يوحنا بنيان

ضياء الفاهمين

يوحنا بنيان (1628- 1688)

“السائح المسيحي

كاتب وواعظ إنجليزي، اشتهر بتأليفه لكتاب “سياحة المسيحي” والذي يعد كتابًا رمزيًا، فضلًا عن كتابته للعديد من المواعظ. يصف كيف أنه كشاب، عاش حياة متمركزة حول نفسه من تمرد علني ضد الله، وحتى في أوقات الإدانة، شكك في أن نعمة الله كانت كافية للتغلب على حالته. في النهاية استسلم وذهب للخدمة كواعظ وكتب أحد الروائع الدائمة للإيمان المسيحي “السائح المسيحي

 ولد بنيان في شرق انجلترا. وقد شارك بنيان في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية الإنجليزية. ولكنه عاد بعد قضاء ثلاث سنوات في الجيش ليصبح سمكريًا، وهى الحرفة التي تعلمها عن والده

أما أسوأ الشدائد فقد حلت عليه بعودة الملكية، فقد جدد القانون القديم الذي صدر في عهد اليزابيث والذي قضى بحضور كل الإنجليز الصلوات الأنجليكانية دون غيرها. وأذعن بنيان إلى حد إغلاق مكان اجتماعاته الخاص في بدفورد، والتقى بجمهور المصلين في أماكن خفية وألقى عليهم مواعظه، فاعتقل، وعرض عليه إطلاق سراحه إذا وعد بألا يعظ علانية. فرفض وأودع سجن بدفوود (نوفمبر 1660)، وهناك قضى اثني عشر عاماً، مع بعض فترات تمتع فيها بحرية محدودة. وتجدد في أوقات متفرعة عرض الإفراج عنه، بنفس الشروط، مثيراً نفس الرد: “إذا أطلقتم سراحي اليوم فسأشرع في الوعظ غداً”.

وربما أصبحت حياة الأسرة عبئاً ثقيلاً، لقد توفيت زوجته الأولى في 1658 تاركةً له أربعة أطفال أحدهم أعمى، وتزوج ثانية. وعاون الجيران في إقامة أود الأسرة، وأسهم بنيان في نفقتها بصنعها خلسة في السجن وتدبير أمر بيعها، وأجيز لزوجته وأولاده أن يزوروه كل يوم كما أجيز لجيرانه أن يعظ رفاق السجن، وأن يغادر السجن متى شاء، حتى للسفر إلى لندن. ولكنه استأنف الوعظ سراً فضيقوا عليه الخناق في السجن. وفي المعتقل قرأ الكتاب المقدس المرة تلو المرة، كما قرأ كتاب “سجل الشهداء”، الذي أذكى حرارة الإيمان عنده، ووجد متعة عظيمة في رؤى سفر الرؤيا، ولا بد أنه كان مزوداً بالقلم والقرطاس، لأنه في السنوات الست الأولى من احتجازه كتب ست قطع دينية، كما وضع مؤلفه العظيم “الرحمة تتسع لكبير الخطائين”. وهو سيرة حياته الروحية، وهو رؤية مختلفة عن رؤى العقل البيوريتاني.

وفي 1666، أصدره شارل الثاني “إعلان العفو العام الأول”، أطلق سراح بنيان فعاود الوعظ فأعيد إلى السجن مرة أخري . وفي 1672 أصدر شارل الثاني“إعلان العفو العام الثاني” للقساوسة و المنشقين، فأفرج عن بنيان، وانتخب على الفور راعياً للكنيسته الأولي. وفي 1673 أبطل العمل بإعلان العفو، وتجدد تحريم الوعظ على المنشقين، فلم يتمثل بنيان له، وأعيد إلى السجن (1675)، ولكن سرعان ما أخلى سبيل. ويعد كتابه “سياحة المسيحي” من أنجح الكتب الصادرة بالإنجليزية، وصدر عنه مئات الطبعات.

يشير كتاب السياحة المسيحية إلى صناعة السياحة التي تتضمن السفر المسيحي، السياحة والضيافة. في السنوات الأخيرة نمى فرع السياحة المسيحية لتشمل ليس فقط سياحة المسيحيين بشكل فردي أو في مجموعات من السفريات التبشيرية، وتقيم مختلف الكنائس والمؤسسات المسيحية الرحلات  العائلية والشبابيَّة  لزيارة المعالم المسيحية المختلفة في جميع أنحاء العالم أو من أجل تجمعات دينية مسيحية مثل الاحتفالات والمؤتمرات.

 

Comments are closed.