قوة الحب

سيمفونية العازفين




جئت لألقي نارا على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت“(لو 12: 49 )

اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار“( نش٨: ٦، ٧)

  • الثورات النارية

تتردد كلمة الثورة كثيرا على أفواه البشر في هذه الأيام وعلي صفحات الجرائد والتلفزيون والإذاعة. فهنا ثورة بيضاء وتلك ثورة حمراء، ثورة سياسية وأخرى اجتماعية، ثورة من فوق وأخرى من تحت، ثورة الربيع وثورة الخريف، ثورات على الإدارات والجامعات والنظم والقضاء و الأمن والقيم والأخلاق

وتجتهد كل الطبقات في المشاركة، وحتي التي لا تشارك تدًعي بأن لها الذراع الطولي في احداث التغيير. وبالرغم من تكاثر هذه الحركات الثورية فوضع البشر يزداد سوءاً على سوء.

  • ينبوع المياه الحية

يصرح رجال العلم والسياسة والاجتماع: “أن العالم يمر الآن في مرحلة من أدق مراحل التاريخ

وسبب أخفاق هذه الثورات هو أن البشر تركوني أنا ينبوع المياه الحية , و حفروا لأنفسهم آبارا مشققة لا تضبط ماء ” ( أر 2 : 13 ) اعتمد الناس علي أساليبهم الخاصة و رفضوا ثورة المسيح. الثورة التي أحدثها بدون أضرار ولا دمار – رفضوا ثورة المحبة الصادقة، ثورة البناء والتعمير، ثورة القضاء على الشر والخطية، ثورة القضاء علي الكذب والكبرياء، علي الرياء والحسد و حب الانتقام. رفضوا المسيح الذي لم يبغي يوماً سوى خيرهم و صالحهم، أحب نفوسهم الخالدة لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون“.1(تي 1 : 6) لهذا قال المسيح: “جئت لألقي ناراً على الأرضنار الحب الإلهي 12: 49

  • مكان الثورة: القلوب السوداء

من يتأمل حالة قلبه البشري، من يتأمل حقيقته: براه كسحابة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد شيئاً فشيئا و تتلاشى في الفضاء.

هذا هو واقع قلب الإنسان. فهو، أشبه بالقارة السوداء. انه مرعب جداًليس من يعمل صلاحاً كل الرأس مريض و كل القلب سقيم القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه ” ( ار 17 : 9)

سئل أحد المؤمنين عن اسمه فأجاب: اسمي أسعد، قبل أن أتعرف علي يسوع لم أكن أسعد بل أسود

  • وسيلة الثورة: الدماء الحمراء

لم يأت المسيح على جماجم البشر كما فعل أكثر من يسمونهم أبطال التاريخ“. تمَّ سفك دم، لم يكن الدم سوى دم المسيح نفسه. “بدون سفك دم لا تحصل مغفرةكان تلاميذ المسيح قد ظنوا أن ثورة المسيح لا غنى لها عن سفك دم الناس ولا سيما دم المستعمرين الرومان في أيامهم. ولذا استل بطرس، في الليلة السابقة للصلب، سيفه و ضرب ضربته الأولى. فانتهره الرب في الحال قائلاً له: “رد سيفك إلى غمده، لان الذي يأخذ بالسيف، بالسيف يؤخذلم يبخل المسيح علينا بدمه لأنه هو حمل الله الذي رفع خطية العالم“( يو1 :28)

  • غاية الثورة: النهاية البيضاء.

وجًه بطرس سؤالاً إلى الرب ذات يوم قائلاً: “يا رب قد تركنا كل شيء تبعناك فماذا يكون لناأجابه يسوع: ليس أحد ترك أبا……إلا و يأخذ مئة ضعف في هذه الحياة و في النهاية الحياة الأبدية.، نهاية بيضاء لأنها أبدية – بطولها، وبنوعيتها. فالمنضمون تحت لواء هذه الثورة يصرفون أبديتهم في السماء حيث يغيب الهم والحزن والدموع والموت والشر والشيطان، ويتمتع المؤمنون بالسعادة

  • الدعوة الالهية

يدعو الثائر الأكبر الجموع تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكممت 11 :28

  • دعوته صحيحة.

عندما يقول يسوع تعالوافهو يعني ما يقول و يقول ما يعني فهو الصادق الأمينالمنـزًه عن الكذب. فقد نادى إليه الجموع في مناسبات عدة و رحب بفرح بالقادمين إليه الذين تبعوه من كل قلوبهم ولذا يكرر الدعوة: “تعالوا.. هلموا من يقبل إلي..” وما أكثر الذين اقبلوا إليه فوجدوا فيه ضالتهم المنشودة ووجدوا أنه الصادق في دعوته، القادر في قوته، الخالص في محبته، الواسع في رحمته. بالإضافة إلى صدقه فهو معصوم عن الخطأ و عن التسرع والتهور. و قد عبر مرارا عن غرض مجيئه إلى العالم فقال لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة“. يسوع نفسه يدعوك: . يمكنك تلبية الدعوة يكل اطمئنان

  • دعوته صريحة .

يقول تعالوا إليً“. لم يقل تعالوا إلى هذا أو ذاك من الناس، ولا قال تعالوا إلى هذا أو ذاك من الأنبياء والقديسين، بل قال تعالوا إلىً (أنا“). لان هذا ما يقوله الكتاب المقدس . هذا ما يقول الله والأنبياء والقديسين والمسيح عن نفسه.:

  1. قال الله: “هذا هو ابني الحبيبله اسمعوا” ( لو 9: 45 )
  2. قال يسوع: ” كل ما يعطيني الآب فاليّ يقبل ومن يقبل اليّ لا أخرجه خارجا. ” (.يو 6 : 37)
  3. قال موسى نبيايقيم الرب لكم. له تسمعون“( تث 18 : 15)
  4. قال يوحنا المعمدان هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم“.(يو1 : 28)
  5. قالت مريم العذراء أم يسوع للخدام في عرس قانا الجليل مهما قال لكم يسوع فافعلوه“( يو 2 : 5)
  6. قال الرسول بطرس و ليس بأحد غيره الخلاص (أع 11:4)
  7. و قال أيضا له يشهد جميع الأنبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا. (أع 10: 43)

إذا نفهم مما سبق أنه على الإنسان أن يذهب إلى يسوع لا سواه. و من يذهب إلى سواه يخالف ارادة الله

و يخالف مشورة رجال الله القديسين في الكتاب المقدس. وسيجد نفسه خاسرا في النهاية. فمن يذهب إلى يسوع يحظى بما عند يسوع. و من يذهب إلى سواه لن ينل أي شيء إلا المرار والحسرة

  • دعوته مريحة

دعوته صحيحة، صريحة و مريحة. مريحة لأنها موجًهة إلى الخطاة، والخطية أثقل من الرصاص ومن أي حمل أخر. قال قايين: ذنبي أعظم من أن يحتمل وقال يسوع تعالوا إلي يا جميع المتعبين

هذا العصر هو عصر العيون المتعبة. عصر القلوب المتعبة، والأعصاب المتعبة، والأجسام المتعبة، والأفكار المتعبة. ذلك لان الخطية فعلت فعلها بالإنسان فأتت على كل ما فيه فهشمته و تركته في حالة يرثى لها.” كل الراس مريض وكل القلب سقيم. 6من اسفل القدم الى الراس ليس فيه صحة بل جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت” ( اش 1 : 5 – 6 )

  • مضمون الدعوة:
  1. من المعاناة إلي الراحة تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا أريحكممت 11 :28
  2. من الموت إلي الحياة نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة ” (1 يو 3 : 14)
  3. من الرق إلي الحرية انكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة” (غل 5 : 13)
  4. من الظلمة إلي النورلكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب ( 1بط 2 : 9)
  5. من العبودية إلي السلام الله قد دعانا في السلام” (1كو 7 : 15)
  6. من الغربة إلي شركة ابنهامين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا ( 1 كو 1 : 9
  • ثمار الدعوة: الدعوة جعلتنا:
  1. اولاد الله اما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه ( يو1 : 12
  2. أبناء اللهلأنكم جميعا ابناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع

( غل 3 : 26)

  1. خدًام الله فقال له سيده نعمّا ايها العبد الصالح والامين ” ( مت 25 : 21)
  2. قديسي الله الى القديسين في كولوسي والاخوة المؤمنين في المسيح” ( كو 1 : 1 )
  3. مختاري الله : “لأجل المختارين لكي يحصلوا هم ايضا على الخلاص “( 2 تي 2 : 10 )
  4. فعلة الله من اجل ذلك اذ لنا هذه الخدمة كما رحمنا لا نفشل” ( 2 كو 4 : 1 )
  5. شركاء الدعوة العليا: ” ( في 3 : 14)
  6. شركاء الدعوة المقدسة ( 2تي 1 : 9 )
  7. شركاء الدعوة السماوية ( عب 3 : 1)

Comments are closed.