قوة التوسل

صلاة العابدين




فاذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلّوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني اسمع من السماء واغفر خطيتهم وابرئ ارضهم“( 2 أي 7 : 14)

إيفان روبرتس ونهضة ويلز 1904

في سني ما قبل النهضة التي تفجرت في ويلز- بريطانيا- في نوفمبر 1904، كان هناك عدد من القديسينالجوعى إلي البر، يقرأون كتاب اندرو موري في مدرسة الصلاة. اعد الله شعبا كأواني مقدسة لتقود الامة إلي الله، كان من ابرز اعضاء الجماعة هو ايفان روبرتس الذي ولد عام 1878. في سن الحادية عشر، ترك ايفان المدرسة ، بدأ كعامل منجم فحم، بدأ يصلي أن يحقق الله دعوته له. كانت كتب جورج مولر لها التأثير الفعال في سلوك ايفان روبرتس. نضجت حياة الصلاة لديه، كان يؤمن بفساد طبيعة الانسان، والعقاب الابدي علي الذين ينكرون المسيح وعدم قبول الخلاص بدمه. بدأ حياته بالتبشير والخضوع لله وحياة القداسة.

اللقاء مع الله وجها إلي وجه

ذات ليلة ، وهو يتوسل إلي الله غالبه النعاس، استيقظ في نصف الليل فجأة في فرح كبير وهو يشعر أنه في محضر الله العظيم، لمدة اربع ساعات تحدث إيفان مع الله وجها إلي وجه ، من هذه الليلة تأكد من دعوته وتكرس في صلاة مستمرة لمدة اربع شهور، كان يتضرع إلي نهضة مدينة ويلز. في عام 1904 بينما هو في السادسة وعشرين، التحق بالجامعة ليكمل دارسته ، كانت مقابلة جديدة مع الله ، كان يشبه هذا لقاء موسي مع الله في العليقة ، وهناك استمع ايفان إلي الخادم المعروف شيس يشوع، اقترح فريق من الشباب ضمنهم ايفان القيام بقافلة تبشيرية عبر اقليمهم. وكان شعار القافلة هو ؟قوة الروح القدس قادمة. “كان شيت والشباب يصلون لله في جملة واحدة وهي (احنني) و كانت نفس الصلاة هي صلاة ايفان ايضا، وتحولت هذه الصلاة إلي كل المدينة، وفي الصباح التالي ركع ايفان وهو يصلي (احنني) كان العرق يتصبب منه وهو يتمخض في صلاته ويئن في الروح. في هذا اليوم اصبح ايفان رجلا جديد، لان نار الروح القدس امتلكته وثنته.

الحلول الالهية

كانت صلاة ايفان هي يقظة ويلز. في صباح الاحد وقف يشهد بعمل الله في حياته وطلب من الحاضرين ان يطلبوا ملء الروح القدس. حلت قوة الله عليهم واعلن عدد غفير توبتهم و رجعوهم عن الطرق الملتوية. انتشرت الاخبار بسرعة، ليلة تلو الأخرى واعداد الحاضرين تزداد في خشوع وتوبة وفرح. كان ايفان روبرتس ينادي بالتوبة للخطأة ، قوة الروح القدس للمؤمنين. وفي نهاية الاسبوع اشتعلت المدينة وكانت الاجتماعات الليلية تفوق 5 ساعات كل ليلة ، وكان يقرع الكثير من الحاضرين صدورهم في خشوع وتوبة . استمر هذا الامر لمدة اسابيع. اهمل الناس الطعام والنشاطات الأخرى . وجهت كنيسة اخري دعوة إلي ايفان وهم يأملون في عظة قوية، لكن قبل ان يصعد ايفان المنبر، بدأت احدي الشابات بالصلاة بصوت مرتفع ولم يستطيع أن يتحدث ايفان وبدأ في الصلاة والبكاء وبدأت كثير من السيدات في الصلاة وركع الجميع وصمت الترانيم وبحلول اليل ، صارت الاجتماع مشتعلا، البعض يصلي ، البعض يرنم، البعض جالس أو ساجد .استمرت الاجتماعات والنيران تنتشر وتغير حياة بيوت بكاملها. تكرر المشهد في كنائس اخري، صلي الناس شهدوا ورنموا بقيادة الروح. بدأ مراسلو الاعلام والصحف ينشرون صور ايفان في جرائدهم، تجدد عدد كبير من محرري الصحف. انتقلت نهضة ويلز إلي بلاد مجاورة ومدن عديدة.

في بعض الاحيان كانت العظة تستمر إلي ساعات، وبعض الاحيان فترة وجيزة. كان ايفان اناء اختاره الله لهذه اليقظة. اقتفي اثاره كثير من المبشرين. توقفت كثير من الانشطة الرياضية ، فرغت المسارح واغلقت الحانات وانخفضت الجريمة. قرر احد رجال الامن، ان مدمني الكحوليات، نقص عددهم إلي 60% خلال الشهر الاول من اليقظة الروحية. غزت النهضة اماكن عديدة من دور المقامرة والبارات. اعلن عمال المناجم ايمانهم واصبحوا اعمدة راسخة في البلاد. تاب كثير من الملحدين وصلي الاطفال تحت قوة الله وانشدوا عن الصليب. زيارة الخدام لويلز

جاء الوعاظ من كل بريطانيا والعالم، ليشهدوا مجد الله. عندما زار الواعظ المعروف ف. ب. ماير المنطقة ليري هذه النهضة ، جلس بين الحاضرين ورفض اعتلاء المنبر و ركع يستمع إلي الروح القدس. خشي كامبل مورجان أن يعطل الاجتماع فخرج في هدوء. قال وليم بوث ، مؤسس جيش الخلاص عن النهضة “أنها استمرار ليوم الخميسين”

خشي كل هؤلاء القادة ان يلمسوا عمل الله، كانوا يجلسوا صامتين و يقود الاجتماع عمال المناجم

سئل لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا عن النهضة. اجاب “انها اعظم نهضة روحية في حياة ويلز. لها تأثير الزلازل علي البلاد”.

ثمار خالدة

قد اثرت هذه النهضة في كل الحاضرين، وكانت نهضة ترانيم، لكن ترانيم مبنية علي عقيدة راسخة، كانت لها ثمار في توبة الكثيرين وانتشارها إلي انحاء متفرقة من برطأينا والعالم بواسطة السنه لمستها نيران الله، وتحول الناس إلي اشخاص محبين للمكتوب يعرفون بقداسة القلب والسلوك المسيحي الحيً . لم تستخدم الوسائل البشرية لجذب الناس إلي الكنيسة ، إذ كانت هذه نهضة مبعثها السماء. قال احد شهود العيان “حركة إلهية عملها الله في قلب ايفان روبرتس الذي وضع لنفسه برنامجا حيًا دون توقف او راحة. خدم روبرتس في جنوب ويلز بصفة دائمة وكان رجل الله الممسوح من الروح القدس . و مضي ليكون مع الرب في يناير 1951.

كانت نتائج النهضة ، خلال شهرين من بداياتها عظيمة ، تجدد نحو 30 الف شخص. في فترة 6 شهور ثم صار العدد100 ألف متجدد. وفي بداية عام 1906 كان عمل النهضة ملموسا في كل انحاء العالم. لمدة اكثر من مائة سنة و العالم يجني ثمار النهضة. كانت وسائل النهضة الايمان الواثق في الصلاة ، تعظيم الله في التسبيح والخضوع لتوجيه روح الله القدوس

الصلاة المستجابة

  1. صلاة الإيمان:

قال الرب يسوع المسيح له المجد لتلاميذه “لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم “مر 11: 24،

2- الصلاة باسم الرب يسوع:

“مهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن إن سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله” يو 14: 13و 14 “الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً” يو 16: 23 و 24

أن نصلي الصلاة التي تتوافق مع إرادة يسوع، وتنسجم مع صفاته، وتتناسب مع محبته وقداسته، ففي هذه الحدود المركزة في شخص المسيح لك الحرية أن تطلب ما تشاء وسيستجيب لك الله

3-الصلاة بحسب مشيئة الله:

يقول يوحنا الحبيب “وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا” 1 يو 5: 14

4- حياة الأمانة والطاعة :

“ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه” 1 يو 3: 22 فحياة الطاعة شرط ضروري لاستجابة الصلاة، والسلوك في الأعمال المرضية أمامه أمر جوهري لنوال طلباتنا منه.

لماذا لا يستجيب الله كل صلواتنا؟ هناك أسباب تعطل الصلاة

1 محبة الذات: “تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا في لذاتكم” يع 4: 3

  1. البخل في العطاء: “من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضاً يصرخ ولا يستجاب” أم 21: 13
  2. القسوة: “كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضاً معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم” 1 بط 3: 7
  3. وجود خطية في الحياة: “ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع” أش 59: 1 و 2

5- امتحان الإيمان قد لا يستجيب الله صلاتنا بقصد امتحان إيماننا أو إعلان عظمة هذا الإيمان:

6 عدم الجدية فيما نطلب قد لا يستجيب الله صلاتنا لأنها ترفع في ظروف لا تعني فيها ما قلناه بل على العكس تفسد ما قصده الله لحياتنا:

Comments are closed.