قوة الخالق

لماذا الأنين




من هو الإنسان؟

“إذ أري سماواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن أدم حتى تفتقده . وتنقصه قليلا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله تسلطه علي أعمال يديك جعلت كل شيء تحت قدميه” مز8: 3-6

الكون والانسان

بعد الدراسة الشاملة لعظمة الكون وعجائبه، كان داود مرتابا فيما إذا كان الله يفكر ويهتم بالإنسان وبالمجد والبهاء يكلله وحده. بالنسبة لداود كان الإنسان لا قيمة له بالمقارنة مع عظمة الكون الذي خلقه الله. لكن بالنسبة لله فإن الكون لا قيمة له بالمقارنة مع الإنسان الذي خلقه.

سأل داود السؤال الذي يتردد منذ الدهر ” من هو الإنسان؟” كان الإنسان فخورا بنفسه . منذ السقوط صار الإنسان متمركزا علي نفسه. وبمرور الزمن لم يستطع الإنسان وهو بعيد عن الله أن يجيب علي السؤال الأساسي ـ ” من أنا؟”

جوهر الانسان

يوجد مبدأ أساسي في الحياة ـ لكي تعرف الإنسان يجب أن تعرف الله. و في معرفتنا لله يمكننا أن نفهم الإنسان. فكلما زادت معرفة الشخص لله كلما فهم نفسه, هذا هو أساس السلوك المسيحي المنتصر.

النتيجة هى: إذا رغبتا معرفة جوهر الإنسان والمقصود ” بالجوهر ” الطبيعة الأصلية يكون علينا أن نفهم طبيعة الله

لدينا ثلاثة أمور أساسية نعرفها عن الله في الكتاب المقدس.

.الأمر الأول ذكره الرب يسوع في إنجيل يوحنا وهو “الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا” يو4: 24 لأن الله هو في الأساس روح، هكذا الإنسان هو روح أيضا. لهذا فإن أول شيء نعرفه عن الإنسان هو أنه في المكانة الأولي والعظمي كائن روحي.

الأمر الثاني أعلن الرب يسوع بوضوح أن الله إله واحد. “أجابه يسوع أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد” مر12: 29 الله شخص كامل ـ الرب إلهنا رب واحد ـ و لأن الله متحد في كماله كذلك الإنسان متحد في كماله، كما أن الله واحد كذلك الإنسان واحد.

الأمر الثالث الذي نراه في الكتاب المقدس عن الله ما أعلنه عن نفسه كالإله مثلث الأقانيم. الله الأب، الله الابن و الله الروح القدس. ولقد عادل الرب يسوع نفسه بالأب عندما قال ” أنا والأب واحد” يو10: 30

وكما أن طبيعة الله المعلنة هي الثالوث، كذلك الإنسان يقول الكتاب المقدس أن الإنسان نفس ، جسد وروح (1تس5: 23) .

الشيء الثالث الذي نتعلمه أن الإنسان له طبيعة مثلثة تتكون من ثلاثة أجزاء .

رؤية الإنسان :

الإنسان في الخليقة ، الإنسان في الانفصال والإنسان عندما أسترجعه الله. هذه الأمور لها معني مباشر عن طبيعة الإنسان.

عندما خلق الله الإنسان خلقه بطبيعة البراءة . كان الإنسان له طبيعة واحدة، كان كائنا واحدا، وخلق ليتمتع ويعرف الله وهو يعكس صورة وطبيعة خالقه . كان الإنسان في جنة عدن بارا وبريئا يتمتع بالله و يسود علي كل الخليقة التي أودعها الله بين يديه. كان هذا هو الإنسان في الخليقة.

لكن ، كما نقرأ في الكتاب المقدس- ظهر الشيطان في الصورة وأقنع الإنسان أن يصدق أكاذيبه بدلا من الحق الإلهي . وفي لحظة مصيرية اختبر الإنسان تغيير طبيعته . بدلا من الطبيعة الني تميل إلي البر صارت طبيعة الإنسان تصبو إلي الخطية. بعد لسقوط لم يكن للإنسان طبيعة تميل جزئيا إلي البر وطبيعة تميل جزئيا إلي الشر، لكنه بالكامل مشدود إلي الشر.

فداء الإنسان

تخللت الخطية الساكنة فيه طبيعته وانفصل عن الله. لم يقصد الله أن يحيا الإنسان دون التمتع بالحضور الإلهي لأن الذي جعل الإنسان إنسانا هو الله . لذلك بادر الله بخطة الفداء بالصليب، حيث صار ابن الله خطية من أجل الإنسان و هكذا استعاد الله الإنسان وافتدي الله الجنس البشري ، وعندما يقبل شخص ما الرب يسوع المسيح يتجدد هذا الشخص ويصير أنسانا جديدا ( الفداء هو عمل إلهي به يتجدد الإنسان)

ما يحدث عندما يقبل الشخص المسيح هو عكس ما حدث في السقوط. يقبل الخاطئ المسيح ويختبر تغييرا جوهريا ومستمرا في لحظة التجديد. يمنح الله الإنسان طبيعة جديدة بارة ويسكن فيه الروح القدس.

“فإن الله الذي لم يعرف خطيئة جعله الله خطيئة لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه” 2كو5: 21

عندما خلق الله الإنسان كان لهذا الإنسان طبيعة واحدة في حالة البر . عند السقوط صارت طبيعة الإنسان شريرة . والآن بعد الفداء صارت له طبيعة البر بينما فقد حالة البراءة لأنه حصل علي بر المسيح. و بسبب علاقتي مع المسيح صار كل ما وعدني به هو ملك لي, ولا أجاهد من أجل هذا الأمر بل هو شيء أمتلكه. ليس ما أعمل بل من أنا في المسيح هذا هو الأهم.

الموقف الآن

إذا كان لي طبيعة بارة لماذا لا أزال أعمل الشر ؟ أليس هذا دليلا علي أنه لي طبيعة خاطئة؟

لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغض فإياه أفعل فإن كنت أعرف ما لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن. فالآن لست بعد أفعل ذلك أن بل الخطية الساكنة في .” رو7: 15-17

لم يقل بولس “طبيعة الخطية” لكنه قال الخطية. فبولس لا ينادى هنا أن الإنسان له “طبيعة الخطية “بل أن الخطية تسكن في كيانه. يتحدث عن مبدأ الشر – عنصر الشر الذي غزا الإنسان في السقوط وتخلل كيانه. الخطية الساكنة شيء غريب علي المؤمن. لم يكن يقصد أبدا أن تسكن الخطية الإنسان. لكن عند السقوط رغب الإنسان في الاستقلال عن الله ، سادت الخطية علي كل كيانه : الروح ، النفس والجسد . الخطية الموجودة في الإنسان تجعله يخطئ .تسود الخطية غير المؤمنين وهي كالحاكم المطلق ولها كامل الحرية في أعضاء جسد الخاطئ . و الإنسان في الخطية يسميه الكتاب المقدس “الإنسان العتيق” و المؤمن في المسيح يسميه الكتاب ” الإنسان الجديد”

يوضح بولس الأمر في النص فى رو 5: 12، 8: 17 أن الإنسان العتيق صلب مع المسيح. أن ما كان فيه أدم ” الإنسان العتيق ” انتهي إلي الأبد . وما أنا فيه في المسيح مضمون إلي الأبد. حيث أننا متنا عن الخطية وصرنا أحياء لله في المسيح

حياة الإيمان

لا يجب أن تحيا الخطية في أجسادنا . وبالإيمان نحسب أنفسنا أمواتا عن الخطية لحظة بلحظة وعليً أن نفهم أن خطاياي لم تعد هي المشكلة لأنها قد ماتت لحظة قبولي المسيح.

القضية هي الخطية وليست خطاياي ولقد تعامل المسيح مع الخطية ومع خطاياي علي الصليب(1بط 2: 24) والروح القدس يتعامل الآن مع مشكلة الخطية و أنا أسلك بالإيمان في المسيح،

يوصينا الرسول بولس أن نقدم أجسادنا كآلات بر ( رو6: 13 )

ويوضح في رو7: 8-9 أن قوة الخطية هي الناموس و الحل الذي عمله الله هو أن نموت عن الناموس ونحيا ونسلك بالروح (رو7: 6 يمكنني أن أحيا الحياة المسيحية المنتصرة في المسيح. يمكنني أن أتمتع بكل مزايا الحياة الجديدة لأنني في المسيح تغيرت طبيعيتي القديمة بأخرى جديدة وهي ملكي الآن في الوقت الحاضر.

“إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا كل شيء قد صار جديدا”2كو5: 17

الله يقصد أن يحيا كل منا طبيعتنا الجديدة في المسيح ونختبر الحياة الأفضل الآن.

فى رو5: 12، 8 : 17 يتناول بولس هنا ثلاثة قضايا أساسية

نحن أموات عن الخطية.

قد متنا عن الناموس

نحن أحياء للروح

يقدم بولس الحل لقضية الخطية كمبدأ فيما يلي:

“إذا لا شيء من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح . لآن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت” رو8: 1-2

Comments are closed.