طرح المرارة امام الله

جزاء الصابرين

حتى و نحن غاضبون من الله فهو لا يغضب منا و لا يديننا. هو الذي يستجيب لنا دائما بالمحبة والرحمة . لذلك ونحن غاضبون من الله علينا أن نثق في طبيعته المحبة الرحيمة،. نثق أنه يحول كل الأشياء إلي خيرنا. “رو8: 28” وأنه يسدد كل عوز لنا.( في4: 9) يجب أن نوضح له أننا غاضبون منه و نسمح له أن يرينا الخطأ في معتقداتنا . لدينا أمثلة كتابية كثيرة . عبر داود – الرجل الذي كان بحسب قلب الله – عن غضبه منه في مزمور 13: 1-6

إلي متي يا رب تنساني كل النسيان

إلي متي تحجب وجهك عني

إلي متي أجعل هموما في نفسي

و أحزاننا في قلبي كل يوم

إلي متي يرتفع عدوى علي

وبعد أن عبر داود عن غضبه، بدا يثق في طبيعة الله الرحيم

” أما أنا فعلي رحمتك توكلت

ليبتهج قلبي بخلاصك

اغني للرب لأنه أحسن إلي “

المغفرة للآخرين هي أصلا لفائدتنا

المغفرة للآخرين لها فوائد كثيرة في حياتنا . فالتخلص من عدم المغفرة والمرارة الداخلية تشبه التخلص من حمل ثقيل أزيل عن كواهلنا. .يريد الله أن تصير المغفرة جزءا من حياتنا اليومية. هنا بعض الفوائد الشخصية للمغفرة :

  • الشفاء العاطفي
  • علاقات أفضل مع الآخرين
  • الشفاء الجسدي
  • التحرر من الضغط الروحي

نحن نعيش طول حياتنا في توقعات مستمرة . تنتج هذه التوقعات من مقارنة أنفسنا بالآخرين ( ” إذا كانوا يحصلون علي هذا لماذا لا أحصل أنا أيضا عليه ؟” ) أو تنتج بسبب وعود الناس وتصريحاتهم وتأتي بعض التوقعات من احتياجاتنا الفعلية في الحياة ـ كأن نكون محبوبين ، مقبولين ونشعر بالأمان . إذا لم تسدد التوقعات من الناس أو من الله يأتي رد الفعل العاطفي في صورة غضب . يقول الكتاب “أغضبوا و لا تخطئوا”( أف4: 26) يصبح الغضب مشكلة إذا لم نتعامل معه علي الوجه الصحيح. يمكن أن نعيش في مأمن من الغضب إذا سلمنا توقعاتنا لله. في هذا التسليم نختار أن يقابل الله احتياجاتنا بما هو أفضل وليس بالصورة التي نرغبها. بالتسليم أنا أقرر أن أثق فيه وأنظر إليه كمصدر قناعتي ، فرحي وأمني بدلا من النظر إلي الظروف و الناس . لكن ماذا يحدث إذا لم أتعرف علي التوقع وغضبت ؟ وإذا استمر الغضب في قلبي وتحول إلي مرارة ؟ لكي نتعامل مع الغضب والمرارة من الأفضل أن نسامح الآخرين عما حدث منهم وإعفائهم من توقعاتنا . سيتعامل الله معهم، لذلك نحن نعطيه هذا الحق . لكن إن لم أتعامل مع المرارة ستنمو وتتعمق جذورها أكثر فأكثر وتتحول إلي كراهية، انتقام ويأس ( عب12: 15) وأتحول إلي شخص غير راض ويصير تركيزي بالكامل علي التوقع الذي لم يشبع والشخص الذي أخفق في إشباعه. لا يمكن أن أري كيف يقابل الله احتياجي . لكن ماذا إذا كان الغضب هو نحو الله؟

يجب أ ثق في محبته وطبيعته الرحيمة بأنه سيحول كل شئ إلي خيري. ( رو8: 28 ) وأنه يسدد كل احتياجاتي بطريقته الخاصة ( في4: 19)

Comments are closed.