الرَّجُلُ الأَمِينُ كثير البَرَكَاتٍ { أم 28: 20 }
1. الشاب الأمين
• كان يوسف أمينا مع الله: رغم التجارب التي تعرًض لها. فخرج منها كلّها ظافراً منتصراً. “كَيْفَ أَقْتَرِفُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وأخطئ إِلَى اللهِ؟» تك 39: 9
• أمينا مع نفسه: قال يوسف لإخوته” أنا خائف الله” تك 42 : 18
• أمينا مع أبيه: ” قال له أبوه هلم فأرسلك إلي أخوتك في شكيم. فقال له هأنذا” تك 37 : 13
• أمينا مع أخوته: قال لإخوته ” لا تخافوا. أنا أعولكم وأولادكم” تك 50 : 21
• أميناً في بيت سيّده المصري: وقد لاحظ سيّده فوطيفار أمانته فوكّله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له
• أمينا في السجن: ظهرت أمانته في بيت السجن إذ جعل له الله نعمةً في عيني رئيس السجن. فدفع رئيس السجن إلى يد يوسف جميع الأسرى ووكّله عليهم
• أمينا مع فرعون: قام يوسف بتفسير الحلم لفرعون وقال فرعون عنه “هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله “تك 41 :37
الأمانة هي الصفة البارزة ليوسف ولم يتخلي الله عنه ” عينا الربّ على أمناء الأرض” مز 101 : 6
2-الشاب السجين
لقد تعرّض يوسف، بسبب جماله، لأقسى تجربة يتعرّض لها شاب. ما أكثر الشباب الذين تخدعهم شهوة العيون وشهوة الجسد. حبّذا لو أنهم يتّخذون من يوسف قدوة ومثالاً، هاجمته التجربة بأعنف صورها لكنّه تغلّب عليها باسم الربّ
وكأنه يقول لنفسه ما قاله بولس الرسول: “أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا“.
نظر إلى الله ـ عرف أن الخطيئة ضدّ الله وضدّ طبيعته. فما كان منه إلاّ أن هرب لحياته إذ قال “كيف أصنع هذا الشرّ العظيم وأخطئ إلى الله” إن أفضل وسيلة للنجاة في التجارب والشهوات الشبابية هي الهرب منها. “أما الشهوات الشبابية فاهرب منها” (2تي 2: 22).
اختلقت زوجة فوطيفار قصة كاذبة وأخبرت زوجها أن يوسف حاول الاعتداء عليها فحمي غضب فوطيفار عليه فأخذ يوسف “ووضعه في بيت السجن” تك 39 : 20
” وَلَكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، فَأَغْدَقَ عَلَيْهِ رَحْمَتَهُ، فَنَالَ رِضَى رَئِيسِ السِّجْنِ، حَتَّى عَهِدَ إِلَى يُوسُفَ بِكُلِّ الْمَسَاجِينِ الْمُعْتَقَلِينَ، وَجَعَلَهُ مَسْئُولاً عَنْ كُلِّ مَا يَجْرِي هُنَاكَ.” ” تك 39 : 21، 22
في السجن رأي كل من رئيس السقاة ورئيس الخبُازين حلما وفسًر يوسف الحلمين وتحقق الأمر كما قال لهما.” وَبَعْدَ انْقِضَاءِ سَنَتَيْنِ رَأَى فِرْعَوْنُ حُلْماً……. فَأَرْسَلَ وَاسْتَدْعَى جَمِيعَ سَحَرَةِ مِصْرَ وَكُلَّ حُكَمَائِهَا، وَسَرَدَ عَلَيْهِمْ حُلْمَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُفَسِّرُهُ لَهُ.” تك 41: 1-8
وذكر رئيس السقاة لفرعون عن يوسف، “فَبَعَثَ فِرْعَوْنُ وَاسْتَدْعَى يُوسُفَ، فَأَسْرَعُوا وَأَتَوْا بِهِ مِنَ السِّجْنِ فَحَلَقَ وَاسْتَبْدَلَ ثِيَابَهُ وَمَثَلَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ.” تك 41 :14. ولما قصً فرعون الحلم علي يوسف فسًره يوسف
فحسن الكلام في عيني فرعون وفي عيون عبيده وعيًن يوسف الرجل الثاني علي بيته” تك 41 : 40
فانتقل يوسف من البرش إلى العرش. بعد أن صار يوسف الرجل الثاني في المملكة لم يرد أن يغتنمها فرصةً ليفعل ما يفعله بعض الحكّام ، لكنه بقي كما كان يوسف الشاب الوديع المتواضع الذي يخاف الله (تك 42: 18)
3. نسيان الآنين
ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «هَا أَنَا قَدْ وَلَّيْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». وَنَزَعَ فِرْعَوْنُ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَوَضَعَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ كَتَّانٍ فَاخِرَةً وَطَوَّقَ عُنْقَهُ بِطَوْقٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الثَّانِيَةِ، وَنَادُوا: «ارْكَعُوا أَمَامَهُ». وَأَقَامَهُ وَالِياً عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ، وَلاَ أَحَدَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَرِّكَ سَاكِناً فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ غَيْرِ إِذْنِكَ». وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ (وَمَعْنَاهُ بِالْمِصْرِيَّةِ الْقَدِيمَةِ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ أَوْ حَافِظُ الْحَيَاةِ). وَزَوَّجَهُ مِنْ آسنات بِنْتِ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ، فَذَاعَ اسْمُ يُوسُفَ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ مِصْرَ. وأَنْجَبَتْ آسنات بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ لِيُوسُفَ ابْنَيْنِ قَبْلَ حُلُولِ سَنَوَاتِ الْجُوعِ. فَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ مَنَسَّى (وَمَعْنَاهُ: مَنْ يَنْسَى أَوْ الْمَنْسِيُّ) وَقَالَ: «لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ مَشَقَّتِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي».
4. الأخ المعينّ
كان بإمكان يوسف أن يسيء إلى أخوته الذين قصدوا به شراً. لكنه لم يفعل ذلك. قابل الإساءة بالإحسان، والبغضة بالمحبة. كأنه كان قد سمع قول الرب يسوع “أحبّوا أعداءكم “كأنه قرأ ” لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير” فلما شاهد أخوته تحرّكت أحشاؤه وُعانق كلاً منهم وقبّله (تك 45: 15).
وبعد موت أبيهم قال لهم “أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ لِي شَرّاً، وَلَكِنَّ اللهَ قَصَدَ بِالشَّرِّ خَيْراً، لِيُنْجِزَ مَا تَمَّ الْيَوْمَ، لإِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ. لِذَلِكَ لاَ تَخَافُوا، فَأَنَا أَعُولُكُمْ أَنْتُمْ وَأَوْلاَدَكُمْ. فَطَمْأَنَهُمْ وَهَدَّأَ رَوْعَهُمْ.”
حصاد السنين
جاء احد شيوخ الكنيسة صباح احد إلي الراعي المسن الذي كان جالسا يعد خدمة الصباح. بدأ الشيخ ينتهر الراعي قائلا “يا سيدي، لابد أنه يوجد خطأ ما في خدمتك وعملك .فلم ينضم إلي عضوية الكنيسة سوي فتي صغير طيلة العام الماضي” استمع الخادم الأمين إلي هذا النقد وأغرقت عيناه بالدموع وارتعشت يداه. ورد قائلا ” أنني أشعر بهذا، لكن الله يعلم أني أخدمه بجد وأمانة ” صار قلب الخادم مثقلا بعد انتهاء العظة . وجاءه اقتناع عميق بتقديم استقالته من الكنيسة.
بعد مغادرة الأعضاء الكنيسة. جاء العضو الجديد إلي الراعي وسأله ” بماذا تنصحني لأصير مبشرا ناجحا” فأجابه الراعي وعيناه مغرورقه بالدموع ” راع الأمانة“( مز 37 : 4 ) ،سوف يباركك الله وستصبح مبشرا ناجحا، عزيزي روبرت ”
مرت سنوات عديدة، وعاد مرسل شاب إلي المدينة ، كان معروفا لكل أشراف المدينة كالرجل الذي استخدمه الله لربح نفوس كثيرة للمسيح في أفريقيا واستطاع أن يخدم الله بين زعماء القبائل الأفريقية الشرسة واسم هذا الخادم روبرت موفات وهو ذات الفتي الصغير الذي تحدث مع الراعي المسن يوم قدم الراعي استقالته .
يارب ساعدنا أن نحيا أمناء واعطينا نعمة أن نترك الحصاد إلي شخصك.