قوة الكتاب المقدس

سيف ذو حدين

 

عشرة معايير لتقرير اذا ما كان كتاب ما من الله. هل تتطابق هذه المعايير العشرة علي الكتاب المقدس؟

1- أن يقر الكتاب بأنه كلمة الله

كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر“( 2تي 3 : 16)

2- أنه يشمل الدقة التاريخية في ذكر احداث التاريخ

ومن خلال البحث الأركيولوجي والمخطوطات التاريخية المدوًنة، فأنه تم أثبات دقة وصحة أحداث الكتاب المقدس. بل وأن لأن الكتاب المقدس دقيق جدا فأنه يستخدم الأن كمرجع لمعرفة الأحداث في العالم القديم. وبما أن الكتاب المقدس صحيح ودقيق فهذا دليل علي صحة الموضوعات الأخرى والتعاليم الدينية المذكورة و يؤكد هذا أنه كلمة الله

3- أن يكون المؤرخون موضع ثقة

لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس” ( 2بط 1 : 21)

4- أن يكون الكتاب معصوما من الخطأ، ليس به تناقض ولا ناسخ ولا منسوخ. من أجل عصمة الكتاب المقدس: وعد الله بحفظه مدى التاريخ البشري. وبقي الكتاب المقدس كما هو منذ أن أُوحِيَ به حتى اليوم. فالله الذي أوحى به، وعد بالحفاظ عليه، وطلب منا العمل بأحكامه وإعلاناته على مدى الأجيال بالآتي:

لا تزد عليه ولا تنقص منه“. تث 32:12

إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السماوات“. مز 89:119

لأني أنا ساهرٌ على كلمتي لأجريهاإر12:1

ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس“. لو 17:16

ولا يمكن أن ينقض المكتوب“. يو 35:10

ويدحض الكتاب المقدس ويفنّد بشدة مبدأ إلغاء وحي إلَهي واستبداله بوحي جديد مختلف عن الأول قد يكون متناقضا معه: “لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ” (مَزَ 89: 34)؛ لَيْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ. وَلاَ هُوَ ابْنَ آدَمَ فَيَنْدَمَ. هَلَ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ أَوْ يَعِدُ ولاَ يَفِي؟” (عد23: 19؛ ملا 3: 6)

5- أن تتطابق النسخ الحالية مع النسخ الاصلية تماما

مخطوطات الكتاب المقدس، هي النسخ أو أجزاء النسخ القديمة، الخاصة بالكتاب المقدس. يبلغ عددها أكثر من 15,000 مخطوطة يرجع أقدمها للقرن الأول قبل الميلاد لسفر اشعياء وقد تم اكتشاف مخطوطات البحر الميت، وجميعها تتطابق معا ومع أسفار العهدين القديم والجديد تماما

6- أن يؤكد معرفته للأمور التي حدثت في زمنه

إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثاو فيلس( لو1:1)

7- أن يكون به نبوءات عن المستقبل تفوق الادراك البشري

في القرن العاشر قبل الميلاد، تنبأ داود النبي بصلب السيد المسيح: “. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ” (ْمَزَ 22: 16، 18)؛ كُلُّ الَّذِينَ يَرُونَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ: اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ. لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ” (ْمَزَ 22: 7-8)؛ “…وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ” (ْمَزُ 69: 21)؛ يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ” (ْمَزَ 34: 20). تحققت هذه النبوءات بصلب السيد المسيح حوالي عام 30 ميلادية: “وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟” (مَرْ15: 24)؛ وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ …” (مَرْ 15: 29)؛ فَرَكَضَ وَاحِدٌ وَمَلَأَ إِسْفِنْجَةً خَلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ” (مَرْ 15: 36)؛ وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ” (يو19: 33).

في القرن الثامن قبل الميلاد، تنبأ إشعياء النبي عن ميلاد السيد المسيح من عذراء: “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيل (إِشَ 7: 14). تحققت هذه النبوءة بميلاد يسوع من العذراء مريم : “أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (مَتَّ 1: 18).

وتنبأ إشعياء النبي أن يسوع، سوف يُحسب مع الأشرار، وسوف يُدفن مع الأغنياء بعد موته: “وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّوَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ” (إِشَ 53: 9، 12). تحققت هذه النبوءة في صلب ودفن السيد المسيح حوالي عام 30 ميلادية: “وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ” (مر15: 27؛ مت 27: 57-60). وقد تنبأ إشعياء النبي عن ضرب يسوع والاستهزاء به وأهانته (إش 50: 6). ولقد تحققت هذه النبوات في مت 26: 67-68؛ 27: 26.

في القرن الثامن قبل الميلاد، تنبأ ميخا النبي عن مكان ميلاد السيد المسيح: “أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ” (مِي 5: 2). تحققت هذه النبوءة بميلاد السيد المسيح في قرية بيت لحم في حوالي عام 5 قبل الميلاد: “وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ” (مَتَّ 2: 1).

تنبأ دانيال النبي في القرن السادس قبل الميلاد عن مجيء السيد المسيح الثاني في مجد وقوة لدينونة العالم: “كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ (المسيح) أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ (الآب) فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ” (دَا 7: 13-14). ستتحقق حذه النبوة بالمجيء الثاني للسيد المسيح في نهاية العصر: “فَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ (المسيح) جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ” (مَرْ 14: 62؛ 13: 26).

في القرن السادس قبل الميلاد، تنبأ النبي زكريا عن دخول السيد المسيح القدس منتصرا، قائلا: “اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ…” (زَكَ 9: 9). تحققت هذه النبوءة حوالي 30م: “وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ! وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ” (يُو 12: 12-14؛ مت 21: 1-11؛ مر11: 1-10؛ لو 19: 29-38).

و تنبأ زكريا النبي بخيانة يهوذا للسيد المسيح في مقابل ثلاثين من الفضة (زك 11: 12-13). تحققت هذه النبوءة في حوالي 30م. “حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. وَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ” (مت 26: 14- -15).

في القرن الرابع قبل الميلاد، تنبأ ملاخي النبي عن مجيء يوحنا المعمدان لإعداد الطريق أمام المسيح (ملا3: 1). ولقد تحققت هذه النبوة في يو 1: 32 ).

8- أن تكون رسالة الكتاب فريدة

تحدث العهد القديم عن خلق الإنسان وسقوطه ويبين لنا عمل الله في التاريخ لحل مشكلة الخطية والشر في العالم، وذلك بإعطاء الوعود وإرسال الأنبياء الذين تحدثوا عن مجيء المخلص، المسيّا المنتظر، الذي سيتمم وعود الله. تحدث العهد الجديد عن إتمام وعود الله في الفداء بواسطة الرب يسوع المسيح الذي سفك دمه على الصليب من أجل خطايانا

9- ان يكون المؤرخون مؤيدين بالمعجزات .

أجري الله المعجزات لمجده، ولمنفعة البشر. وأدركها الإنسان بحواسه المختلفة . فعل الله المعجزة بواسطة مخلوقات حية مثل ملائكة كما حدث في إنقاذ بطرس الرسول من السجن (أَعِ الرُّسُلِ 12: 3-10). أو بواسطة بشر مثل موسى وهارون الكاهن (خُرُ 7: 9-10، 14-21) إيليا (1ْمُلُ 17)، أليشع (2ْمُل 5)، الرسل (أَعْ 2: 43)، كل المعجزات مسجلة في الكتاب المقدس

10- أن يكون كلام الكتاب له القوة علي تغيير حياة القراء.

نري هذه القوة من خلال التغيير الذي حدث في حياة الكثيرين الذين يقرأونه. امثال مدمني المخدرات الذين تحرروا من الادمان، الشواذ الذين تخلصوا من عاداتهم، المجرمين الذين تغيروا كلية، الخطاة الذين تراجعوا عن أفعالهم، والكراهية والعداوة التي تحولت الي محبة من خلال تعاليمه. اذ يحتوي الكتاب المقدس علي قوة تغيير ديناميكية منبعها الله وقوته. تنطبق المعايير العشرة علي الكتاب المقدس تماما فهو كتاب الله الفريد

Comments are closed.