شبكة النعمة

نعمة الخالدين




الصيّاد والفريسة.

كان بولس يهودي الموطن، روماني الجنسية، يوناني التربية، مسيحيا بالنعمة مرسلا، مدبرا، فيلسوفا، ورجل دولة.

شاول الصيّاد: ” أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا علي تلاميذ الرب. فتقدم إلي رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلي دمشق.. حتي إذا وجد أناسا من الطريق . يسوقهم موثقين إلي أورشليمأع 9: 1-2 . وعند رجم استفانوسكانوا يضعون ملابسهم عند أقدام شاب يدعي شاول( أع 7: 58)

كان شاول يتوج العنف في أع 8: 1 ‘إنه معلم يهودي شاب، شق طريقة سريعا بين الشيوخ. كان هناك شيء غير مستقر ومشتعل بشدة داخل شاول الطرسوسي. بدأ شخصا سلبيا ثم راضيا ثم علي قمة الفريق الذي يهاجم الكنيسة،

و يجر المسيحيين إلي السجون.

حمل الشاب الفريسي دماء الشهداء على يديه. كان اضطهاد الكنيسة قد احتل مكانة في نفسه. وجد شاول الطرسوسي دعوته في هذا العمل. بالمقارنة مع الفريسين الذين نلتقي معهم في الإنجيل، كان شاول أكثر نقدا وغضبا وانفجاراأصبح شاول شخصا له مكانة مقدسة بين ذويه، يقتحم البيوت والاجتماعات مشتركا في الاضطهاد

في هذا الوقت كان المسيحيون قد هربوا من أورشليم باحثين عن مأوي في دمشق عاصمة سوريا. هناك أسس المسيحيون مركزا وكانوا يقومون بهداية اليهود في المجامع المحلية. كان يبحث ليأتي بهم ، ليقدمهم للعدالة في أورشليم. “اضطهدت هذا الطريق حتي الموت مقيدا ومسلما إلي السجون رجالا ونساء . كما يشهد لي أيضا رئيس الكهنة وجميع المشيخة الذين إذ أخذت أيضا منهم رسائل للأخوة ذهبت لأتى بالذين هناك إلي أورشليمأع 22: 4-5

صار هذا الطريق طريقا صعبا بسبب هجمات شاول التي لا تكل. كان يضربهم و يطردهم وفي كل المجامع كنت أعاقبهم مرار كثيرة وأضطرهم إلي التجديف ‘إذ أفرط حنقي عليهم كنت أطردهم إلي المدن التي في الخارجأع 26: 11

وصف نفسه كمجدف ومضطهد ومفتري (1تي 1: 13 رأي شاول نفسه كأول الخطاة (1تي 1: 15)

شاول الفريسة

رأي شاول نفسه صيّادا لا يكل. مع هذا تحقق أنه قد وقع في الشباك. وصل المطارد الإلهي إلى نهاية الطريق.

المواجهة:

كانت أفكار شاول بينما هو في طريقه إلي دمشق أنه في غضون ساعات سيقوم بتطهير مدينة أخري من داء المسيحية.

كان شاول في صراع داخلي .”في ذهابه حدث أنه أقترب إلي دمشق فبغتا أبرق حوله نور من السماءأع9: 3

كانت الحادثة وقت الظهيرة أع 22: 6 & 26 : 13 لم تكن ظاهرة طبيعية . كان النور أشد من لمعان شمس الظهيرة. ردد رفقاء شاول الحادثة ، لكن شاول وحده فهم الصوت الذي سمعه الرفقاء الصامتين. عرفوا أنها ظاهرة فوق الطبيعة ولم يفهموها (أع 9: 7)

تقابل الرب يسوع المسيح نفسه مع شاول في الطريق وتحدث معه بصوته بكلمات أسرته باقي حياته.

كتب يقول ألست أنا رسولا، ألست أنا حرا، ألم أر يسوع المسيح ربنا، ألستم أنتم عملي في الرب؟” 1كو 9: 1 وقبلت الكنيسة الأولي اختباره ، وحسبوه مساويا لبطرس ويعقوب ويوحنا والأخرين. ويقرر المكتوب أن هذا كان الظهور الأول منذ استشهاد استفانوس. ظهر المسيح، للشهيد الأول، ثم لأحد القتلة الذي صار من أتباعه.

التبكيت:

تكلم المسيح بكلمات مباشرة وجادة فسقط علي الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدنيأع 9: 4

هذه كلمات قاض ومدعي عام. نادي الصوت مرتين، شاول شاول ثم قال له لماذا تضطهدني . في البداية لم يكن شاول يفكر في أنه يضطهد أكثر من هراطقة اليهود الذينمن وجهة نظرهكانوا يهددون الإيمان القويم. ثم يجد نفسه ساجدا إلي التراب.

فكر شاول بأنه يقوم بالإصلاح، بالتطهير، كان يقبض، ويقدّم للسجون أو التعذيب البدني. كان يؤدي عمله علي أكمل وجه عندما سمع الصوت بالآراميةلغة أجدادهلغة يسوع. “شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك أن ترفس مناخسأع 9: 4

أعمى نور الإشعاع المعلّم الغيور وأصبح يناضل مع حقيقتين. أولا أنه يتحدث مع يسوع الذي لم يعد ميتا.

ثانيا، كان شاول يضطهد يسوع نفسه وليس تابعيه البسطاء

شاول شاول لماذا تضطهدني

  • التجديد:

قد قوّض شاول مفهومه عن الله في ازدرائه. اكتشف أن الله الذي يعبده هو شخص أخر مختلف جوهريا عن معظم فروضه الثمينة. .قال من أنت يا سيد؟ قال له الربأنا يسوع الذي تضطهده صعب عليك أن ترفس مناخسأع9: 5 كان شاول يعرف جواب السؤال، لكن لم يكن له الوقت ليري التطبيق السريع، من أنت ياسيد؟ جواب هذا السؤال يقود إلي سؤال أخر: من أنا؟ فكر شاول أنه يدرك كل الإجابات فتغيرت الأسئلة. ماذا سيفعل بغضبه العميق؟ لقد تحوّل كله في لحظة إلي خوف. “صعب عليك أن ترفس مناخسنحن نعلم المنخس الطويل، الذي ينتهي بطرف مدبب من الحديد. منخس الثور لقيادته حيث يريد السائق. لكن الرفس المستمر مؤلم. نعرف أن الوقت الذى فيه ينقلب الثور علي المنخس ليحطمه تزداد آلامه .

المناخس بالنسبة لشاول

قال المسيح إنها ما يرفسه شاول، الذي أدمي نفسه بالمقاومة.

كلمات استفانوس الذي تقبل موته القاسي بنعمة متفاضله. أضاء وجه استفانوس كوجه ملاك (أع 6: 15)

كان شاول يشعر بشيء ينخس قلبه وكان يتجاهله ليتخلص منه

كان سلوك المسيحيين الذين كانوا يصلون من أجل شاول وهو يهجم علي أسرهم.

كان صبر أتباع الطريق الذين قاسوا ما قاسوا في أورشليم ليتبعوا المسيح في كل مكان. ثم كانوا يكشفون عن مركزهم ويخبروا كل واحد في مسمع الأذان عن يسوع. وهذا بالنسبة له منخس خطير

لم يكن شاول يدرك هذه النقطة. أن مطارد السماء قد أقترب أكثر فأكثر من فريسته وأخيرا لحقه في الطريق إلي دمشق

التكريس: كان أول سؤال لشاول هو من أنت ياسيد؟

قال هو مرتعد ومتحير يارب ماذا تريد أن أفعل فقال له الرب قم وأدخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل أما الرجال المسافرون معه وقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ونهض شاول عن الأرض وكان هو مفتوح العينين لا ينظر أحد واقتادوه إلي دمشقأع 9: 6-8 صار شاول ذليلا يعتمد علي شفقة الغرباء.

الشركة

كان يلزم أن يترك وحيدا مع نفسه في عالم مظلم وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب أع 9: 9. كانت الأيام الثلاثة هي أطول أيام حياة شاول. ماذا يعمل الإنسان لمدة ثلاثة أيام وهو في ظلام دامس، بعد أن انتزعت منه الأقنعة التي يرتديها. لو كان شخصا ضعيفا لكان يلجأ إلي الإنكار، ينكر الحواس وربما يفقد عقله. لكنه إنسان قوييفكر ويحاول إدراك الواقع في ضوء الأحداث الراهنة. نتصور أن حياته الماضية مضت أمامه كما لو كانت حياة شخص أخر شرير، يبحث عن اللذة بالطريقة التي حطّم بها نفسه باشتراكه في التعذيب والبحث في المدن البعيدة واضطهاد تابعي الإيمان المسيحي. الآن وهو فاقد البصر، صار يري أوضح من الماضي ، في عالمه المظلم رأى وجه استفانوس يسطع أمامه. رأى تابع المسيح الحقيقي الذي شارك في تحطيمه . رأي الوجه تلو الأخر رجالا وسيدات، كل الذين عذّبهم لاختلاف العقيدة الروحية. تساءل. ماذا عن عقيدته الآن؟ كيف يمكن لهذه المقابلة أن تغيّره؟.

رفض الطعام والشراب لمدة ثلاثة أيام وهو يواجه فوة الإعلان دون سند أو ملجأ.

مفتاح اللغز

كان مفتاح اللغز هو النعمة وهذا موضوع غريب في لغة الفريسي. رأي شاول حنانيا في رؤيا، سمع صوت الرجل عندما جاء إليه ، وجده حنانيا في الطريق الذي يقال له المستقيم، : وثق حنانيا بالرب يسوع وفي طاعة كاملة جاء يبحث عن الشخص الذي كان دائما يصلي لأجله أن لا يأتي ليبحث عنه. كان هناك لطف في حنانيا وهو يضع يديه الشافيتين علي شاول الطرسوسي. .

أتي اليوم الذي فيه قبض علي بولس وطرح في سجن روماني ، ينتظر ذات الحكم الذي واجهه كل الذين ألقاهم في السجن سابقا. ربما رأي مرة أخري وجه استفانوس وكثيرين غيره . منذ ذلك الحين لم يعودوا أعداء بل أخوة وأخوات في المسيح

Comments are closed.