني فهما” (ام 15: 32).

 لكننا لا نقدر أن نعرف كل الأسباب لماذا يسمح الله فيها بالشر والآلام في العالم وليس من المنطقي والضروري أن نقرر أنه إذا كان الله لا يوقف الآلام والشر في هذا العالم ، مع أنه يستطيع هذا. يمكن ان يستخدم الله الآلام كمخطط الهي للتعليم والتأديب و بالطبع لا يؤثر هذا علي حرية الإنسان في اختيار قرارته. وحدوث الشر لا يعني أن الله لا يقدر أن يوقفه لكن ببساطة يعني أنه لا يرغب أن يوقفه. ولا يعني قصد الله بحدوث الشر لكن سماحه بذلك في بعض الظروف

Comments are closed.