الكنيسة الخالدة

الروح المعين

الكنيسة الخالدة

“أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها” مت 16: 18

ولدت الكنيسة وعاشت عبر عشرين قرن، jتعاقب عليها حكومات كثيرة وإمبراطوريات عديدة، تكيلها أكثر نوبات الاضطهاد وأشرس أسلحة الإبادة. من الحرق إلي القتل، من الغلي في الزيت إلي تقطيع الأوصال و خرجت الكنيسة من كل حقبة قوية ظافرة منتصرة، كانت السندال الذي تحطمت فوقه المطارق والصخرة التي سحق علبها المعتدون. ذهبت الامبراطوريات بقيت الكنيسة. فني الحكام وخلدت الكنيسة. ضاعوا وتلاشوا وثبتت الكنيسة ومتن قوسها. كم من قيصر وحاكم وراهم التراب وكانت نهايتهم مرعبة، ومازالت الكنيسة ثابتة قوية. فتحت أبواب الجحيم نيرانها في قوي دمار شامل وهلاك باغت، وكشًر الشيطان عن أنيابه مستخدما أسلحته الخسيسة الدينية في حروب ضارية. ولم يقو عليها. لم تقدر كل قوي الظلم أن تقف في وجهها. دثرت كل قوي الظلمة بسلاح الله الكامل (أف 6: 10-13) في مقاومتها إبليس وجنوده ارتفع اسم قائدها وربها (1بط 5: 8-10) وخرج المسيحيون في كل مرة أعظم من منتصرين (رو8: 35-39) حاولت الإمبراطوريات إبادة المسيحية. لكن إين هم الآن؟ الله لا يشمخ عليه فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا غل6:7

  1. نيرون 54 الي 68 م

يعتبر الاضطهاد الذي أثاره نيرون علي المسيحيين أول اضطهادات الإمبراطورية، الذي يرتبط به استشهاد الرسولين بطرس وبولس. بدأ الاضطهاد سنة 64 م، في السنة العاشرة لحكم ذلك الطاغية وبأمره كان العالم بالنسبة له رواية هزيلة، ومأساة يقوم هو فيها بدور الممثل الأول. كان ذا شهوة جنونية لتهليل الجماهير. كان يضرب علي القيثارة، وينشد أغانيه وقت الجرائم، قتل أخاه بريتانيكوس وأمه اجربينا وزوجته أوكتافيا وأستاذه ومعلمه سينكأ، والكثيرين.

حريق روما

لم يسلم من الحريق المدمر سوي أربع أقسام من الأربعة عشر قسما من المدينة العظيمة وأتي الحريق علي كثير من الأثار والأبنية والمعابد وتحولت الاثار إلى تراب والتهمت النيران كثيرا من الناس والبهائم. أتهم المسيحيين زورا بارتكاب الحريق. أشعل النار فيهم، بعد أن دهنوا بالقار والزيت وسمروا في أعمدة الصنوبر يضيئون كالمشاعل كانت هناك سلسلة اضطهادات طويلة ضد الديانة الجديدة. وذاق المسيحيون كل أنواع العذاب على يدي هذا الطاغية الذي مات منتحرا ولم يجدوا قبره

  1. دومتيان 81 – 96 م

كان دومتيان طاغية مرتابا متكبرا يدعو ذاته “الها“. اعتبر اعتناق المسيحية جريمة ضد الدولة. حكم علي المسيحيين بالموت، ومن بينهم، فلافيوس كليمندس كما نفى البعض، وصادر ممتلكاتهم أثار اضطهادا علي كنائس آسيا الصغرى، ويؤكد المؤرخ يوسابيوس، أن دومتيان هو الذي أمر بإلقاء القديس يوحنا في زيت مغلي في روما، ثم عاد ونفاه إلى جزيرة بطمس ، قتل علي يد اعداؤه ومحا مجلس الشيوخ اسمه من سجل الاباطرة

  1. تراجان 98 – 117

أول إمبراطور يعلن أن المسيحية ديانة محرمة. – أحيا التشريعات الصارمة ضد جميع الهيئات والجماعات السرية. وبناء علي قراراته هذه تعرض المسيحيون لاضطهادات عنيفة. وقد أصاب الوطن العربي علي وجه الخصوص الكثير منها., وجه اليهود المتعصبون اتهاماً لسمعان أسقف أورشليم، وحكم عليه بالموت صلباً سنة 107، وهو في سن المائة والعشرين. وحكم علي القديس أغناطيوس أسقف أنطاكية بالموت، وأرسل إلي روما، وألقي للوحوش الضارية في الكولسيوم. مرض تراجان فجأة فأرجعوه الي ايطاليا وعندما وصل سيسيليا مات من التورم الشديد الذي حدث في جسده وقد بدأ ينتن.

  1. مرقس أوريليوس أنطونيوس عام 161

جعل الشهداء يسيرون بأقدامِهِم الجافية فوقَ الأشواك والمسامير وفي عهده استُشهِد القديس بوليكاربوس أسقف أزمير، تلميذ يوحنا الحبيب، وقيل في وصف حياة المسيحيين في هذا العصر:” اِضطهاد فوق الأرض، وصلاة تحت الأرض“، نسبة إلى استخدام السراديب الخفية تحت الأرض للعبادة والاِجتماعات الروحية بعيداً عن أنظار الشرطة الرومانية، وقد

انتشرت هذه السراديب في روما والإسكندرية ونابلُس وأفريقيا وآسيا الصغرى. في عهده ملأت جُثث الضحايا الطُرُقات، ومن أشهر الذين استُشهِدوا في هذا العهد، الفيلسوف المُدافِع يوستين الشهيد سنة 166 م وقتل أوريليوس في مدينة فيينا وحرق جسده وأرجع الرماد الي روما

  1. سبتميوس ساويرس 193 الي 211 م.

قال العلاَّمة ترتليان المُدافِع المسيحي الذي عاش في هذا العصر:” ابحثوا لي عن مسجون مسيحي واحد في سجون الإمبراطورية مُتهم بتهمة أخرى غير كونِهِ مسيحياً“. أصدر الإمبراطور مرسوماً بمنع المسيحيين من تبشير غيرهم فحلَّت الاِضطهادات في مصر وشمالي أفريقيا، حيث قدَّمت لنا كنائس تلك الأقاليم أينع زهورها على مذبح الاستشهاد. في أثناء حملته ضد أعداءه شعر بمرض شديد وحملوا جسده ومضوا به إلي ابوراكوم ومات

  1. مكسيميانوس التراقي سنة 235 إلى 238 م.

كان هذا الإمبراطور دموياً، فمكَّن الشعب من اضطهاد المسيحيين، وأمر بقتل الأساقفة والرعاة ظناً منه أنَّ هذه هي نهايِة المسيحية. ولم تعرِف البشرية في كل تاريخها شُهداء كشُهداء المسيحية الذين نالوا الجعالة من أجل ثباتهم في الإيمان إلى النَّفَسْ الأخير. أثناء رجوعه من حربه عانى جيشه من المجاعة وانتشار الأمراض وعند باب روما قفلوا الباب وتم إذلاله بشده وقام جنوده عليه وقتلوه هو وابنه ورئيس جيشه وقطعوا رؤوسهم وحملوها الي داخل روما

  1. ديسيوس 249 الي 251 م

أصدر الإمبراطور ديسيوس مرسوماً، يُحتِّم فيه ضرورة إعادِة ديانِة الدولة الوثنية، وكل من لم يخضع لهذا المرسوم عرَّض نفسه لبربرية وحشية غاية في العنف. وساد اضطهاد عام وشامِل في عهده، وكان الولاة أكثر شراسة مع الأساقفة والرعاة والخدام، ومن أشهر شُهداء هذا العصر القديس مرقوريوس أبي سيفين وبابيلاس الأنطاكي…مات ديسيوس بعد أن سقط هو وابنه في أسر الأعداء البرابرة وذبحاهما والقوهما للوحوش لتنهشهم.

  1. فالريان 253 – 260 م

نفى الأساقفة والقسوس والشمامِسة ليعملوا في ضِيَاع الإمبراطورية، وحرَّم الاِجتماعات الدينية، كما أعدم كثيرين منهم، وجرَّد المسيحيين من مناصِبهم… وكل من تمسَّك بديانته بَتَرْ رأسه.، ومن أشهر شُهداء ذلك العهد، الشهيد كبريانوس أسقف قرطاجنة. وفي عام 260 م أسر ڤاليريان الطاغية ومات

  1. أورليان 270 -275 م

أصدر أورليان مرسوماً بقتل المسيحيين كان من أثره مذابِح مُروعة في أماكن شتى. فقام أصدقاؤه المقربون بذبحه ومات

  1. دقلديانوس 284 الي 305 م

في عهده ذاق المسيحيون كأس الاستشهاد. إذ أصدر منشوراً بهدم كل الكنائِس المسيحية وإحراق الكتب الكنسية، واعتبار المسيحيين خارجين عن القانون. ويُقدَّر عدد شهداء الأقباط بحوالي ثمانمائة ألف شخص. ترك الحكم بعد جنونه الشديد وحطمت تماثيله وأزيلت صورته من كل مكان وكان يستجدي ليأكل وفي ثورة جنونه ضرب رأسه بالحائط فمات

هذا، واستمر الاضطهاد عبر تاريخ البشرية فقتل أكثر من 43 مليون مسيحي.

ويقدر عدد الذين استشهدوا في القرن العشرين (26 مليون) بأكثر من الذين استشهدوا في كل القرون التسعة عشر السابقة ويقاسي أكثر من 200 مليون مسيحي من الاضطهاد يوميا ويقتل الاضطهاد من 150 إلي 165 الف مسيحي سنويا بواسطة الشيوعية، التطرف الديني وروح ضد المسيح الذي يسود العالم في أيامنا.

 

Comments are closed.