قوة التكريس

صلاة العابدين




وكل ما عملتم بقول او فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به( كو 3 : 17 )

ما هو التكريس؟

التكريس هو ان يعمل الشخص بكل طاقاته وامكانياته في خدمة ما او من يتخصص له. والتكريس لله هو أن يفرز الانسان نفسه راغبا من كل القلب أن يخدم الله طول عمره بحسب الدعوة الالهية. أن يسعي لتحقيق الغرض رغم كثرة المصاعب التي يواجهها، مشقة الجهد الذي يبذله، فداحة الثمن الذي يدفعه، ضراوة العدو الذي يقابله، لا يعوًقه شيء عن ذلك.

ويستطيع الشخص المكرس أن يتغلب علي طبيعته الضعيفة بإخضاع نفسه أمام الله

“فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا 6الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه 7لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. 8واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب” (في 2 : 5-

أمثلة لأشخاص مكرًسين

1.الرب يسوع المسيح

لا يوجد مثال أعظم من الرب يسوع في حياة التكريس. كان الرب خاضعا بالكامل لإرادة الآب السماوي. لقد تميز شخص

ربنا يسوع المسيح بالطاعة الكاملة. قال لله الآب «بذبيحة وتقدمة لم تُسَّر، ولكن هيأت لى جسداً» وأيضاً «هأنذا أجئ .. لأفعل مشيئتك ياإلهي سُررت». جاء إلى العالم متجسداً لإتمام مشيئة الله من جهة فداء الإنسان. جاء بنفسه ليحقق رغبة الاب .

كان كل صباح ، يقوم باكراً جداً ويمضى إلى موضع خلاء ليصلى. كان طعامه أن يفعل مشيئة الآب الذى أرسله ويتمم عمله (يو 4: 34). يقول عن نفسه «لأنى فى كل حين أفعل ما يُرضيه» (يو 8: 29). يعمل إرادته بغض النظران كانت نتائج الخدمة سيقبلها البشر أو يرفضوها.

وفى بستان جثسيمانى قبل أن يمضى للصلب مباشرة صليً «ياأبتاه إن شئت أن تُجيز عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك» (لو 22: 42).قال عنه الرسول بولس : إنه أطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 8)

2.الرسول بولس

بعد مقابلة الرب يسوع معه وهو في الطريق إلي دمشق، خضع بولس تماما لإرادة الآب وشهد عن هذا لقوله ” لم أكن معاندا للرؤيا السماوية ( أع 26: 13 – 19) قضي باقي عمره مطيعا للروح القدس داخله بعد أن امتلأ منه (أع 13)‏. و كان الروح يقوده في كل تحركاته . كان الروح يسمح له بالكرازة فى أماكن و يمنعه في مواضع أخرى و يقوده في التعليم إذ يقول “لا بأقوال تعلّمها حكمة انسانية بل بما يعلّمه الروح القدس ‏قارنين الروحيات بالروحيات (1كو 2: 13)‏

لقد خدم بولس الرسول أكثر من 30 سنة معظمها أسفار فى جميع الأجواء و الأراضي و الظروف وتحقق قول السيد ‏المسيح لحنانيا عن بولس الرسول “سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي‎‏ (أع 9: 16).‏

وشهد عن هذه الآلام بالقول: ” في كل شيء نظهر انفسنا كخدام الله في صبر كثير في شدائد في ضرورات في ضيقات في ضربات في سجون في اضطرابات في اتعاب في ‏اسهار في اصوام في طهارة في علم في اناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء في كلام الحق في قوة الله بسلاح البر لليمين ولليسار . في الاتعاب اكثر. في الضربات اوفر. في السجون اكثر. في الميتات مرارا كثيرة. من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة. ثلاث ‏مرات ضربت بالعصي. مرة رجمت. ثلاث مرات انكسرت بي السفينة. بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار من جنسي. بأخطار من الامم. ‏بأخطار في المدينة. بأخطار في البرية. في تعب وكد. في اسهار مرارا كثيرة. في جوع وعطش. في اصوام مرارا كثيرة. في برد وعري بأخطار في ‏البحر. بأخطار من اخوة كذبة (2كو 11)‏

3.التلاميذ

بدأ تلاميذ المسيح الشهادة عن صلب المسيح، قيامته وصعوده إلي السماء بعد أن امتلئوا من الروح القدس يوم الخمسين.

بدأوا كفريق صغير يتكون من 12 شخص. فتنوا المسكونة المعروفة في ذلك الحين: كل بلاد الامبراطورية الرومانية، وأطاحوا بقيصر “إله الامبراطورية”، وانتشرت الكنائس في كل انحاء بلاد حوض البحر الابيض المتوسط. وسرعان ما أقام الله المرسلين المكرًسين ليحملوا نور الكرازة بالمسيح عبر العالم. وفي عصر السموات المفتوحة، بواسطة القضائيات، تصل الاخبار السارة إلي اقصي الارض( أع 1 : 8)

4.جون ويسلي

هو مثال ما يمكن ان يعمله الشخص المكرز لله. سافر ويسلي أكثر من200،000 ميل علي ظهر الحصان ، بمعدل 20 ميل في اليوم لمدة 40 عام. القي 40000 عظة. كتب 400 كتاب وكان يعرف 10 لغات. في عمر 83 كان متضايقا من انه لم يستطع أن يكتب 15 ساعة في اليوم بدون أن تتأثر عيناه. ولما بلغ 86 كان خجلا من أنه لم يكن في استطاعته أن يعظ أكثر من مرتين في اليوم ( وكان معدل عظاته 5 في السنين السابقة)وكتب في مذكراته أنه صار يميل إلي النوم حتي30: 5 صباحا

5.دوايت ل مودي

هذا مثال أخر. سمع شخصا يقول” الله ينتظر شخصا واحدا مكرسا بالكامل ليصنع به امورا فائقة” فقرر” سوف أكون أنا هذا الشخص” اصبح بيلي جراهام القرن التاسع عشر. بشر بالمسيح علي كلا جانبي الاطلسي، رابحا الالاف من الناس لشخصه المبارك وملهما مئات المؤسسات من كليات، جامعات، معاهد، كنائس، ارساليات ومستشفيات.

6.ارميا لامفير ونهضة امريكا عام1875

في صباح شتاء كئيب من عام1875 كان السيد ” لامفير”في طريقه إلي مكتبه في شارع فولتون- نيويورك. كان يتصفح جريدة” نيويورك تريبون، في وقت انتشر فيه الذعر والتشاؤم في امريكا. كانت البلاد تعاني من انهيار اقتصادي شديد اطلق عليه ” الذعر المالي”. أغلقت محال التجارة، انخفضت الأجور، وارتفعت الأسعار جدا. انتشرت البطالة. اصبحت الأحوال مزعجة جدا، لكن “لامفير” كان مهتما.

من هو لامفير؟

لم يكن قائدا صناعيا عظيما. لم يكن من رجال السياسة الهامين. كان كاتبا بسيطا في احد محال شارع فولتون وكان رجل صلاة، وتحت حصار الأخبار السيئة، حصل علي الإرشاد الإلهي. في نفس اليوم، كتب مذكرة لكل من يعرفهم في العمل، يخبرهم أنه سيعقد اجتماع صلاة ظهر كل يوم اعتبارا من اليوم التالي في مكتب معيًن في شارع فولتون، ويدعوهم للحضور..

قام بإعداد المكان. وضع عشرين كرسيا في دائرة. في اليوم التالي، كان هناك كرسي واحد مشغولا،” لامفير” شاغله الوحيد. لكن هذا لم يثن عزمه. صلي في طلب التحوًل العظيم فيه وفي البلاد ( امريكا). انضم في اليوم التالي ثلاثة. ثم في اليوم الثالث، كانت المقاعد كلها مشغولة. اجتمع المصلون اليوم بعد الأخر وسرعان ما بدأ اجتماع صلاة أخرفي شارع “وول”، ثم ثالث في “وليام” وأخر في ” تزودواي. وقفزت الحركة إلي أجزاء أخري من البلاد في بوسطن-فيلادلفيا-دينفر- والساحل الغربي والجنوبي. قامت جماعات للصلاة في كل مكان. خلال عامين حضر الاجتماعات مليون شخص في الولايات المتحدة. ومع هذه القفزة العظمي، حدث ارتفاع فجائي في الأخلاقيات، في التجارة والحياة الاجتماعية للأمة. ثم موجة كاملة جديدة في الرخاء المادي والنهضة الروحية. نهضة لم تشهد البلاد نظيرها من قبل.

تم كل هذا بواسطة رجل واحد، اطلق طاقات الصلاة الهائلة فتغير كل شيء في الأخلاقيات، الاقتصاديات والاجتماعيات.

نحن نعيش في عدم استقرار. فقد الناس المثل الأخلاقية والروحية وانطرحوا في مستنقعات الرذيلة في أعمالهم، اتجاهاتهم وأخلاقياتهم المنهارة. صارت الخطية أمرا عاديا، بعد أن كانت أمرا غريبا. ساد علي غالبية الناس اتجاه ” التغيير من أجل التغيير”. نتيجة لهذا لا بد من عمل شيء فورا. صارت هناك حاجة ملًحة للتجديد الروحي للأفراد إذا كان علي الأمة أن تعدًل مسارها. نحتاج إلي التثقًل والتكريس مثلما فعل لامفير عام 1857. وسنحصل علي نفس النتيجة التي حصل عليها لامفير. المستقبل يعتمد علينا. علي كل واحد أن يقف بنفسه لمقاومة تيار الشر المعاصر، مقاومة تيار الانحدار إلي الرذيلة. تقاومها بسلطان التجديد الاعظم

صور من اشخاص تكرسوا في مجالاتهم

1.كتب افلاطون العبارة الأولي من عمله ” جمهورية افلاطون” عدة مرات فبل أن يكون راضيا عنها

2.تدرب سيسرون علي الحديث مع اصدقاءه كل يوم لمدة 30 سنة حتي اصبح فصيحا

3.بذل نوح وبستر الجهد لمدة 36 سنة قبل كتابة قاموسه، سافر عبر المحيط الاطلنطي مرتين لجمع مادة القاموس

4.كان ميلتون يستيقظ كل يوم في الرابعة صباحا ليكون عنده الوقت الكافي لعمل ” الفردوس المفقود”ا

5.قضي جيبون26 سنة في عمله ” تدهور وسقوط الامبراطورية الرومانية”

  1. أعاد بريانتي كتابةmasterpieces” روائعه الشعرية ” 99 مرة قبل ان تصبح كلاسيكية

لتحقيق حياة التكريس علي المؤمن أن يسأل نفسه:

1.هل احيا في شركة مع الله؟ “امين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا1″( كو 1 : 9)

2.هل امارس الخلوة اليومية؟ “اجتهد ان تقيم نفسك للّه مزكّى عاملا لا يخزى مفصّلا كلمة الحق بالاستقامة 2 تي 2 : 15

3.كيف امارس حياة الصلاة؟ “صلّوا بلا انقطاع ” تس 5 : 17

4.هل ارعي أي مرارة ؟” ملاحظين لئلا يخيب احد من نعمة الله. لئلا يطلع اصل مرارة ويصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرون. “عب 12 : 15

5.هل توجد في حياتي خطية لم اعترف لله بها؟” ‎ان راعيت اثما في قلبي لا يستمع لي الرب “‎مز 66 : 18

6.هل توجد خصومة مع أخي؟ “فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك” مت 5 23- 24

7.هل احب أخي؟ ” لتثبت المحبة الاخوية.” عب 13 : 1

8.هل اسعي إلي الوشاية ؟” الساعي بالوشاية يفشي السر والامين الروح يكتم الامر” ام 11 : 13

9.هل اتعثر بسرعة ؟ “لأنه اي مجد هو ان كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون. بل ان كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله” 1بط 2 : 20

10.هل اعيش في عصيان الله؟ “فقال صموئيل هل مسرّة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب. هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش ” 1صم 15 : 12

11.كيف تصير حياتي العائلية؟ “خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله “اف 5 : 21

12.هل أبشر الأخرين؟ “قال السيد للعبد اخرج الى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي “لو 14 : 23

13.هل أنا في الحقيقة كما يراني الناس؟ “فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لأني قد رفضته. لأنه ليس كما ينظر الانسان. لان الانسان ينظر الى العينين واما الرب فانه ينظر الى القلب” 1. صم 16: 7

14.– هل أهتم بربح النفوس” لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد” يو 3 : 17 -18

15.هل اصلي من أجل الاخرين؟ “وصلّوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا “يع 5 :16

16.– هل اطلب من الله ان يكلمني من خلال العظات وأنفذ ما يأمرني به؟

“ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم” يع 1 : 22

Comments are closed.