صليب الجلجثة

الحصن الحصين

صليب الجلجثة

” كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1كو18:1)

وردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد، و فعل الصلب 46 مرة.

الصليب أداة التعذيب
كان الصليب هو أداة التعذيب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبة مستعرضة لتشد عليها يدا المصلوب وتسمر بها.

طريقة الصلب
اكتشف فريق من الأثريين صيف 1968 أربعة قبور في “رأس المصارف” بالقرب من القدس، احتوي أحدها على صندوق به هيكل عظمي لشاب توفي مصلوبا يرجع تاريخه إلى ما بين 7، 66 ميلادي. كما تدل عليه الأواني الفخارية من عصر الهيروديسيين التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم “يوحانان“. وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن أسباب وطبيعة موته:
كان ذراعا الشاب مسمرتين إلى خشبة الصليب. وكانت الساقين منحنيتين عند الركبتين إلى الخلف، والقدمان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وكانت الساقان مكسورتين بضربة عنيفة، قاسية وبشعة.

مظاهر خاصة عند صلب المسيح
عندما رفع الرب يسوع علي الصليب، حدثت بعض المظاهر الخاصة منها:

  • ذهلت الملائكة في هذا اليوم الرهيب، وهم يرون عذابات المخلص.
  • حجبت الأجناد السماوية وجوهها حتى لا يروا ذلك المنظر المخيف.
  • غبرت الطبيعة الجامدة عن عطفها على مبدعها المهان وهو يحتضر.
  • رفضت الشمس أن تنظر إلى ذلك المشهد الرهيب فحجبت أشعتها.
  • غطت الصليب ظلمة داجية في الظهيرة شمل صمت القبور جبل الجلجثة.
  • اكتنف الرعب الجمع الواقف عند الصليب رعب لم يعرف أحد كنهه.
  • في الجلجثة رأينا شناعة الخطية، وجرم الإنسان.
  • في الصليب صرع الرب يسوع قوات الظلمة. فلم يمت الرب يسوع مهزوما مقهورا على أمره، لكنه مات منتصرا على إبليس وجنوده.

بركات الصليب
بالصليب تصالحنا مع الله الأب. “لأنه فيه سر أن يحل كل الملء، وأن يصالح به الكل لنفسه، عاملا الصلح بدم صليبه” (كو19:1). بعد أن فشلت كل وسيلة في إصلاح العلاقة بين الله والإنسان.
بالصليب انشق الحجاب: الذي كان يفصل وجه الله عن الإنسان ودخل الإنسان بعلاقة جديدة مع الله. بالصليب عمل الرب يسوع ما لم نستطع أن نفعله نحن مات بالنيابة عنا وسدد كل الدين
بالصليب قدم المسيح الذبيحة الكاملة. وفتح طريق السماء مرة وسيبقى مفتوحا إلى الأبد.
بالصليب تطهرنا وتقدسنا: “فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة” (عب 10:10).
بالصليب سمر الإنسان العتيق، “عالمين هذا أن الإنسان العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية” (رو6:6). الإنسان العتيق هو مصدر الشر والخراب والدمار والويلات. فيصرخ الإنسان قائلا: “ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من جسد هذا الموت” (رومية 24:7). فالإنسان الذي ينضم إلى طريق المسيح يكرس نفسه لنوع جديد من الحياة، ذلك انه قد مات للحياة القديمة وقام للحياة الجديدة، فهو إنسان مختلف. على أنه سيحدث ما هو أكثر من التغيير الأخلاقي في حياة من قبل المسيح، لأنه هناك اتحاد كامل به. فالتغيير الأخلاقي مستحيل بدون الاتحاد بالمسيح.
بالصليب صار لنا ثقة بالدخول إلى الأقداس: “فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس، بدم يسوع، طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب، أي جسده لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة أجسادنا بماء نقي” (عب19:10-22). يمكنك أن تحصل على اليقين والثقة والرجاء والسلام من أن المسيح دفع جزاء خطياك.
 بالصليب نتمتع بشفاعة المسيح: المسيح يخدم الآن في السماء من أجلنا ويمثلنا أمام الأب السماوي ليس بسبب صلاح فينا بل بسبب كماله هو. يشفع فينا. وهو يتعاطف معنا، ويعيننا، ويرثي لضعفتانا. فالصليب يؤكد لنا قدومنا التام إلى محضر الله بغض النظر عمن نكون. في المسيح نحن ملك لله وكل من يؤمن يمكنه الدخول بجرأة وليس بانكماش وخوف .
بصليب المسيح تحققت حاجتنا القصوى
لو كانت حاجتنا القصوى إلى المعلومات، لأرسل الله لنا معلما.
ولو كانت حاجتنا القصوى إلى الأموال، لأرسل الله لنا خبير اقتصاد.
ولو كانت حاجتنا القصوى إلى التكنولوجيا، لأرسل الله لنا عالما.
ولو كانت حاجتنا القصوى إلى المرح، لأرسل الله لنا مازحا.
لكن حاجتنا القصوى هي إلى الغفران، فأرسل الله لنا مخلصا“
الصليب هو طريقة الله في توحيد الألم مع الحب:
جاء المسيح ليسدد دينا لم يكن دينه هو، لأننا كنا مديونين بدين لم نستطع سداده لم يصلب المسيح في كاتدرائية بين الشموع، بل على صليب بين اللصوص.

صليب المسيح هو فخر لنا
بالنسبة لنا هو حمل مثل الشراع للسفينة والجناحين للطائر
لا يوجد لابسو تيجان في السماء لم يكونوا حاملي صلبان على الأرض، صرنا رجال ونساء الصليب. لنا رسالة الصليب، وحاملين علامة الصليب
بصليب المسيح صار لنا كل شيء: “الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء” (رو32:8). الله وهبنا الهبات الروحية والزمنية، فإذا كان الله يعتني بالطيور والزنابق فبكل تأكيد سيعتني بنا! ويؤكد الرسول بولس قائلا بأن المسيح سوف يملأ كل احتياجنا.
……………………………………………………………………………………..
عيد الصليب
استرد هرقل إمبراطور الروم (610 – 641م) الصليب من الفرس وأراد أن يرده إلي كنيسة القيامة , فلبس حلته الملوكية , وتوشح بوشاحه الإمبراطوري , ووضع علي رأسه تاجه الذهبي المرصع بالأحجار الكريمة ثم حمل الصليب علي كتفه , ولما اقترب من باب كنيسة القيامة , ثقل عليه الصليب إلي درجة كبيرة , ولم يستطع أن يخطو عتبة الكنيسة , فحار في الأمر , وحينئذ تقدم إليه البطريرك زكريا وقال له : ” أذكر أيها الملك أن مولاك دخل إلي هذا المكان حاملاً الصليب , وعلي هامته المقدسة إكليل من الشوك لا إكليل من الذهب ، يلزم أن تخلع تاجك الذهبي , وتنزع عنك وشاحك الملكي , ليتسنى لك الدخول” فرضخ الملك للنصيحة وفعل كما قال له البطريرك زكريا فأمكنه أن يدخل الكنيسة في سهولة , وحسب ذلك اليوم عيداً للصليب.

 

Comments are closed.